قطارات أوروبية على أرض مصرية.. كيف تمكنت الدولة من تحويل السكة الحديد إلى مرفق عالمى؟
02.06.2023 17:05
اهم اخبار العالم World News
الدستور
قطارات أوروبية على أرض مصرية.. كيف تمكنت الدولة من تحويل السكة الحديد إلى مرفق عالمى؟
حجم الخط
الدستور

عملت الدولة، ممثلة فى وزارة النقل خلال الـ٩ سنوات الماضية، على تطوير ورفع كفاءة مرفق السكة الحديد، الذى عانى الإهمال طوال ٣٠ عامًا، وذلك من خلال تنفيذ ٩٠ مشروعًا لتطوير المرفق، بتكلفة وصلت إلى ٢٢٥ مليار جنيه. 

وضخت الدولة الكثير من الاستثمارات فى المرفق، لإجراء تطوير شامل له، يتضمن تجديد الجرارات والعربات والبنية التحية، لاستيعاب حجم الركاب اليومى الذى تشهده الخطوط المختلفة.

كما عملت الدولة على تسهيل تلقى الخدمات وتحقيق أعلى مستوى من الراحة والرفاهية للركاب، عبر توفير حجز التذاكر «أونلاين»، وتوفير قطارات حديثة تشبه الطائرات.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» نتائج الجهود التى بذلتها الدولة على مدار ٩ سنوات، لتحويل السكة الحديد إلى مرفق عالمى يليق بالجمهورية الجديدة.

نقل 1.5 مليون راكب يوميًا بحلول 2024.. توريد 111 جرارًا.. وتطوير الإشارات بطول 1900 كم

تمثلت جهود التطوير التى نفذتها الدولة فى إزالة مظاهر الإهمال الذى حدث فى الماضى، عبر إجراء تخطيط ضخم وتنفيذ مشروعات على أعلى مستوى.

وكان التطوير تحديًا كبيرًا نظرًا لتهالك المرفق، وصعوبة إجراء عملية التطوير فى ظل تشغيل الخدمة، إذ لا توجد دولة فى العالم ترفع كفاءة أى مرفق لديها، وفى الوقت نفسه تُشغله بخدمة معقولة لجمهور الركاب.

وكان من بين التحديات، أيضًا، عدم توافر الميزانية الضخمة اللازمة لعملية التطوير ورفع الكفاءة، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وكذلك الظروف العالمية مثل جائحة «كورونا» وغيرها.

ونفذت وزارة النقل، ممثلة فى هيئة السكك الحديدية، عددًا من المشروعات بإجمالى ٩٠ مشروعًا بتكلفة ٢٢٥ مليار جنيه، وبمشاركة ٨٨ شركة قطاع خاص، وبحجم عمالة مشاركة فى التنفيذ بلغ ٥٠ ألف عامل.

جاء على رأس المشروعات، تطوير الوحدات المتحركة، بهدف رفع طاقة نقل الركاب من ٩٠٠ ألف راكب/ يوم عام ٢٠١٤، إلى ١.٥ مليون راكب بحلول عام ٢٠٢٤، لتصل إلى ٢ مليون راكب فى ٢٠٣٠، ورفع طاقة نقل البضائع من نحو ٤.٥ مليون طن سنويًا عام ٢٠١٤ إلى ١٣ مليون طن. 

وتم توريد ١١١ جرارًا من أصل ٢٦٠ جرارًا مخطط استكمال توريدها، وإعادة تأهيل ٦٠ جرارًا من إجمالى ١٧٢ مخطط إعادة تأهيلها، إلى جانب ٤ قطارات «تالجو» الإسبانية ضمن عقد لتوريد ٧ قطارات من نفس النوع، ومن المخطط أيضًا توريد ٧ قطارات نوم جديدة.

وطُورت نظم الإشارات والبنية الأساسية على خطوط الشبكة الرئيسية، بإجمالى أطوال ١٩٠٠ كم كمرحلة أولى، وسيتم التطوير على باقى الشبكة كمرحلة ثانية.

وتم العمل على رفع كفاءة المرفق فى كل جوانبه، والاهتمام برفع كفاءة العنصر البشرى فى المقام الأول، من خلال تنفيذ التدريبات المستمرة، لتتمكن العمالة من تعويض الخبرات التى فاتتها فى المجال، وتتمكن من مواكبة كل ما هو جديد فى عالم السكة الحديد.

وأدى توقف التدريب لفترة طويلة داخل المرفق إلى عدم تمكن العمال من الارتقاء بمستواهم المهنى وغياب التقنيات الحديثة عنهم، فكان من المهم خلال التطوير رفع كفاءتهم، من خلال سفر بعضهم لتلقى التدريبات خارج مصر، ضمن اتفاقيات أبرمتها هيئة السكك الحديدية لتوفير التدريب لعدد من المهندسين والعاملين، ثم تتولى هذه الخبرات تدريب البقية فى مصر.

500 عربة درجة ثالثة مكيفة للقضاء على القطارات المتهالكة

وفرت هيئة السكة الحديد لأول مرة فى تاريخها عربات درجة ثالثة مكيفة، ضمن توجيهات القيادة السياسية، للقضاء على ما يعرف باسم «قطارات الغلابة».

وكان من المخطط مع بداية عام ٢٠٢٣، أن يتم القضاء على شكل عربة الدرجة الثالثة، التى كانت تمثل مشكلة كبيرة فى قطارات السكة الحديد، فى الوجهين البحرى والقبلى.

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوفير ٥٠٠ عربة درجة ثالثة مكيفة روسية الصنع، ضمن صفقة لتوريد ١٣٥٠ عربة، لتتوافر للجمهور بأسعار منخفضة عن الدرجتين الأولى والثانية، بحيث تتناسب مع المواطن الذى كان يستقل عربة الدرجة الثالثة، ويعانى مشكلاتها فى السابق.

وقال مصدر فى هيئة السكك الحديدية إن عربات الدرجة الثالثة المكيفة ساعدت على توفير خدمة لائقة للمواطن، مشيرًا إلى أن المواطن غير القادر على استقلال الدرجتين الأولى والثانية المكيفتين أصبح يستقل البديل المتمثل فى العربة الثالثة المكيفة، وهو ما يوفر الرفاهية والراحة له خلال الرحلات، خاصة فى المسافات الطويلة مثل رحلات الوجه القبلى.

وأضاف المصدر: «وصل حتى الآن نحو ٧٧٠ عربة، ٤٩٩ عربة تهوية ديناميكية و٢٧١ عربة درجة ثالثة مكيفة، على أن يتوالى بعد ذلك وصول باقى العربات على دفعات وفقًا للجدول الزمنى المحدد».

ومن المخطط وفقًا للاتفاق المبرم مع التحالف الروسى المجرى، توريد ١٣٥٠ عربة روسية، من بينها ٥٠٠ عربة مكيفة درجة ثالثة، و١٨٠ عربة روسية مكيفة درجة ثانية، و٩٠ عربة مكيفة درجة أولى، و٨٠ عربة بوفيه، و٥٠٠ عربة درجة ثالثة تهوية ديناميكية، بتكلفة ١.٠٦٥ مليار يورو، يتم تمويلها عبر قرض ميسر مقدم من بنك «إكزيم» المجرى، وبنك «إكزيم» الروسى.

ويكلف توفير خدمة قطارات الدرجة الثالثة المكيفة وزارة النقل أضعاف ما يتم تحصيله من قيمة تذاكر تلك العربات، لكن الهدف منها مراعاة المواطن الذى يستقل تلك الخدمة عبر تقديمها له مدعمة، مقارنة بالأسعار الحقيقية لها فى وسائل النقل الأخرى. وستكون القيمة الحقيقية للخدمة ضعفى المبلغ الذى يدفعه المواطن فى سعر التذكرة، وبذلك تكون الدولة قد دعمت المواطن، وقدمت له خدمة تليق به وبسعر بسيط، وهى المعادلة الصعبة التى تنفذها السكك الحديدية، وفق مصدر الهيئة.

تشغيل القطارات الإسبانية «شبيهة الطائرات» المزودة بإنترنت ومُضيفين

استمرارًا لتوفير حياة كريمة ولائقة للمواطنين فى قطاع السكك الحديدية خلال السنوات التسع الماضية، وفرت وزارة النقل القطارات الإسبانية التى تتميز بالرفاهية العالية، وتشبه الطائرات من الداخل.

هذه النوعية من القطارات لم تكن موجودة فى مصر من قبل، وتم تشغيلها لأول مرة خلال العام الجارى ٢٠٢٣، بعد وصول ٤ قطارات «تالجو» الإسبانية، فى انتظار وصول القطار الخامس خلال الشهر المقبل، ثم قطارين آخرين فى وقت لاحق.

وقال مصدر فى هيئة السكك الحديدية إن القطار الإسبانى الجديد أكبر دليل على أن الدولة، ممثلة فى وزارة النقل، حريصة على توفير أعلى مستويات الراحة والرفاهية للمواطنين، من خلال توفير هذه النوعية من القطارات الفاخرة.

وأضاف المصدر، لـ«الدستور»، أن هذه القطارات الإسبانية تتميز بتوافر شاشات مدعمة بالإنترنت المجانى خلال الرحلة، وكاميرات مراقبة داخل القطار، وعربة «بوفيه فاخر»، إلى جانب وجود مضيفين للتعامل مع الركاب.

وواصل المصدر: «هذه القطارات مزودة بأنظمة حريق على أعلى مستوى، كما أن بها مقاعد ودورات مياه مجهزة لذوى الاحتياجات الخاصة».

وأتم، «تلك التقنيات لم تكن موجودة من قبل ولم يكن مخططًا إدراجها من الأساس، لكن القيادة السياسية أرادت وبقوة أن تملك مصر أعلى التقنيات العالمية فى القطارات، على ضوء سعيها لتوفير حياة كريمة لكل المواطنين، وتقديم خدمات أوروبية على الأراضى المصرية».

تذاكر مجانية لكبار السن ومرضى السرطان.. وتخفيضات لذوى الهمم

على الرغم من التطوير الذى أجرته هيئة السكك الحديدية، وحاجتها إلى أموال طائلة لتعويض ما يتم إنفاقه، لا يزال هناك اهتمام كبير بمراعاة البُعد الاجتماعى، وهو ما يتمثل فى توفير الهيئة دعمًا للعديد من الفئات فى المرفق.

وفرت «السكك الحديدية» فى هذا الإطار تذاكر بالمجان لكبار السن، ولا يُطلب منهم للحصول عليها سوى تقديم صورة البطاقة الشخصية أمام شباك التذاكر، وبعد تقديمها يحصل المستفيد على التذكرة مجانًا، وذلك للمرة الأولى فى تاريخ الهيئة.

وتتوافر هذه التذاكر المجانية أيضًا لمرضى السرطان ومرافقيهم مراعاة لحالتهم الصحية.

أما المكفوفون ومرافقوهم وذوو الهمم فيُصرف لهم «نصف تذكرة» بقطارات السكك الحديدية، مع تقديم تخفيض بقيمة ٥٠٪ أيضًا للاشتراكات الشهرية أو السنوية، وذلك على كل القطارات، سواء المكيفة أو الفاخرة أو الدرجة الثالثة «مكيفة» أو ذاتية التهوية الديناميكية أو العادية، انطلاقًا من المسئولية الاجتماعية، ولتخفيف الأعباء المالية والاجتماعية عن المواطنين.

تطوير 530 محطة.. وتحديث شامل لـ629 مزلقانًا

انتهت وزارة النقل من تطوير ٣٧٦ محطة، وجارٍ تطوير ٦٠ أخرى ضمن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، ومن المخطط تطوير ٩٤ محطة ضمن المرحلة الثانية من المبادرة.

وحرصت «النقل» على تأهيل دورات المياه الموجودة داخل محطات السكك الحديدية سواء فى الوجه القبلى أم البحرى، وتوفير «عربات جولف» خارج المحطات الرئيسية، للمساعدة فى نقل كبار السن وذوى الهمم إلى المحطات بشكل مجانى.

وأعادت الوزارة أيضًا تأهيل الأرصفة، تضمن ذلك توفير مقاعد انتظار للركاب، إلى جانب تأهيل أكشاك التذاكر الموجودة فى المحطات، وتوفير أكشاك مماثلة أخرى فى صالات الحجز لذوى الهمم وكبار السن.

كما تم الانتهاء من التطوير الشامل لـ٦٢٩ مزلقانًا من إجمالى ١١٢٠ مخطط تطويرها على الشبكة القومية، بالتزامن مع تجديد مسافات سكة بإجمالى أطوال ٨٠٨ كم + ١٦١٠ مفاتيح منذ ٢٠١٤، علمًا بأنه تتم صيانة مسافات سكة بطول ٣٠٠٠ كم + ١٠٠٠ مفتاح سنويًا.

ومن ضمن أهم إنجازات هيئة السكك الحديدية خلال السنوات التسع الماضية إنشاء محطة قطارات «بشتيل»، فالمحطة الجديدة فور الانتهاء منها ستضم ٦ خطوط سكك حديدية، منها خطان ‏لـ«أسوان/ إسكندرية»، وخطان للمناورة، وخطان ‏للقطارات المنتهية ‏فى المحطة، والقادمة من الوجه القبلى. وتضم المحطة ٣ أرصفة بـ٤ خطوط سكك لخط «المناشى»، بجانب إنشاء ‏سكك حوش المحطة، وربط سكك الورش بالسكك الطوالى‏ «أسوان/ إسكندرية المناشى البضائع»، ليبلغ إجمالى أطوال السكك الحديدية ٢٢ كم، وذلك لنقل الركاب وزيادة نشاط نقل البضائع بالقطارات.

ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للمحطة ٢٥٠ ألف راكب يوميًا، وهى تضم مستوى عالميًا من الخدمات، بداية من تركيب كاميرات مراقبة فى جميع أنحائها، وجهاز لرصد المتفجرات، وبوابات الأشعة والكشف عن المعادن، بالإضافة إلى شاشات إرشادية للركاب، وبوابات تذاكر إلكترونية، وماكينات «TVM‏». وسيتوفر فى المحطة كذلك خدمة «الواى فاى»، ونظام حديث للإطفاء والإنذار، إلى جانب جراج فى بدروم المبنى الرئيسى يسع لـ٢٥٠ عربة، مع التخطيط لإنشاء جراج أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية بسعة ٥٠٠ عربة، وجراج آخر متعدد الطوابق فى منطقة المطار لخدمة الركاب، علاوة على موقف أتوبيسات يسع ١٠٠٠ سيارة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.