تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بثلاثاء الاستعداد او ثلاثاء حماة سمعان أو الثلاثاء المقدس من أسبوع الآلام، كما يتذكر الاقباط عدد من الوقائع الكنسية على رأسها تذكار أنبا يوحنا أسقف غزة.
وقال كتاب التاريخ الكنسي المعروف باسم “السنكسار”، الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط خلال القداس الإلهي والذي يحتوى على الأحداث الكنسية كافة إن في هذا اليوم رحل القديس العظيم الأنبا يوحنا أسقف غزة.
وعلى الرغم من أن الأساقفة دائما ما يتم اختيارهم من بين صفوف الرهبان، إلا أنه عادل حنين الباحث في التاريخ الكنسي، أكد في تصريح خاص لـ«الدستور»، أن القديس يوحنا ليس هو مؤسس الرهبنة في غزة لكن نقلها إلى هناك القديس هيلاريون تلميذ الانبا انطونيوس الذي أخذ ينتقل في رحاب الصحراء السينائية، ثم قصد إلى التبرك بزيارة الأراضي المقدسة. ولما انتهى من تجوله في الأراضي التي تقدست بحياة رب المجد فيها، رأى أن يزور الأديرة الموجودة بها، ففرح بالالتقاء بالقديسين والقديسات وتنسم فيهم عبير السيد المسيح.
ونجم عن تجواله هذا أن أنشأ بعض الأديرة لأن عددًا عديدًا من الشباب رأى فيه نموذجًا جذابًا للقداسة والمحبة والتواضع التي غرسها فيه الأنبا أنطونيوس، فسارعوا إليه طالبين التلمذة له.
وحين رأى الراغبين في الالتفاف حوله انهمرت دموعه حنينًا إلى الوحدة في كوخه الحقير حيث لم يكن له أنيس غير فاديه الحبيب، ودفعه هذا الحنين إلى الرغبة في العودة إلى أب الرهبان، ولكن ملاك الرب أعلمه بأن هذا الكوكب العظيم صار يسطع في الأبدية، ومع ذلك فقد قرر مغادرة المكان الذي هو فيه إلى مكان يكون فيه مجهولًا.
على أن أربعين من الشباب صحبوه، فاتجه أولًا إلى برية القديس العظيم أنطونيوس وقضى بها هو وأخوته بضعة أسابيع استعاد فيها ذكريات حياته مع الناسك الكبير وحدثهم عنها.