فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلية، النار على فلسطينيين كانوا يتدافعون للحصول على مساعدات غذائية عند دوار النابلسي،  قرب  شارع الرشيد بمدينة غزة في وقت مبكر، أمس الخميس، في مجزرة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الإنسانية في القطاع المحاصر على مدار 5 أشهر.

استشهاد 112 شخصًا وإصابة أكثر من 760 آخرين

وقالت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، إن الحادثة أسفرت عن استشهاد 112 شخصًا وإصابة أكثر من 760 آخرين، والحصيلة مرشحة للارتفاع.

وفي الوقت الذي أقر مصدر إسرائيلي لوكالة رويترز، بإن قوات الاحتلال فتحت النار على الحشد معتقدة أنه يشكل تهديدًا، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن تدافعًا وقع عندما حاصر آلاف من سكان غزة قافلة مكونة من 38 شاحنة مساعدات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، بما في ذلك دهس بعض الأشخاص.

في غضون ذلك، تدفقت ردود الفعل على الوفيات من جميع أنحاء العالم، جاءت كالتالي:

مصر: جريمة مشينة واستهتار بقيمة الإنسان وقدسية روحه

أدانت مصر بأشد العبارات المجزرة ووصفتها بـ"الجريمة المشينة"، مؤكدة أنها انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتارًا بقيمة الإنسان وقدسية روحه.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، طالبت مصر الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، بما فيها الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسئولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.

وأعادت مصر التذكير والتأكيد على موقفها الراسخ المطالب بحتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة إزالة كل المعوقات التي تحول دون تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ومستدامة إلى قطاع غزة، ورفض أية محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

الإمارات: الوضع أصبح كارثيًا وبالغ الحساسية

أدانت دولة الإمارات بشدة الجريمة، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة.

وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء، مشددة علي أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار.

وحذرت الإمارات من استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، مشددة على ضرورة منع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.

قطر: مجزرة شنيعة ستؤدي إلى تقويض جهود حل الدولتين

أدانت وزارة الخارجية القطرية "بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي"، ودعت إلى "تحرك دولي عاجل" لوقف القتال في غزة.

وحذرت من أن "استهتار إسرائيل بحياة الفلسطينيين، سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، وبالتالي تمهيد الطريق لتوسيع دائرة العنف في المنطقة".

السعودية: على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم إزاء إسرائيل

أدانت وزارة الخارجية السعودية مقتل الضحايا وأكدت "ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار".

كما جددت المملكة "مطالبتها المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي، وفتح ممرات إنسانية آمنة على الفور، والسماح بإجلاء الجرحى، والسماح بإيصال مساعدات الإغاثة".

البحرين: على المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في وقف الحرب فورًا

أدانت مملكة البحرين واستنكرت بشدة الجريمة التي تمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسئولياته في الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بما يضمن حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لأهالي القطاع بشكل كامل وآمن ومستدام، ورفض أي محاولة للتهجير القسري للسكان.

وشددت المملكة في بيان صادر عن وزارة الخارجية، على ضرورة إحياء عملية السلام العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين.

الجزائر: نطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن

طلبت الجزائر بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، بخصوص التطورات الأخيرة في قطاع غزة، في أعقاب ما حدث عند دوار النابلسي جنوب مدينة غزة.

وقالت الإذاعة الجزائرية: إن الجزائر طلبت عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص آخر التطورات في قطاع غزة.

تركيا: جريمة ضد الإنسانية وهدف إسرائيل تدمير الفلسطينيين

اتهمت تركيا إسرائيل بارتكاب "جريمة أخرى ضد الإنسانية" والحكم على سكان غزة بـ "المجاعة" بينما يبحث المدنيون عن إمدادات الغذاء المتضائلة.

وقالت وزارة الخارجية التركية: "حقيقة أن إسرائيل تستهدف هذه المرة مدنيين أبرياء يقفون في طابور للحصول على مساعدات إنسانية هو دليل على أنها تهدف بشكل واعي وجماعي إلى تدمير الشعب الفلسطيني".

الولايات المتحدة: نضغط للحصول على إجابات

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الحادث سيعقد المفاوضات الحساسة لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر تقريبًا، ووصف البيت الأبيض سقوط القتلى بأنه "مثير للقلق للغاية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر للصحفيين، إن الولايات المتحدة "تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية حول ما حدث بالضبط"، مضيفًا: أن واشنطن ستراقب التحقيق القادم عن كثب و"تضغط للحصول على إجابات".

فرنسا: فتح النار غير مبرر

قالت وزارة الخارجية الفرنسية: إن "إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء غير مبرر".

وأضافت: أن "الحدث المأساوي جاء في الوقت الذي يعاني فيه عدد متزايد وغير محتمل من المدنيين الفلسطينيين من الجوع والمرض"، مطالبة إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي وحماية توصيل المساعدات للمدنيين.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة "إكس": أن "المدنيين الفلسطينيين تم استهدافهم من قبل الجنود الإسرائيليين"، معربًا عن "إدانته الشديدة" لعمليات القتل.

كولومبيا: إبادة جماعية وسنلغي مشتريات الأسلحة من إسرائيل

ندد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وأوقف شراء الأسلحة من إسرائيل، المورد الرئيسي لقوات الأمن في بلاده.

وكتب بترو على منصة "إكس": "عند طلب الطعام، قُتل أكثر من 100 فلسطيني على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهذا ما يسمى إبادة جماعية ويعيد إلى الأذهان المحرقة".

إسبانيا: حادث غير مقبول

كتب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على موقع "إكس": أن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، مع مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار".

إيطاليا: ندعو لوقف فوري لإطلاق النار ونحث إسرائيل على حماية السكان الفلسطينيين

دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، وحث إسرائيل على حماية السكان الفلسطينيين بعد ما وصفه بـ "الوفيات المأساوية".

وقال عبر منصة "إكس": "إننا نحث إسرائيل بقوة على حماية الناس في غزة والتأكد بدقة من الحقائق والمسئوليات".

وأعربت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني عن "فزعها العميق وقلقها" إزاء أعمال العنف.

الجامعة العربية: تصرف همجي وممعن في الوحشية

فيما وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الحادث بأنه "تصرف همجي وممعن في الوحشية والاستهانة بأرواح البشر".

وعبّر الأمين العام عن "استهجانه الشديد لاستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين على نحو يمثّل جريمة حرب. وجريمة ضد الإنسانية، وذلك بعد حرب التجويع التي تفرضها على 2.3 مليون فلسطيني من أبناء القطاع، وكأنها تحاصر الفلسطينيين بالجوع والرصاص".

وأضاف في بيان صحفي أن "الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ خطة ممنهجة للحيلولة دون وصول المساعدات لأبناء القطاع، بما أنتج المشهد البائس في دوار النابلسي حيث تم استهداف الفلسطينيين الساعين للحصول على نصيبهم من المساعدات الغذائية بعد أسابيع من التجويع".

الأمم المتحدة: شعرنا بالفزع من الخسائر البشرية

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أدان الحادث و"شعر بالفزع من الخسائر البشرية المأساوية للصراع".

وقال "دوجاريك"، "المدنيون اليائسون في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك سكان الشمال المحاصر حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات منذ أكثر من أسبوع".

الاتحاد الأوروبي: الحادث "مذبحة غير مقبولة"

ندد جوزيب بوريل، منسق الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بحادثة القتل ووصفها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال في تصريحاته على منصة "إكس": "لقد شعرت بالرعب من الأنباء التي تفيد بوقوع مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية".