بقلم دينا عبدالكريم
فى عيد ميلاد المسيح تجد مظاهر البهجة حولك فى كل مكان.. لكنها ليست أفضل ما فى الأمر.. أفضل ما فى الأمر هو اجتماع الناس حول السعادة، حول حب الحياة، حول احترام شخص المولود واستلهام الملايين من العبر من ولادته البسيطة فى مزود، ومن الفقر الذى اختاره هذا العظيم الذى قسم التاريخ إلى ما قبله وما بعده. وبساطة أمه العذراء وصمتها وهيبتها.
أفضل ما فى هذه الأيام هو أنك، بقرار بسيط جدا، تستطيع أن تختبر الفرح وتستطيع أن تتخذ قرارات جديدة للتغيير. يقول البعض: وهل يحتاج التغيير إلى كل هذا؟.. أستطيع كل يوم أن أتخذ قرارا بأن أصبح شخصا أفضل! بالطبع نعم.. ولكن..
الطريق المستقيم الضيق يصبح أكثر اتساعا إذا ما طرقه أناس كثيرون!
والحقيقة أن مشكلتنا الكبرى فى مصر ليست فى قلة الكفاءات ولا قلة الأخلاق ولا فى احتياجنا لأن نعرف ما هو الصواب وما الخطأ..
مشكلتنا تكمن فى كون أولئك الأشخاص الذين يستطيعون صناعة التغيير يمشون فرادا.. ويحاربون فى طرق ضيقة تضعف تأثيرهم..
التغيير يكون أسهل وأكثر استمرارية عندما يصبح جماعيا.. يصبح أكثر فائدة ونفعا عندما يصبح منظما!
يصبح أكثر تأثيرا عندما يبدأ مركزيا!
أن تبدأ الدولة خطوات التغيير وأن تعلن انحيازها لكشف الفساد.. يسهل على الشرفاء مهمة المقاومة!
أن يعلن رئيس الدولة مبادرة حياة كريمة يعنى أن تتحرك كل المنظمات والوزارات نحو هذا الهدف وأن يبدأ احترام الفرد وتوفير كرامة العيش له من مسكن وعمل ومعاملة لائقة على كل المستويات. التغيير يصبح ممكنا إذا ما تحركنا سويا لأجله، بدلا من محاولات فردية كثيرة لم يكتب لها النجاح وأورثت أصحابها الكثير من خيبات الأمل.
إن عاما ميلاديا واحدا يجب أن يكون وحدة قياس للتغيير، أن تولد كل عام فكرة.. أن نخطو كل عام خطوة هو كل الأمل وخير صور النجاح.