تستعد الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال يوم الاحد المقبل بختام أسبوع المولود اعمى وحلول احد التناصير، وتستعد الكنيسة في ذلك اليوم لاتمام طقس المعمودية المقدس للاطفال.
قال كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث إنه ظهرت أهمية المعمودية من قول المسيح لنيقوديموس (الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله). وقد شرح معنى هذه الولادة، فأجاب على سؤال نيقوديموس بقوله (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله).
وهذه آية صريحة تعنى أنه بدون المعمودية لا يقدر الإنسان أن يدخل الملكوت، ولا يقدر أن يعاينه. وبهذا يكون الخلاص عن طريق المعمودية التي يمهد لها الإيمان.
وقال المسيح في صراحة ووضوح (من آمن واعتمد خلص) وهكذا أيضا عندما أرسل تلاميذه لنشر ملكوته على الأرض قال لهم (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) وهذه الآية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتي بالتلمذة، والمعمودية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتي بالتلمذة، والمعمودية التي هي الباب المباشر، والأعمال الصالحة بحفظ الوصايا. فلو كانت المعمودية غير لازمة للخلاص، لكان يكفى أن يقول الرب لتلاميذه: (اذهبوا وبشروا بالإيمان) بدون ذكر للمعمودية..
ومعلمنا بولس الرسول يشرح كيف أن الخلاص يكون بالمعمودية، وكيف أنها هي الميلاد الثاني، بقوله في رسالته إلى تلميذه تيطس أسقف كريت، حيث يقول (ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس).