بقلم حمدى رزق
قاطع الرئيس عبدالفتاح السيسى اللواء عماد الغزالى، قائد المنطقة المركزية العسكرية، أثناء استعراضه لتفاصيل مشروع الإسكان الاجتماعى بحى السلام أول أهالينا 1، والمفروشات الكاملة للوحدات السكنية. وتساءل السيسى: الكنيسة فين يا عماد؟، ورد الغزالى: معملناش كنيسة، فاستنكر السيسى: ليه؟.. ده توجيه.. الموضوع مايفوتناش تانى، فرد الغزالى: هنعمله فى أهالينا 2 إن شاء الله، فرد السيسى: أنا عارف إنك مكنتش موجود فى فترة التخطيط دى، فلو سمحتم ده أمر.. لو سمحتم نعمل علشان كله يعبد زى ما هو عاوز.
السيسى لا ينسى حقوق مواطنيه، وحقوقهم فى حرية العبادة محفوظة كله يعبد زى ما هو عاوز، التوجيه صدر قبلا، والآن صار أمرا رئاسيا فلو سمحتم ده أمر.
فى تدشين مدينة العلمين الجديدة وأخواتها من سلسلة مدن الجيل الرابع، شدد الرئيس على بناء الكنيسة والمسجد معا، خلاصته لا تغمطوا حقوق المسيحيين فى المدن الجديدة، كما حدث فى المدن القديمة، وكما برئت المدن الجديدة من العشوائية فلتبرأ من الطائفية، كفاية أمراض متوطنة.
ولتعَضّوا عَليه بالْنّوَاجِذ، حق الأقباط فى وطنهم، لا منة ولا فضل، هذا حق، الرئيس كان واضحا صريحا قاطعا حازما، لم يذكر المسجد إلا مقرونا بالكنيسة، الرئيس لا يتخفى من جماعات سلفية ولا يغازل جماعات خارجية، هذا ما يعتقده وجل المصريين حقا وصدقا إلا الإخوان والتابعين من السلفيين.
لم يخرج السؤال عفو الخاطر من الرئيس، بل قرره كأمر، وبحزم وجه رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى إلى مراعاة بناء الكنائس والمساجد معا، هنا يلزم الاحتفاء وطنيا بما قرره الرئيس على الهواء مباشرة، المسجد يحتضن الكنيسة وفى حضن الكنيسة كما المسلم فى حضن المسيحى متحابين، ودعنا عهدا مضروبا بالطائفية، ونستقبل استشرافا عهدا عنوانه العريض المواطنة الكاملة وفق صحيح القانون والدستور، لا فضل لمصرى على مصرى إلا بالمواطنة، أن يكون مواطنا صالحا.
خلاصته كفى هضمًا لحقوق المسيحيين، للأسف بيننا من يستمتع بأكل حقوق المسيحيين فى وطنهم، بل يستحل دماءهم، انظر ما جرى فى المنيا، مثلهم مثل من يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، الرئيس يخط سياسة للمستقبل، وصدى معتقده بصحيح المواطنة وجد صداه فيما قرره مجلس الوزراء بتوفيق أوضاع 508 كنائس ومبان خدمية تابعة فى عدد من المحافظات، وفقا لصحيح القانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس.
ما سمعناه من الرئيس ليس بجديد على الأسماع، هذا خطابه المستدام، من تحلى بالشجاعة فى زيارة الكاتدرائية فى عيد الميلاد سنويا، وأتم إعمار الكنائس التى حرقها الإخوان والتابعون بعد فض رابعة، ودشن الكاتدرائية الكبيرة فى العاصمة الجديدة، قادر على فتح جميع الكنائس المغلقة أمام إخوتنا الأقباط، فلنستبشر خيرا، وعيد الميلاد قادم بكل خير ومحبة.
ما قرره الرئيس كأمر يؤسس لوضعية صحيحة تتجسد فى قرارات نهائية فلو سمحتم ده أمر، وعندما تسرى روح القانون، ويطبق بحزم لن نجد كنيسة مغلقة ظلما وعدوانا، ولن يحدث افتئات على حقوق إخوتنا فى العبادة، ولن نجد اجتراء طائفيا على مصلين عزل، لا يملكون سوى الدعاء والتضرع للسماء، ولننزع سلاحا مسموما يستخدمه نفر من المتبضعين بالقضية القبطية داخل وخارج الحدود.
صبر جميل، إخوتنا الأقباط يستحقون منا أكثر من هذا، ولا يستحقون منا هذا الذى يحدث، ولا يتسولون منا حقا، ولا يرهنون صلواتهم برضا هذا النفر من المسلمين، أو تخوفات بعض المترددين أو مزاجية بعض المتعصبين، حق الصلاة لا مراء فيه، حق للمسيحى أن يصلى فى كنيسة كما حق للمسلم أن يصلى فى مسجد، وكيف تقبل صلاة المسلم وهو يمنع صلاة المسيحى؟!