قال الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعطى تطمينات غير مفهومة بشأن التزام إسرائيل بشروط مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وهناك تحذيرات من وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش من توقيع الصفقة المقترحة بالصيغة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن لكونها ستنهي الحرب دون القضاء على حماس، وبذلك لم تتحقق الأهداف المعلنة من قبل نتنياهو في أول العدوان في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
وأوضح صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المقترح الذي أعلنه بايدن يعطي تصورا وانطباعا بأنه ذاهب نحو وقف لإطلاق النار باتفاق الطرفين، متابعا: "ولكن أرى أن نتنياهو يسعى أولًا لإنجاز المرحلة الأولى من المقترح لاستعادة الأسرى المدنيين والمجندات ما يخفف الضغط الداخلي في الشارع الإسرائيلي عليه، بينما يحافظ على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافه المعلنة سابقا والتي لم يتحقق منها أي هدف وأولها القضاء على حماس.
وأشار صافي، إلى أن الملفت في الأمر أن نتنياهو لم يطلع حلفاءه على تفاصيل المقترح، مما يعكس محاولته استخدامه في المزايدات السياسية داخل اليمين الإسرائيلي، مع إبقاء الأمور غامضة لاستثمار الجميع وتوظيفهم كما اعتاد، وهو الأمر الذي يعكس كذلك وقوعه في أزمة داخلية.
صافي: إصرار نتنياهو على استمرار الحرب حتى تحقيق النصر المطلق بالقضاء على حركة حماس هو نوع من أنواع الهروب
وتابع صافي: حماس أبدت بعض الإيجابية الحذرة تجاه خطاب بايدن، لكنها طالبت بإعلان الاحتلال موافقته عليه، وأكدت ضرورة أن يكون المقترح مؤسسًا على إنهاء الحرب وسحب القوات وإعادة الإعمار، لكن ما يظهر من موقف نتنياهو حصر المقترح في موضوع الأسرى فقط دون إيقاف الحرب.
وأكد صافي، أن هناك تباينًا بين المقترح الإسرائيلي وخطاب بايدن، لكنه من الممكن موافقة حماس وفق المصلحة الوطنية المشروطة لأن المقترح بشكله الظاهري غير دقيق ومخادع.
وأوضح أن إصرار نتنياهو على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر المطلق بالقضاء على حركة حماس، هو نوع من أنواع الهروب من المواجهة وعدم إنهاء الحرب، وربما ينجح الاتفاق على هدنة لمدة 40 يوما وفقًا لمصلحته الشخصية.