وصفت تقارير إعلامية دولية حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، مساء أمس الأول، بأنه مبهر وحدث تاريخى، خاصة مع ما شهده من حضور دولى كثيف، وما تضمنه من عروض فنية مبهرة تعبر عن مختلف العصور وعلى رأسها العصر الفرعونى.
وشبهت التقارير، التى اطلعت عليها «الدستور»، حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بحفل الافتتاح الأسطورى لقناة السويس، فى عام ١٨٦٩، الذى حضره قادة وحكام العالم آنذاك، ومثّل بداية جديدة فى مسيرة التاريخ.
وشاركت فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير وفود رسمية من نحو ٨٠ دولة، بينهم الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، وملك إسبانيا فيليبى السادس، ورئيس وزراء هولندا ديك شوف، ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وولى عهد البحرين، إضافة إلى وزير الثقافة السعودى.
«ABC»: 80 دولة شاركت فى الحدث التاريخى.. والعروض الفنية مُبهرة
البداية مع شبكة «ABC» الأمريكية، التى قالت إن مصر افتتحت المتحف الكبير، خلال حفل عالمى ضخم حضره ملوك ورؤساء عرب وأوروبيون، ليعلن نهاية رحلة استمرت أكثر من ٢٠ عامًا من البناء والإعداد لأضخم مشروع ثقافى فى تاريخ مصر الحديث.
وأضافت الشبكة الأمريكية أن الحفل شهد عروضًا فنية مبهرة، امتزجت فيها الأضواء بالموسيقى والرقصات المستوحاة من الطراز الفرعونى، بعدما ارتدى الراقصون أزياء ملكية مذهبة، وتزينت السماء بعروض ألعاب نارية وطائرات مسيرة شكلت رموزًا للآلهة المصرية القديمة.
وأشارت إلى مشاركة وفود رسمية من نحو ٨٠ دولة فى الحفل، منبهة إلى ما شهده الافتتاح الرسمى للمتحف من عرض كامل للمجموعة الذهبية للملك توت عنخ آمون الذهبية، والتى تضم أكثر من ٥ آلاف قطعة أثرية، من بينها قناعه الذهبى الشهير، والأسِرّة الجنائزية، والعربات الحربية والتوابيت، والتى تُعرض للمرة الأولى مجتمعة منذ اكتشاف المقبرة فى وادى الملوك عام ١٩٢٢.
ونوهت بأن المتحف يضم أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية معروضة على مساحة تقدر بـ٢٤ ألف متر مربع، تشمل ١٢ قاعة تغطى فترات التاريخ المصرى من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر الرومانى. كما يحتوى على متحف للأطفال، ومركز ترميم هو الأكبر فى الشرق الأوسط.
وتوقعت أن يستقبل المتحف نحو ٥ ملايين زائر سنويًا، مع توسيع المعروضات تدريجيًا لتشمل مكتشفات جديدة.
«نيويورك بوست»: تكليل تاريخى لعقدين من العمل
أكدت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية أن مصر شهدت حدثًا تاريخيًا عالميًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير بعد أكثر من عقدين من العمل الدءوب، حيث يضم أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية تمثل فصولًا متكاملة من تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
وقالت الصحيفة إن حفل الافتتاح حضرته وفود وشخصيات رفيعة المستوى من مختلف أنحاء العالم، فى مشهد جسد احتفاءً دوليًا بميلاد أكبر متحف أثرى فى العالم يجمع بين عبق الماضى وسحر الحاضر، مشيرة إلى أن المتحف يتميز بتصميم معمارى فريد ذى واجهة زجاجية مثلثة الشكل مستوحاة من رمزية الأهرامات المجاورة، ويتضمن درجًا ضخمًا من ستة طوابق تصطف على جانبيه تماثيل الملوك والآلهة المصرية القديمة، كما يربط مع الأهرامات بممر سياحى جديد يتيح للزوار التنقل سيرًا على الأقدام أو عبر مركبات كهربائية صديقة للبيئة.
وقالت إن القاعات الاثنتا عشرة الرئيسة تشمل قطعًا أثرية تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الرومانى، ما يجعل المتحف رحلة شاملة فى عمق التاريخ المصرى، كما تم تخصيص قاعتين لعرض مجموعة توت عنخ آمون التى تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة نادرة.
«The Star»: تجسيد حى لإرادة الدولة المصرية
قالت صحيفة «The Star» الكندية إن مصر شهدت احتفالًا مبهرًا بافتتاح المتحف الكبير، أكبر متحف مُخصَص لحضارة واحدة فى العالم، واصفة إياه بأنه صرح ضخم يخلد عبقرية المصرى القديم، ويعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.
وأضافت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته أمام الحضور، أكد أن هذا الافتتاح يمثل بداية فصل جديد فى تاريخ مصر الحديث والمستقبلى، مشيرًا إلى أن المتحف الجديد ليس مجرد صرح أثرى، بل شهادة حية على عبقرية الإنسان المصرى، وقدرته على صون تراثه وتقديمه للعالم فى أبهى صورة.
وأشارت إلى ما واجهه المتحف من تأجيلات متكررة بسبب الأوضاع السياسية الإقليمية، مرورًا بجائحة «كورونا»، إلا أن افتتاحه الآن يجسد إرادة الدولة المصرية فى تجاوز التحديات، وتحويل المشروع إلى معلم حضارى عالمى، لافتة إلى أن المتحف يقدم تجربة متكاملة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضى والإضاءة الدقيقة والعروض التفاعلية.
«فوربس»: صرح حضارى مذهل بمقتنيات نادرة
رأت مجلة «فوربس» الأمريكية أن المتحف الكبير صرح حضارى هائل، مشيرة إلى أنه تم تصميمه على يد شركة «هينجان بنج» المعمارية الأيرلندية، وجاء بنمط معمارى ضخم يمتد على مساحة تتجاوز ٥ ملايين قدم مربعة، أى ما يعادل مساحة سبعين ملعب كرة قدم.
ويتخذ تصميمه شكل المثلث المستوحى من رمزية الأهرامات، إذ تتناسق خطوط المبنى مع قمم هرمى خوفو ومنقرع، فيما تتزين واجهته الزجاجية المنقوشة بالهيروغليفية بقطع من الألباستر شبه الشفافة وفق المجلة.
وذكرت المجلة الأمريكية أن المتحف لا يضم فقط مقتنيات نادرة، بل يعرضها فى سياق علمى دقيق يسهل على الزائر فهمها، مؤكدة أن كل قطعة تروى جانبًا من عبقرية المصرى القديم فى الفن والهندسة والرمزية الدينية.
وأشارت إلى أن المتحف يضم إلى جانب قاعاته الأثرية مركزًا للمؤتمرات ومكتبة متخصصة ومرافق تعليمية للأطفال ومتاجر ومطاعم حديثة، ليشكل مجمعًا ثقافيًا متكاملًا عند سفح الأهرامات.
ويصف الزائرون هذا الصرح بأنه مزيج فريد من العراقة والحداثة، يجمع ٧ آلاف عام من التاريخ تحت سقف واحد.
«أسوشيتد برس»:العرض كان رائعًا فى تجسيد الآلهة المصرية
ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن مصر قدمت عرضًا بصريًا مبهرًا وأسطوريًا خلال افتتاح المتحف المصرى الكبير، امتزجت فيه رموز الحضارة المصرية القديمة بتقنيات العصر الحديث. وقالت: «كان هناك عرض ضوئى مذهل فى سماء الجيزة، بالطائرات المسيّرة، جسّد الآلهة المصرية القديمة والأهرامات فى مشهد خطف الأنظار، معلنًا الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير بعد سنوات من الانتظار».
وأضافت أن هذا المشروع الثقافى العملاق يُعد تجسيدًا لطموح مصر فى تقديم تراثها العريق للعالم، بأسلوب حديث ومتطور يعكس عظمتها الحضارية الممتدة لآلاف السنين، لافتة إلى أنه بعد أكثر من ٢٠ عامًا من العمل أصبح المتحف المصرى الكبير القلب النابض لخطة مصر فى تعزيز قطاع السياحة.
«CBS»: السائح يحتاج 70 يومًا لمشاهدة كنوزه
شددت شبكة «CBS» الأمريكية على أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يعتبر حدثًا تاريخيًا فريدًا، إذ استضافت مصر عشرات القادة والزعماء الأجانب فى حفل الافتتاح الرسمى لأحد أضخم المشاريع الثقافية فى العالم، الذى بلغت تكلفته أكثر من مليار دولار.
ويُعد المتحف المصرى الكبير «GEM» من أكبر المتاحف فى العالم، والأضخم من نوعه المخصص لحضارة واحدة، وهى الحضارة المصرية القديمة؛ إذ يغطى عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر اليونانى الرومانى فى القرن الرابع الميلادى حسب التقرير. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه وفقًا لتقديرات الخبراء، فإن الزائر الذى يقف دقيقة واحدة أمام كل قطعة يحتاج إلى ٧٠ يومًا كاملًا دون نوم لمشاهدة كل القطع التى يضمها المتحف.
«بلومبرج»:فعاليات الاحتفال أقيمت بأعلى درجات الأمن
رأت وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن أكثر ما أبهر العالم خلال حفل افتتاح المتحف الكبير الذى نظمته مصر هو أن الفعاليات أقيمت بأعلى درجات التنظيم والأمن، إذ خصصت بعض الطرق المؤدية إلى المتحف للوفود الرسمية والضيوف، وانتشرت قوات الأمن على امتداد المسارات المؤدية للمكان، فيما جرى تزيين شوارع الجيزة بلوحات تمجد الإرث الفرعونى لمصر.
وأشارت، فى تقرير لها، إلى أن المتحف الجديد يتولى مهمة حفظ التراث الفرعونى المصرى بدلًا من المتحف المصرى القديم بوسط القاهرة، الذى يزيد عمره على مائة عام، لافتة إلى مساهمة اليابان بتمويل فى شكل قروض ميسرة.