لا أؤمن بهذه الديمقراطية
30.07.2020 08:28
Articles مقالات
أقباط متحدون مينا ملاك عازر
لا أؤمن بهذه الديمقراطية
حجم الخط
أقباط متحدون مينا ملاك عازر

بداية أحب أن أؤكد على كامل احترامي للجيوش عامةً، وثقتي الخاصة في أن ثمة جيوش لا تتدخل في السياسة، وهذا  مفهوم، لكنني وإن كنت لا أنفي الديموقراطية في عمل الجيوش، لكنني لا أؤمن بها في وجود السلاح، ما قد يعتبره البعض له علاقة بالجيش، لكنني على الإطلاق أؤكد تماماً على أن ذلك له علاقة بالسلاح، ودعني أفصح لك عن الفارق في وجهة نظري.

القبائل في شرق ليبيا اتت مؤيدة وداعمة ومطالبة الرئيس السيسي والجيش المصري أن يتدخلوا ضد السراج وحكومته وتركيا وجيشها ومرتزقتها وميليشياتهم، القبائل في الغرب نددت بهذا، وتقدمت بطلب محاكمة هؤلاء الذين أتوا لمصر يطالبوا بمثل لهذه الطلبات. 

اسمح لي أن أبدأ فقرة جديدة هنا لتكون الكلمات القادمة واضحة تماماً. 

أثق تماماً أن القبائل في الشرق أتت عن طيب خاطر وبمحض إرادتها الحرة، وربما بدافع وطني، وإيمان بحاجة جيش بلاده لدعم جيش شقيق وجار هو الجيش المصري، فأتوا يبايعوا ويساندوا، لكن في وجود سلاح مرتزقة ورجال جيش أردوغان ومليشيات السراج وإرهابيه، وأتحدث هنا ليس عن جيش ولكن سلاح أتشكك تماماً وكاملاً في موقف القبائل بالشرق ونظائرها بالغرب الليبي الذين طالبوا بمحاكمة مطالبي مصر ورئاستها ونظامها وجيشها بالتدخل لدعم وإنقاذ جيش ليبيا، وليبيا نفسها. 

هنا وفي الفقرة السابقة اتضح تماماً أن الديمقراطية المزعومة في غرب ليبيا مدحضة تماماً في وجود السلاح، ودعني أكون أكثر وضوحاً، الجيش التركي متى انقلب على أردوغان كان بوسعه استلام الحكم لكن لقلة المشاركين وعدم توافر السلاح الكافي لم يستطع فرض رغبته، لكن هل هذا ينفي أن هناك جماهير عريضة لا تملك السلاح ولا تحمله ترفض حكم أردوغان بتركيا وتتزايد أعدادها الآن ويتزايد ممثليه في المعتقلات التركية حتى من رجال الجيش  التركي، ناهيك عن من تم إعدامهم. 

مرة أخرى، أنا لا أؤمن بهذه الديمقراطية التي تتم تحت أسنة الرماح وفي حضور السلاح، وخاصة إذا كان في أيدي وحشيين متبررين كهؤلاء المسيطرين على الغرب، ودعني عزيزي القارئ أكون أكثر وضوحاً مذكر سيادتك بمشاهد مبايعة حفتر في ليبيا متى اعلن نفسه زعيماً لها، وظننا أن الأمر سيتم باكتساح الغرب الليبي، لكن العكس حدث واكتسحت مليشيات اردوغان وزبانيته في الغرب الليبي الجيش الليبي من مناطق نفوذه وتمركزه بالغرب الليبي، ما يعني أنه إما قبائل الغرب الليبي خانت حفتر أو أن ثمة عوامل مالية أو ما شابه تدخلت لتهدم سرادق الفرح المقام بقيادة حفتر لليبيا، وهو الذي جعل دوره السياسي يتوارى الآن ليتعاظم دور رئيس مجلس النواب الليبي في ذكاء يحسب للقيادة المصرية.

المختصر المفيد الحرب خدعة يا سادة، ولذا أدعم الجيش المصري في حسم مسألة ليبيا.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.