خلال 48 ساعة من تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. خريطة المواجهات وموقف الشرق الليبي
15.05.2025 16:33
اهم اخبار العالم World News
الدستور
خلال 48 ساعة من تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. خريطة المواجهات وموقف الشرق الليبي
حجم الخط
الدستور

شهدت العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات القليلة الماضية تصاعدًا جديدًا في الاشتباكات المسلحة بين عدة فصائل، ما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة التوتر السياسي والاجتماعي، خاصة مع امتداد المواجهات إلى مناطق محددة خلال اليومين الماضيين.

 تحولت طرابلس منذ بدء الاشتباكات إلى "مدينة أشباح"، مع تعليق حركة الملاحة الجوية وتحويل الرحلات القادمة إلى مطار معيتيقة الدولي لمطار مصراتة، وإيقاف الدراسة في طرابلس الكبرى بسبب الأوضاع الأمنية، حسب التقارير المحلية.

اشتدت المواجهات بشكل خاص بين قوات الردع الخاصة، التي تسيطر على مطار معيتيقة الدولي، ووحدات مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، منها اللواء 444 الذي يلعب دورًا رئيسيًا في هذه المعارك، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية، بينها بوابة إفريقيا الإخبارية وبوابة الوسط والمشهد.

تركزت الاشتباكات في حي صلاح الدين، حيث شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الردع الخاصة واللواء 444، مع استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

كما شهدت منطقة أبو سليم، مواجهات عنيفة، أدت إلى أضرار مادية في المساكن والبنية التحتية، مع نزوح عدد كبير من السكان.فيما شهد حي الأندلس تبادلات نارية متقطعة أدت إلى حالة توتر في الأحياء السكنية المحيطة.

وكان مطار معيتيقة الدولي نقطة اشتباك رئيسية، مما اضطر إلى إغلاقه مؤقتًا وتأجيل الرحلات الجوية.

خسائر وإصابات

أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 70 بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم مدنيون، بالإضافة إلى فرار عدد من السجناء من مراكز الاحتجاز التي تضررت بسبب القتال العنيف.

تأثير الاشتباكات على المدنيين والبنية التحتية 

تحولت عدد من أحياء طرابلس لمناطق شبه مهجورة، مع نزوح كثير من السكان إلى مناطق آمنة داخل وخارج المدينة.

وأغلقت السلطات مطار معيتيقة الدولي مؤقتًا بسبب الأوضاع الأمنية، وتم تحويل الرحلات الجوية إلى مطار مصراتة الدولي كإجراء احترازي.

بينما تأثرت الخدمات الطبية والإنسانية بسبب الازدحام الكبير في المستشفيات وندرة بعض الأدوية والمستلزمات الطبية.

كما أعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، مساء الأربعاء، تمديد قرار إيقاف الدراسة والامتحانات في مراقبات التعليم ببلديات طرابلس الكبرى، نظرًا للظروف الأمنية الراهنة، والتداعيات النفسية والاجتماعية التي يمر بها التلاميذ والطلاب وأولياء أمورهم جراء الاشتباكات العنيفة التي تشهدها العاصمة منذ يومين.

جهود وقف إطلاق النار 

رغم إعلان وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، ونشر وحدات محايدة لحفظ الأمن وحماية المدنيين، إلا أن الاشتباكات مستمرة في بعض المناطق، ما يشير إلى هشاشة الاتفاقات الأمنية الحالية ويزيد من المخاوف حول مستقبل الاستقرار في طرابلس.

في هذا الإطار، أصدر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قرارًا بتجميد قرارات حكومة الدبيبة ذات الطابع العسكري أو الأمني في إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية أو تكليف أشخاص بمهام عسكرية أو أمنية في حدود الاختصاصات الانتقائية للحكومة المؤقتة.

وكان الدبيبة قدر أصدر قرارا رقم 232 بحل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو القرار الذي رفضه الجهاز، حسب مصادر لـ"بوابة الوسط".

كما دعا المنفي إلى توحيد الصف الداخلي والالتفاف حول مشروع وطني شامل يقطع الطريق أمام الفوضى والانقسامات، مؤكدًا أن الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي في طرابلس مسؤولية جماعية.

موقف الشرق الليبي وحفتر

سياسيًا، أعرب مجلس النواب الليبي عن قلقه الشديد إزاء تصعيد العنف في العاصمة، ودعا إلى ضرورة احترام وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي الشامل. كما حمل المسؤولية الكاملة لحكومة الدبيبة.

عسكريًا، لم يصدر قائد الجيش الوطني خليفة حفترأي تصريحات مباشرة حول الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، لكن مصادر مقربة منه أكدت استمراره في مراقبة الوضع عن كثب، مع تحذير ضمني من أن استمرار الفوضى قد يؤدي إلى تدخلات عسكرية أوسع إذا لم تُحل الأزمة سلميًا، وفقا لصحيفة المشهد.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال) أن القيادة العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي تستمر في دعم مبادرات الحل السياسي مع التأكيد على ضرورة استقرار العاصمة لضمان أمن البلاد.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.