سياسي سوداني: العقوبات الأمريكية على الكولومبيين بداية لتقويض الفوضى
11.12.2025 14:40
اهم اخبار العالم World News
الدستور
سياسي سوداني: العقوبات الأمريكية على الكولومبيين بداية لتقويض الفوضى
حجم الخط
الدستور

قال المحلل السياسي السوداني، عبد الرؤوف خالد، إن ما كشفته الولايات المتحدة من عقوبات على شبكات تجنيد المرتزقة الكولومبيين المرتبطة بميليشيا الدعم السريع يمثل خطوة دولية مهمة نحو الحد من التمويل الخارجي والدعم العسكري للميليشيات المسلحة في السودان.

وأضاف عبد الرؤوف، لـ"الدستور" أن هذه الإجراءات تأتي في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين في دارفور وكردفان والفاشر، حيث استغلت ميليشيا الدعم السريع خبرة المرتزقة في شن حملات عنف منظمة، وفرض السيطرة بالقوة على المدن والأحياء، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء.

العقوبات الامريكية على العصابات الكولومبية 

وأكد عبد الرؤوف أن العقوبات الأمريكية على العصابات الكولومبية، والتي طالت أفرادًا وشركات متورطة في التعاقد وتمويل المرتزقة، تمثل ضربة موجعة لهذه الشبكات التي كانت تشكل أحد أهم شرايين الدعم لمليشيات الدعم السريع.

ووقال: "هذه الإجراءات ستكبل قدرة الميليشيات على توسيع نفوذها، خصوصًا وأنها كانت تعتمد على المرتزقة الأجانب في التدريب والقتال على الخطوط الأمامية، بما في ذلك تعليم الأطفال المجندين وقيادة الطائرات المسيّرة".

وأشار إلى أن العقوبات الأمريكية تحمل رسالة واضحة لكل من يسعى لدعم أو تمويل هذه الميليشيات، مؤكدًا أن الشعب السوداني لن يتأثر بالأموال المهدورة أو بالقوى الأجنبية التي حاولت استغلال ضعف الدولة لإضعاف سيادة السودان.

وأضاف: "المرتزقة عابرو القارات والقادمين من وراء الحدود لن يغيروا من موقف الشعب السوداني الثابت في الدفاع عن وطنه، والاصطفاف مع جيشه الوطني بإرادة صلبة لا تُشترى ولا تُهزم".

لفت عبد الرؤوف إلى أن هذه العقوبات تمثل خطوة أولى فقط نحو مساءلة الجهات المسؤولة عن تفشي العنف ودعم الميليشيات، مؤكدًا أن دور العصابات الكولومبية في الفاشر وكردفان لم يقتصر على القتال فحسب، بل شمل عمليات سلب ونهب ممنهجة وزعزعة الأمن والاستقرار. 

أوضح: "الشعب السوداني الذي قاوم الحصار والعدوان والطغيان منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا لن تهزه الجيوش المأجورة أو الأطماع الخارجية الخاسئة، وأرض السودان ستظل عصية على الاحتلال أو التدخل الأجنبي".

وأكد أن الضغط الدولي على ميليشيات الدعم السريع، عبر العقوبات والتحذيرات الأمريكية، يجب أن يستمر ليشمل كافة الشبكات الخارجية التي توفر لها التمويل والمرتزقة والخدمات اللوجستية، وأن يرافقه دعم حقيقي للجهود الوطنية الرامية إلى حماية المدنيين واستعادة السيطرة على المدن المتضررة. 

وأضاف: "الوطن سيظل قويًا ومتماسكًا رغم كيد الأعداء، والشعب السوداني أقدر من أي وقت مضى على مواجهة كل محاولات النيل من سيادته وأمنه".

 

وختم عبد الرؤوف تصريحاته بالقول: "العقوبات الأمريكية على العصابات الكولومبية خطوة مهمة، لكنها لن تكون كافية إذا لم تكتمل بمحاسبة كل من دعم الإرهاب الداخلي، وضمان أن ميليشيات الدعم السريع لن تستطيع الاستمرار في إرهاب المواطنين واستغلال موارد السودان لتمويل صراعاتها".

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.