
تحتفل الكنيسة، اليوم الخميس، بذكرى إقامة أول قداس ووضع رفات القديس مرقس الرسول بمزاره بالكاتدرائية في 26 يونية 1968، وأحداث وزيارات يومي 27 و28 يونيه من نفس العام، واتجهت “وطني” إلى الباحث ماجد كامل الذي صرح قائلًا:
كان يوم الأربعاء الموافق 26 يونية 1968 ، يومًا مشهودًا في تاريخ الكنيسة القبطية ما زلنا نعيش بركة ثماره حتى الآن، ففي هذا اليوم أقيم أول قداس احتفالي بافتتاح الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس بالعباسية.
بحضور وتشريف قداسة البابا المعظم البابا كيرلس السادس، واشترك معه في الصلاة ماراغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية، وعدد كبير من المطارنة الأقباط والأثيوبين والهنود والأرمن الأرثوذكس، وحضره الإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا في ذلك الوقت، والكاردينال دوفال رئيس البعثة البابوية الرومانية.
ولقد بدأ القداس في تمام الساعة السادسة صباحا بدخول قداسة البابا كيرلس السادس، وهو يحمل الصندوق الخاص برفات القديس مارمرقس الرسول، وصعد به إلى الكاتدرائية، حيث وضع على مائدة خاصة في وسط الكاتدرائية.
وظل هناك طول القداس ( من خلال متابعتي للقداس من خلال الفيلم المتداول على اليوتيوب تمكنت من التعرف علي الآباء الأحبار الأجلاء :- نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد ) (حيث صلى أوشية الاجتماعات الكبيرة)- نيافة الأنبا لوكاس الثاني أسقف منفلوط ( حيث صلى أوشية السلام الكبيرة ) – نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة ( حيث صلى أوشية الإنجيل ) – نيافة الأنبا بولس اسقف حلوان ( حيث صلي أوشية الآباء ) – البطريك أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية(حيث صلي صلاة الصلح باللغة السريانية) – نيافة الانبا بطرس أسقف أخميم وساقلتة (حيث صلر قطعة من القداس ) – قداسة البابا كيرلس السادس ( حيث صلى الرشومات وسر حلول الروح القدس ) – بطريرك وجاثليق أثيوبيا (حيث صلى قطعة من القداس باللغة الأمهرية) .
وقطعًا كان يوجد آباء اخرون كانوا حاضرين صلاة القداس الإلهي ولكني لم أتمكن من مشاهدتهم أو التعرف عليهم) .
وبعد نهاية القداس، توجه البابا كيرلس إلى المزار المقام أسفل الكاتدرائية المرقسية وهو يحمل الرفات المقدسة ؛ يصاحبه الإمبراطور هيلاسلاسي، والبطريرك ماراغناطيوس يعقوب الثالث.
والبطريرك الأثيوبي، حيث أودع الصندوق في المزار داخل القبر الرخامي وغطى بلوحة رخامية كبيرة وسط تراتيل وألحان للقديس مارمرقس الرسول بسبع لغات مختلفة هي ( القبطية – العربية – الأثيوبية – السريانية – الأرمنية – اليونانية – اللاتينية ).
فابتهجت قلوب جميع الحاضرين، ومن خلال اليوتيوب المتداول علي شبكات الأنترنت، تمكنت من التعرف علي ( نيافة الأنبا دوماديوس اسقف الجيزة – نيافة الأنبا بولس أسقف حلوان – نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج – نيافة الانبا صموئيل أسقف الخدمات – نيافة الأنبا أغابيوس الثاني أسقف ديروط – نيافة الأنبا مينا مطران جرجا – نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي …إلخ ) .
ودخل أحد الآباء الكهنة داخل القبر ( للأسف لم اتعرف عليه، ولكني تعرفت علي نيافة الأنبا دوماديوس وهو يشرف بنفسه على وضع اللوحة الرخامية فوق القبر ).
( في حديث يوتيوب متداول شهير لجناب الأب الورع القس رافائيل آفا مينا الشماس الخاص لقداسة البابا كيرلس على قناة Me Sat ، ذكر أنه بعد نهاية القداس، وهم في طريقهم للمرقسية الكبرى قال له البابا كيرلس ” شايف يا ابني كل البركات الحلوة والمشاركات العالمية وحضور الرئيس عبد الناصر بنفسه ؟؟ !!! “، فرد عليه الشماس رافائيل :- ربنا يخليك يا سيدنا ونشوف بركات حلوة كتيرة في عهدك . فعلق عليه البابا كيرلس السادس “صدقني يا ابني ولا يوم من أيام الطاحونة !!!”) .
وبعد نهاية القداس، قام المدعون من رجال كنائس العالم، بزيارة مسجد محمد علي بالقلعة، وقام أحد الأثريين بشرح معالم المسجد وتاريخه للسادة الضيوف.
وبعد ذلك توجهوا إلى مشيخة الازهر الشريف ؛ حيث استقبلهم في مكتبه فضيلة الشيخ حسن مأمون شيخ الجامع الأزهر في ذلك الوقت. وبعد ذلك قام جميع أعضاء الوفود بجولة سياحية في منطقة خان الخليلي.
وفي المساء، حضرت الوفود حفلا موسيقيا بقاعة سيد درويش بالهرم، ولقد بدأ الحفل في تمام الساعة السادسة مساءً، وتضمن ترانيم وألحان لخورس معهد الدراسات القبطية القبطية المكون من 20 مرتلا .
وعزف على الأرغن لبعض الألحان القبطية للموسيقار العالمي بوزيف كون، وعزف منفرد لفيوليت مقار وسمير فوزي، وترانيم دينية متنوعة لفرقة كورال كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة . وصاحبت بالعزف عازفة الأرغن سونيا يسي ( فيما أعتقد هي شقيقة عازف البيانو العالمي رمزي يسي، ونجلة المصور الفوتغرافي العالمي الدكتور ناجي يسي، وإن كنت مخطئا، فليصحح لي أحد المعلومة ).
ولقد قام المايسترو العالمي الفنان يوسف السيسي ( 1935- 2000 ) ( أنظر مقالتي عنه على صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 20 مارس 2023).
بإعادة توزيع الترنيمة القبطية الخالدة ( كنيستي القبطية كنيسة الإله – قديمة قوية أرجو لها الحياة ) . توزيع أوركسترالي عالمي كبير مما خطف قلوب جميع الحاضرين ( لقد استمعت واستمتعت بهذا التوزيع العالمي من كورال كنيسة مارمرقس كليوباترا في العديد من الحفلات التي حضرتها بنفسي ومنها الحفل الذي أقيم لتكريم الفنان الكبير الدكتور راغب مفتاح بقاعة ايوارت بالجامعة الامريكية ؛ ولن أنسى صراخ الجماهير وعاصفة التصفيق فور انتهاء التوزيع ).
ولقد بدأ الحفل في تمام الساعة السادسة مساءً، واختتم في تمام الساعة السابعة والنصف . وبعد انتهاء الحفل توجه جموع الحاضرون لحضور حفل برنامج الصوت والضوء بالهرم . ( والشكر هنا واجب ولازم لكل من الأخوين الحبيبن :- المهندس سامي متري والمهندس وسيم لطف الله ؛ لتفضلهم بذكر بعض الذكريات الشخصية عن هذا الحفل التاريخي حيث أنهما كانا من ضمن فريق كورال كنيسة مارمرقس كليوباترا ) .
ملحوظة هامة :-
سمعت على لسان المايسترو الدكتور جورج لطيف قائد كورال كنيسة مارمرقس بكليوباترا، أن هذه الترنيمة الخالدة من كلمات القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس ( 1876- 1951 ) ؛ ومن ألحان المعلم الكبير ميخائيل البتانوني ( 1873- 1957 ) . وأنا أنقل المعلومة كما سمعتها وللمؤرخين والباحثين البحث في مدي صحة هذه المعلومة من عدمها.
وفي صباح اليوم التالي 27 يونية 1968 ؛ توجهت الوفود إلى دير السريان، رافقهم نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج، ونيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة ؛ ونيافة الانبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي.
واستمع الجميع إلى شرح مفصل لمعالم الدير السريان ألقاه نيافة الأنبا صموئيل، ثم تناولوا بعدها تناولوا طعام الغذاء هناك( شاهدت على اليوتيوب وقوف بطريك السريان أمام شجرة مارآفرام السرياني قليلا ، وفيما يبدوا أنه كان يحاول قراءة بعض العبارات السريانية المنحوتة علي الشجرة) . ثم توجهوا إلى دير مارمينا بمريوط.
وشاهدوا معالم المدينة الأثرية الرخامية، وبعدها ذهبوا إلى مدينة الإسكندرية، حيث أقاموا في فندق سان إستفانوا . ثم توجهوا إلى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهناك صلى البطريرك أغناطيوس يعقوب الثالث صلاة الشكر بالسريانية.
وتلاه نيافة الأنبا أنطونيوس باللغة القبطية . وبعدها أقيمت ندوة عن القديس مارمرقس الرسول قدم لها نيافة الأنبا غريغوريوس بكلمة عن القديس في نحو ربع ساعة، ثم قدمت ثلاث محاضرات متتالية قدم لها كل من :-
1- الأب ليونيه .
2- الأب جورج خضر ( المطران فيما بعد) .
3- الأب بول بورجيه.
وبعد انتهاء الثلاث محاضرات توجهت الوفود إلى مزار القديس مرقس الرسول بالإسكندرية، ثم عادوا بعدها إلى الفندق، حيث أقام محافظ الإسكندرية حفل استقبال رسمي.
وفي التاسعة من صباح اليوم التالي ( 28 يونية )، قامت الوفود بزيارة بعض معالم الإسكندرية وتشمل ( المتحف اليوناني الروماني – عمود السواري – مقابر كوم الشقافة – معبد السرابيوم –إستاد وحمامات كوم الدكة – قصر المنتزه – المعمورة ) . وفي نفس اليوم احتفل بافتتاح المتحف الذي أقيم بجوار الكاتدرائية، والذي يؤدي إلى المدافن التي تضم رفات48 قديسا وبطريركا ( نيافة الأنبا غريغريوس – نفس المرجع السابق، صفحتي 438 ؛439 ) . ( الشكر هنا واجب ولازم للأخ الحبيب باسم شنودة الذي تفضل وأرسل لي فيلم وثائقي بالغ الأهمية عن زيارات دير السريان ومارمينا والإسكندرية ؛ ولقد أفادني هذا الفيلم كثيرا جدا ) .
وبعدها عادت جميع الوفود إلى بلادها تصحبها ذكرى أيام مقدسة جميلة تلامسوا فيها مع أنفاس القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية . وما زالت الرفات المقدسة للقديس مارمرقس موجودة في مكانها بدير الأنبا رويس يزورها الآلاف يوميا لنوال البركة.
s68d62