![«حصار محلي».. ما لاقاه الجنزوري بعد إقالته من رئاسة الحكومة في عهد مبارك «حصار محلي».. ما لاقاه الجنزوري بعد إقالته من رئاسة الحكومة في عهد مبارك](https://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Egypt/original/13169715.jpg)
توفي كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق، اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز 88 عاما، بعد مسيرة إدارية وسياسية كبيرة، حيث تولى رئاسة الحكومة مرتين، أولاهما في النصف الثاني من التسعينيات بعد انطلاق برنامج الخصخصة وتغيير مصر بوصلتها الاقتصادية بالكامل، والمرة الثانية كانت في ظروف دقيقة شهدت إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد استثنائيا وأجريت خلالها الاستحقاقات الانتخابية الأهم بعد ثورة 25 يناير 2011، بانتخاب مجلسي الشعب والشورى ورئيس الجمهورية.
وتحدث الجنزوري عن آخر أيام رئاسته للحكومة في عهد مبارك وما بعدها، في مذكراته الصادرة عام 2014 عن دار «الشروق»، «طريقي.. سنوات الحلم.. والصدام.. والعزلة.. من القرية إلى رئاسة مجلس الوزراء».
يحكي الجنزوري، عن الفترة التي تلت إقالته من رئاسة الحكومة، قائلا: هناك الكثير يمكن أن يقال في هذا الشأن، ولكن الله منحني صبرا وسكينة لم أتوقعهما، ويكفي أن أّذكر ما يلي:
أنها بدأت بالتصفيق في 13 أكتوبر 1993، عند الاحتفال بانتصار حرب 6 أكتوبر، وذلك في قاعة الصالة المغطاة، وصدر منشور بعدم التصفيق لأحد إلا الرئيس.
كما منع كل القيادات السياسية والوزراء الاتصال بي، إلا أن ثلاثة منهم اتصلوا بي ولكنهم عنفوا بعد ذلك.
بلغ المعاش الخاص بي 1500، ومكافأة نهاية الخدمة 14 ألف جنيه، بالرغم من أن عمال شركات قطاع الأعمال العام، الذين تركوا الخدمة حصل كل منهم على 35 ألف جنيه.
كذلك منع الجنزوري من التواجد في أي مكان يمارس فيه القراءة؛ حيث يقول: اعتدت طوال فترة عملي أن أذهب يوميا لأماكن العمل، ولهذا اتفقت مع زميل لي في الوزارة أن أذهب إلى أحد الأندية التابعة لوزارته، ولكن قال لي بأسف إنهم يسألون لماذا أحضر هنا، وكان على أن أتوقف عن الذهاب.
كما منعت من أي عمل يمكن أن أمارسه، فرئاسة المصرف العربي كانت لأحد رؤساء الوزراء السابقين، بالرغم من أنني كنت الأسبق، وأيضا رئاسة المجالس المتخصصة كانت لأحد رؤساء الوزراء السابقين.
لم يقف الأمر عن الحصار المحلي وحسب، بل يحكي الجنزوري أنه حين علم أن بعض القادة العرب طلبوا تكريمه، ولكن صاحب الأمر طلب الانتظار.. طلب الانتظار حتى أنسى.
كما يقول: «أذكر حينما زارني أحد سفراء الدول العربية طالبا أن أكون مستشارا لرأس الدولة، اعتذرت بحجة ظروف خاصة بي، ولكن هذا الاعتذار لتجنب الحرج إذا ما صعد الأمر إلى الرئيس».