اتهمت روسيا الولايات المتحدة بتجاهل مقترحاتها بشأن تبادل الأسرى، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المفاوضات الجارية التي تنطوي على إطلاق سراح أفراد مثل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، الذي تم اعتقاله في موسكو بتهمة التجسس.
أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف عن إحباطه، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تجاهلت باستمرار مقترحاتهم، على الرغم من القرارات الناجحة السابقة في القضايا البارزة. وينتظر غيرشكوفيتش، وهو مواطن أمريكي يبلغ من العمر 32 عامًا، المحاكمة منذ أكثر من عام، حيث أنكرت كل من الصحيفة والحكومة الأمريكية بشدة مزاعم التجسس ضده.
وتأتي تعليقات ريابكوف وسط جهود وزارة الخارجية الأمريكية لتأمين إطلاق سراح غيرشكوفيتش وبول ويلان، وهو مواطن أمريكي آخر محتجز بشكل غير قانوني في روسيا. وعلى الرغم من الطبيعة الحساسة للمفاوضات، انتقد ريابكوف عدم إحراز تقدم، وسلط الضوء على التحدي الدبلوماسي الدقيق.
ومع ذلك، تؤكد وزارة الخارجية أن تأمين سلامة المواطنين الأميركيين في الخارج يظل أولوية قصوى. وبينما امتنع المتحدث الرسمي عن إجراء مناقشات عامة حول المفاوضات الجارية، أكد على كثافة الجهود المبذولة لإعادة غيرشكوفيتش وويلان إلى الوطن.
وتصاعدت حدة المواجهة الدبلوماسية في ديسمبر الماضي عندما قدمت الولايات المتحدة اقتراحًا جديدًا لروسيا لتبادل الأسرى بين جيرشكوفيتش وويلان. لكن موسكو رفضت العرض، مما شكل انتكاسة في المفاوضات الهادفة إلى حل قضايا المعتقلين.
ألمحت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب إعادة انتخابه في مارس، إلى إمكانية تبادل السجناء، بمن فيهم الراحل أليكسي نافالني، وهو شخصية معارضة بارزة. وعلى الرغم من المناقشات مع ألمانيا، لم يتم تقديم الاقتراح رسميًا إلى الكرملين من قبل المسؤولين الأمريكيين.
وفي أبريل، ألمح ريابكوف إلى المناقشات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة من خلال قناة متخصصة، مما يشير إلى احتمال إدراج غيرشكوفيتش في صفقة تبادل الأسرى. وفي الوقت نفسه، ظل مكتب المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن متشددًا بشأن المفاوضات.
ويسلط احتجاز غيرشكوفيتش في مارس 2023 ورفض استئنافه في أبريل/نيسان الضوء على المعركة القانونية المطولة التي يواجهها في موسكو. وتحيط مخاوف مماثلة بالصحفية ألسو كورماشيفا، وهي مواطنة أمريكية-روسية مزدوجة تحتجزها السلطات الروسية.
ويعكس النزاع المتصاعد حول تبادل السجناء بين روسيا والولايات المتحدة توترات أوسع نطاقاً في العلاقات الدبلوماسية. ومع استمرار المفاوضات خلف أبواب مغلقة، يظل مصير الأفراد المحتجزين مثل غيرشكوفيتش غير مؤكد، مما يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه الحكومتين في حل الأزمة.