إذا كانوا الشباب هم مستقبل الكنيسة فشيوخها هم رمز حكمتها وبهائها، وهذا ما تبرزه “خدمة سمعان الشيخ” كل عام من خلال خدمتها مع كبار السن في مهرجان الكرازة المرقسية، وهذا ما شاهدناه خلال حفل توزيع الكؤوس لقطاع كنائس مصر الجديدة ومدينة نصر لخدمة “سمعان الشيخ” ، وذلك بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بشيراتون.
بارك الحفل وقام بتوزيع الكؤوس نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس، مطران بنها وقويسنا، مقرر لجنة الأسرة بالمجمع المقدس (المنبثقة عنها اللجنة الفرعية لخدمة الحكماء)، بمشاركة القس رافائيل رجائي، المسئول عن لجنة “سمعان الشيخ” بمهرجان الكرازة المرقسية، وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بشيراتون، والقس صليب عجيب، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بشيراتون، والقس ميخائيل متري، كاهن كنيسة العذراء ومارمينا بمدينة نصر، والقس كيرلس ماهر، كاهن كنيسة مارجرجس بحمامات القبة، والمستشار وجدي سيفين، رئيس مجلس إدارة نادي “كوادر”، بحضور الحاصلين على المراكز الأولى في جميع المسابقات، ولفيف من خدام أسقفية الشباب و”سمعان الشيخ” بالكنائس الصاعدة
أثبت على ما تعلمت”
بدأت الفعاليات بالصلاة.. وخلال كلمته قال نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس، إن إدارة مهرجان الكرازة أختارت هذا العام أن يكون شعاره “اثبت على ما تعلمت”، وبالفعل تم التركيز على دراسة العقيدة، وذلك لإحتفال الكنيسة هذا العام بمرور 17 قرن على إنعقاد مجمع “نقية”، مشيرا أن الإيمان وصل لنا عائم على بحر من الدماء، وعلينا أن نسلمه نقيا مثلما تسلمناه، مؤكدًا أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تكفر أحدا ولا تتفاخر على أحد، ولكن تعمل على تسليم الإيمان السليم والقويم كما استلمته من المسيح منذ 2000 سنة
وأضاف الأنبا مكسيموس قائلا: عندما ننظر إلى تاريخ الكنيسة سنجد إنها كنيسة واحدة، وعندما تحدث مشكلة يتم عقد مجمع مسكوني للرد على هذه الهرطقة، مستعرضا تاريخ المجامع المسكونية، مشيرًا لأهم الأشياء الجميلة التي قام بها قداسة البابا تواضروس الثاني في بداية حبريته وتكوينه لمجلس كنائس مصر، والذي يتم من خلاله عمل أعمال محبة بين الكنائس الأعضاء، وأيضًا الإتفاق على مشاريع مشتركة؛ مثل عمل “مشروع موحد لبناء الكنائس”، و”مشروع موحد للأحوال الشخصية للمسيحيين”، وطالب الجميع أن يصلوا بنفس واحدة من أجل وحدانية الكنيسة، موضحا أن وحدانية الكنيسة ستحدث عندما تعود الكنيسة إلى ما قبل سنة 450 م، مشددا على أهمية دراسة الباترولوجي “علم الآباء”، وألا يقول أحد لأخيه من كنيسة أخرى: أنت خطأ وأنا على صواب، بل عليه أن يقول له دعنا ندرس تاريخ الكنيسة ما قبل سنه 450م.
وأكد نيافته على أهمية الإفتخار بكنيستنا لأنها ثابتة بالدم والدموع والعرق، فهي مروية بدم الشهداء؛ بداية من دم القديس العظيم مارمرقس الرسول وحتى شهداء ليبيا، ومروية أيضا بدموع الرهبان والرهبات بداية من الأنبا أنطونيوس، وكذلك مروية بعرق الآباء الكهنة، والخدام الذين يتعبون من أجل الخدمة، مضيفا إنها طالما كنيسة مروية بالدم والدموع والعرق فهي كنيسة قوية وولوده “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”. وأختتم قائلا: نشكر الله على احتفالنا اليوم بختام النشاط الصيفي لمهرجان الكرازة لأسرة “سمعان الشيخ”، الذي يحمل شعار “أثبت على ما تعلمت”، معلنا الشعار الجديد الذي يحمل عنوان “يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”(رو٨: ٣٤)، موجها الشكر لأبونا رافائيل وكل من يهتم بخدمة الحكماء