Coptic for GOD

تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في عظة الأربعاء عن مثل “الفيريسي والعشار” ، التي تم بثها من كنيسة الأنبا أنطونيوس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وذكر قداسته انه سوف يتناول في أسابيع الصوم المقدس الأمثال الكتابية الثنائية التي توضح لنا “النموذج الجيد والنموذج السيء” وسوف يقوم قداسته بربط قراءات آحاد الصوم مع الأمثال ، حيث قام قداسته بالربط بين قراءات “احد الرفاع” مع مثل “الفريسي والعشار”.

وذكر قداسته أهميه الأمثال قائلا: ” هي أمثال تعليمية تقدم الحقائق العلميه بإسلوب جميل وشيق، كما تقوم بتوضيح المفاهيم الروحية التي لا يمكن إدراكها بسهولة، كما تعطينا نوع من إثاره الفكر “.

وأضاف: لقد قدم لنا السيد المسيح العشرات من الأمثال المؤثرة في كل معانيها والتي تستخدمها الكنيسه في القراءات وهي تعتمد على الصور والتشبيهات وتحمل رساله أخلاقية لتعديل السلوكيات الإنسانية وتساعدنا على التأمل وهي جزء أساسي من التعليم في الكتاب المقدس في العهد الجديد في حياه السيد المسيح، وهي تحمل قيمه للعالم كله وأهم ميزتين في الامثال أنها “بسيطة وعميقة”
– بسيطه: لأن من يسمعها يفهمها بشكل سريع
– عميقة: لأن وراء كل مثل “عمق روحي وسلوكي وكتابي”

قرأ قداسته جزء صغير من قراءات “أحد الرفاع”
” احترزوا من الفريسيين من المرائيين”
الفريسيون يصنعون أعمالاً صالحة ولكن بصورة غير صحيحة، فالفريسيون يشغلون افكارهم بالناس وليس بالله.

“الفريسي” وقف يمجد نفسه وقال اللهم اني أشكرك انني ليس مثل الخاطئين والظالمين واصوم مرتين في الاسبوع”

“العشار” منعه اتضاعه من أن يتقدم، ووقف بعيداً ولا يشاء أن يرفع عينيه للسماء، وقرع صدره
لذلك يجب ان ينظر الانسان إلى نفسه فقط خلال ذلك الصوم.

ومن احد مشاهد الصلب: أنهم رجعوا يقرعون صدورهم
ونحن نصلي في المزمور ونقول القلب المنكسر المتواضع لا يرزله الله

العشار: كان صاحب القلب المنكسر والمنسحق وكان يكشف خطاياه بقلبه أمام الله، وكان يقدم توبه حقيقيهة،
وكان يصلي وطلب طلبة واحدة وهي “ارحمني انا الخاطئ” ونحن نصلي تلك الصلاة في معظم صلوات الاجبية وتلك هي فرصة جيدة أن نصلي ونقول الصلاه السهمية والقلبيهة مثال “يا ربي يسوع المسيح ارحمني انا الخاطئ” وفيها يفرغ قلبك خطاياه، وتطلب من الله الرحمة وتعترف اعتراف حقيقي ليس باللسان بل بالقلب”

وقد قام قداسه البابا بعمل مقارنه بين “الفريسي والعشار”

-الفريسي: تكلم كثيراً وأعلن أنه بارً، وقدم سيره ذاتيه عن أعماله وكأنه من الأبرار ولم يسمع الله إلى صلاته وعاد إلى بيته غير مبرراً

-العشار: فقال اربعه كلمات فقط ذكر فيهم انه خاطئ وكان يطلب من الله أن يغفر له، وكان يطلب الرحمة وبالرغم من أن صلاته قصيرة، إلا أنها كانت مقبولة أمام الله.

وسأل قداسته: أين أنت من الجانبين؟ هل من الجانب السلبي ام من الجانب الايجابي؟ .. كُن صادقاً مع نفسك وفي صلاتك

اطلب من الله أن يمنحك الاتضاع، فكل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع مثلما قالت السيدة العذراء “انزل الله الأعزاء عن كراسيهم ورفع المتضعين”

وإختتم قداسته العظة قائلاً: “في بدايه الصوم يتضع الإنسان، فالصوم هو كالسلم الذي يمنحنا التدرج في الحياة الروحية” فأحيانا لا انا بل المسيح الذي يحيى في” يعطينا الله هذه الحياة النقية.