بعد إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة الجزائرية بنسبة تصويت تجاوزت 94%، يبدأ الرئيس عبدالمجيد تبون، ولايته الثانية في رئاسة الجزائر وسط العديد من التحديات الداخلية والخارجية.
وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، مساء أمس الأحد، عن فوز المرشح الرئاسي عبدالمجيد تبون في انتخابات الرئاسة التي جرت في السابع من سبتمبر الجاري، بحصوله على نسبة 94.65% من أصوات الناخبين.
وحلَّ مرشح حركة "مجتمع السلم" عبدالعالي حساني شريف في المرتبة الثانية بحصوله على 178.797 صوت بنسبة 3.17%، فيما جاء مرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في المركز الثالث والأخير بعد حصوله على 122.146 صوت بنسبة 2.16%.
ومع بداية ولايته الثانية، يواجه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وتستعرض "الدستور" أبرزها في التقرير التالي.
تحديات داخلية
كان الرئيس تبون قد أعلن عن عزمه على مواصلة سياسة الدعم الاجتماعي من خلال دعم الفئات الأكثر الاحتياجًا ورفع القدرة الشرائية للمواطن، إلى جانب تعزيز التنمية الاقتصادية بمختلف جوانبها، مع عدم اللجوء إلى الاستدانة الخارجية.
وأوضح تبون، في تصريحات سابقة خلال فترة الحملة الانتخابية، أنه يلتزم بمواصلة الإنجازات المحققة اقتصاديًا وماليًا، وكذلك السياسة الداعمة للشباب والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة ومواصلة إنجاز المشروعات السكنية.
وأضاف أنه سيعمل على مواصلة محاربة مختلف الظواهر السلبية على غرار الرشوة والفساد، إلى جانب حماية الفئات المستحقة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى.
وأكد تبون مواصلة العمل على رفع القدرة الشرائية للمواطن من خلال تخفيض الضرائب ورفع الأجور التي يعتزم أن تبلغ نسبة زيادتها 100% بحلول 2027، إلى جانب رفع منح التقاعد.
وفى السياق ذاته، أكد تبون التزامه بمواصلة محاربة نسبة التضخم التي انخفضت من 11% إلى 6%، وهو ما سيدعم سياسة رفع قيمة العملة المحلية تدريجيًا، وكذا إنجاز مليونيَّ وحدة سكنية جديدة، مع مواصلة تطوير قطاع الزراعة والتوقف عن الاستيراد مع بداية من 2026.
وبالنسبة للسنوات الخمس المقبلة، يلتزم عبدالمجيد تبون بمواصلة سياسته الاجتماعية من خلال التركيز على محاربة البطالة، لا سيما باستحداث 450 ألف وظيفة جديدة مع رفع قيمة المنح والعلاوات للمتقاعدين والفئات الأكثر احتياجًا، إضافة إلى رفع منح الطلبة الجامعيين.
تحديات خارجية واستعادة مكانة الجزائر
وخلال حملته الانتخابية، أعلن تبون عن التزامه باستعادة مكانة الجزائر في المحافل الدولية، من خلال الدفاع عن القضايا العربية واستمرار دعم دول الجوار.
وفي مايو الماضي، أكد الرئيس الجزائري مواصلة بلاده دعم القضايا العادلة في العالم؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اعتبرها "قضية كل الجزائريين".
وشرع تبون في تعزيز دور الجزائر عربيًا لا سيما بعد إعلانه عن منح لبنان كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء التي توقفت نهائيًا في أغسطس الماضي، بسبب نقص الوقود.
وفي يناير الماضي، أكد الرئيس تبون، خلال لقاءٍ سابق مع رئيس المجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقوف الجزائر إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة ومواجهة قوى الشر التي تستهدفه، مشيدًا في ذات السياق بالعلاقات المتجذرة التي تجمع الجزائر والسودان.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامها بعلاقاتها مع الجزائر وإرادتها في مواصلة العمل مع الرئيس تبون، وتعميق علاقتها خلال فترة ولايته الثانية.
وأبدت واشنطن خلال تهنئتها الرئيس الجزائري أمس، عزمها على تقوية العلاقات الثنائية خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي وكذا التعاون الإقليمي.
وذكرت صحيفة "the express tribune"، في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكتروني، أنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، استفادت الجزائر من زيادة الطلب الأوروبي على الغاز، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتعزيز عائدات الدولة.
ومكّن هذا التدفق من الثروة، حكومة تبون من توسيع الإنفاق الاجتماعي مع متابعة الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز القطاع الخاص وتوفير فرص العمل.