على المذبح القبلي بهيكل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أطلق اسم البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، تخليدا وتقديرا له حيث أنه واضع حجر الأساس للكنيسة عام 1965 ليفتتحها بعدها بثلاث سنوات تحديدا يوم 25 يونيو 1968، وصلى أول قداس بها في اليوم التالي.
البابا كيرلس السادس، اسمه عازر يوسف عطا ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور عام 1902، منذ طفولته المبكرة وهو محب للكهنوت ورجاله، ليقرر بعد حصوله على البكالوريا العمل في إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية وذلك عام 1921، ولم يعطله ذلك عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة، وذلك حسب ما ذكر بموقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا تكلاهيمانوت.
ترهَّب "عازر" في دير البراموس بوادي النطرون بعد أن قَدَّم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927، ليتتلمذ على يد القمص عبد المسيح المسعودي، وعام 1936 ترك الدير واتجه إلى مصر القديمة فاستأجر إحدى طواحين الهواء بتلال جبل المقطم وأقام في دورها الثاني مذبحًا يقدم عليه القرابين.
وفي عام 1944 أسْنِدَت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة مركز محافظة المنيا، وتتلمذ العديد على يديه ليزدهر الدير من خلال ما أقامه من مباني وإعادة أسواره المتهادمة.
وعلى آثر اعتماد لائحة جديدة لانتخاب البطريرك عام 1957، ترشح "عازر" وبعد القرعة الهيكلية أصبح البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول.
وفي عصره، تم تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية، ووضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959 ، كما كون سيامة أساقفة عامون، فقد رسم نيافة الأنبا شنودة أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، والأنبا صموئيل أسقفًا للخدمات العامة، والأنبا غريغوريوس أسقفًا للدراسات العليا والبحث العلمي.
وبدأت في عهده خدمة كنائس المهجر في أمريكا وكندا واستراليا وغيرها، ووضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة.
وفي مارس عام 1971 توفي البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية الـ116، ودفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وحسب وصيته نقل جسده في احتفال مهيب إلي دير الشهيد مارمينا بمريوط، وذلك في نوفمبر 1972.