
_ الأنبا انجيلوس: تقدمت بطلب للمجمع المقدس للاعتراف بالقمص ميخائيل إبراهيم قديسا معاصرا .. و نصلى كى يحوز الطلب القبول.
_ الأنبا مكسيموس: ابونا ميخائيل إبراهيم ” كان فمه قريب من اذن الله ” .. و لازلنا نتعلم من خدمته و محبته و أبوته.
_ 50 عاما فى حب قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم .. ملحمة و تاريخ حافل بالروحانية و العطاء.
نظمت كنيسة مارمرقس بشبرا احتفالية كبرى بمناسبة اليوبيل الذهبى لنياحة ابونا الحبيب قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية و نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس مطران بنها و قويسنا و توبعها و نيافة الحبر الجليل الأنبا نوفير أسقف شبين القناطر و توابعها و آباء كهنة كنيسة مارمرقس بشبرا و لفيف من الآباء الكهنة الاجلاء باعتباره حدثا كبيرا يهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشكل عام ، و ذلك بعد استعدادات دامت لاشهر لخروج الفاعلية بصورة لائقة عرفانا و تقديرا لما قدمه أبينا القديس المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم فى حياته لكنيسته ” مارمرقس ” داخل حى شبرا و لشعبه من صلوات و اتعاب لتصبح ذلك الصرح الكبير التى هى عليه الآن ، بعد أن وضع الأساس مع باقة من الآباء العظام ليتسلم الرسالة آباء اجلاء يستكملوا ما بدأه أبونا القديس لتصبح بحق ” مارمرقس بشبرا ” عروس المسيح فى خدماتها و انشطتها ، ” خلية نحل ” تهتم بخلاص النفوس .
” وطنى ” تابعت أجواء احتفالية اليوبيل الذهبى لإحياء ذكرى قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم ، اليكم تلك المتابعة …
بدأ حفل التأبين بتطييب جسد القمص ميخائيل إبراهيم داخل مزاره بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بيد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية و شركائه فى الخدمة الرسولية نيافة الأحبار الاجلاء نيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها و قويسنا و توابعها و نيافة الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية و نيافة الأنبا نوفير أسقف شبين القناطر وتوابعها و آباء كهنة كنيسة مارمرقس بشبرا، حيث وضع الحنوط و الاطياب على المقبرة التى تحوى جسد ابونا المتنيح كتقليد سنوى اتبعته الكنيسة فى عيد تذكار نياحته على مدى خمسون عاما .
ألقى قداسة البابا تواضروس كلمة من خلال آية ” لأننا رائحة المسيح الذكية لله ” (2 كو 2 : 15 ) مشيرا إلى أن ابونا ميخائيل ابراهيم قدم فى حياته نموذجا للخادم الأمين و رغم التجارب و الضيقات التى واجهها ظل ثابتا راسخا فى خدمته , و بقى النموذج الذى قدمه شاهدا له و امتدت رائحته الذكية طوال هذه السنين .. ثم قام الأنبا انجيلوس بإهداء قداسة البابا تواضروس الثانى صورة تذكارية لأبونا ميخائيل إبراهيم اعقبها التقاط الصور مع الآباء و أسرة ابونا المتنيح .
استقبل كورال ” أنغام مارمرقس ” , قداسة البابا تواضروس بباقة من الترانيم المعدة و المؤلفة خصيصا للاحتفال بالقمص ميخائيل إبراهيم و ترحيبا بقداسته .
_ ابونا فى سطور:
قدمت اولى فقرات الاحتفالية لمحة عن حياة أبينا المحبوب من خلال سرد بعض المعلومات و أبرز التواريخ فى حياته : ولد باسم ” ميخائيل ” فى كفر عبده مركز قويسنا محافظة المنوفية يوم 20 أبريل عام 1899 و تربى فى حضن كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده و كان المعلم فرج مرتل الكنيسة هو صاحب الفضل فى تحفيظه الألحان الكنسية و تعليمه المبادىء المسيحية الروحية ، و بعد ان أتم دراسته عين موظفا بوزارة الداخلية حيث كان يعمل كاتبا بمراكز الشرطة و كان مسؤولا عن كتابة و تسجيل بيانات سرية للغاية بما كانت وظيفة تحتاج للأمانة الشديدة لمن يشغلها و لكونه مشهود له بالأمانة من الجميع تم قبوله فى الوظيفة الى ان تمت سيامته كاهنا لكنيسة السيدة العذراء بكفر عبده فى 16 سبتمبر عام 1951 و كان محبوبا جدا من شعبه و من كل البلاد المحيطة لكونه أب راعى حنين له علاقة خاصة بالله و من خلالها استطاع ان يجذب نفوس كثيرة لله و الكنيسة من الصغار و الكبار , و لخدمته القوية نال درجة القمصية بعد عام واحد من سيامته فى مايو 1952 إلا ان عدو الخير اثار الحرب عليه حال رغبته فى تحقيق أمنيته بتطبيق مجانية الخدمات الكنسية دون مقابل مادى مثل إقامة صلاة الاكليل أو صلاة الجناز أو معمودية و غيرها، و مع اختلاف وجهات النظر اضطرته الظروف ان يترك كنيسته لسلامة و صون الكنيسة و شعبه ، فينزل للقاهرة فى اوائل عام 1955 و التردد على كنيسة مارمينا بمصر القديمة للصلاة و التعزية الروحية ليتقابل مع ابونا مينا البراموسى ( الذى صار قداسة البابا كيرلس السادس فيما بعد ) فيحكى له حروب عدو الخير عليه ليصبح كاهنا بلا كنيسة ، وقتها طمأنه طالبا منه الصلاة بكونها اليد التى تدير الكون و تفتح باب السماء و تجعل للمؤمنين نصيبا فى جميع الخيرات ، و طلب منه الصلاة فى أقرب كنيسة من مسكنه الجديد بمنطقة شبرا .
بالفعل قام أبونا ميخائيل إبراهيم بالحضور لكنيسة مارمرقس بشبرا للصلاة منزويا فى ركن داخل الكنيسة ، و كان ذلك يوم الأحد و وقتها القمص ” مرقس داود ” راعى الكنيسة ينتظر الأب الراهب المكلف من قبل البطريركية للمساعدة معه فى إقامة القداس لكنه لم يحضر ، فلمحه ابونا القمص و ذهب إليه و تعرف عليه مطالبا إياه اذا كان مستعدا لمشاركته الصلاة معه و كان كعادته مستعدا , و ظلت لفترة تداوم الكنيسة على دعوته لصلاة القداس الى ان دبرت العناية الالهية ان ينتدب للخدمة بكنيسة مارمرقس بشبرا عام 1956 و هو فى عمر حوالى 52 عاما ” لتمتد خدمته على مدى 20 عاما حتى يوم نياحته فى 26 مارس عام 1975 .
_ حيا فى فضائله:
قال عنه قداسة البابا شنوده الثالث : هناك أشخاص لا يستطيع الموت ان يخفيهم عن الناس لانهم حاضرون مثال القمص ميخائيل إبراهيم الذى لا يزال حيا فى فضائله بوجود ثلاثة علامات تميز حياته ” الايمان , الصلاة , علامة الصليب ” .. كان يتميز بروحانية عميقة , شخص جاد فى كل أمور حياته فى محبته فى خدمته فى صلاته ، منحه الله موهبة شفاء الأمراض و إخراج الأرواح الشريرة و الشفافية و البصيرة الروحية.
كان محبا للفقراء و قصص عطائه ربما تحتاج لكتب و مجلدت حتى نتحدث عنه , كان عمل الله يظهر معه بطريقة معجزية فيما يتعلق بأمور أخوة الرب لاسيما خلال الفترات التى يندر فيها وجود بركة فى صندوق العطاء و مع الاحتباج الشديد كان دائما الله يتدخل و يسدد الاحتياج.
كان ابونا ميخائيل إبراهيم يتميز بالحكمة فى معالجة المشكلات و إعادة السلام للمنازل مهما كان مفقود فيها الأمل ، و لهذا ضمه قداسة البابا شنوده الثالث للمجلس الاكليريكى للأحوال الشخصية .
كان فى حياته بسيطا ، ناسكا و لسان حاله يقول ” رغيف عيش و هدمة خيش ” .. حياة مليئة بالفضائل لا تكفيها مجلدات كما قال عنه قداسة البابا شنوده فى كتابه ” مثل فى الرعاية ” عن سيرة حياة أبينا الطوباوى الذى نفذ من المطبعة قبل صدور الطبعة الأولى بما يدل عن كونه مثال للرعاية و القداسة .
_على مبادئك عايشين:
تناول الحفل عرض مسرح أسود لفريق ” القديس نيقولاوس ” و ” أسرة محبة ” لذوى الهمم قدم خلاله جانب من حياة ابونا القديس و كيف سلك بالأمانة مفضلا طريق الخير عن الشر , رافضا الخضوع لأى إغراءات للعالم , انتهى باوبريت يخدم على فكرة العرض بكلماته ” ابونا ميخائيل إبراهيم كنت بحياتك شاهد أمين , أب راعى مرشد معين على مبادئك احنا عايشين .. ابونا ميخائيل إبراهيم شفيع كنيستنا الأمين وسط مجد القديسين .. اذكرنا قدام عمانوئيل ” .
كما قدم عرض درامى تحت عنوان ” الشاهد ” يحاكى قصة شاب بكنيسة مارمرقس بشبرا و يدعى ” مجدى يسى ” كان طالبا جامعيا مواظبا على الكنيسة و مرتبط بممارسة أسرارها الا انه تعرف على أصدقاء سوء ابعدوه عن طريق محبة الله ليقع فريسة فى ايدى ” الشيطان ” فيرتكب ابشع الجرائم منها سرقة و قتل و غيرها ليصدر حكم المحكمة ضده بالإعدام بعدما يقوده القمص ميخائيل إبراهيم للتوبة من خلال زياراته المتكررة له داخل السجن و جلساته الفردية معه و اهتمامه بخلاص نفسه و حديثه عن محبة الله له ، و ان الله دائم البحث عنه باعتباره الخروف الضال و يفرح بتوبته كثيرا حال الاعتراف بالخطايا و الندم علبها ، ليقرر ” مجدى ” الاعتراف للمحكمة بكم الجرائم التى ارتكبها دون علم المحكمة بها ليسرق الملكوت فى آخر لحظات من حياته بتوبة صادقة حقيقية ، يتقدم فى حالة فرح و سلام لتنفيذ الحكم بعد التناول من الاسرار المقدسة على يد المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم ليرفع قلبه لله و يقول ” يارب فى يديك استودع روحى ” .
لم يكن حدثا عابرا و حكما عاديا يصدر عام 1958 لكونه احدث ضجة كبيرة وقتها و تناولته الصحف على مساحات على صفحاتها و منها ما جعلته يتصدر الصفحة الاولى بعناوين و مانشيت رئيسى ، كما تداولته نشرات الاخبار .
الخير و الشر
جسد العمل الدرامى كم الصراع الذى عايشه ” مجدى ” مع اصدقائه و محاولات اقناعه بالسرقة و بدء مسيارتهم فيما يدبرون و يخططون له من سرقة و قتل ، فى المقابل تسليط الضوء على ” ميخائيل افندى ” ( أبينا القديس ميخائيل إبراهيم ) وقت ان كان علمانيا و فى وظيفته الحساسة و محاولة احد زملائه بالعمل بترهيبه من بعض الأشخاص و اذيتهم له اذا ما رفض مساعدتهم فى مهمة من مهام عمله لنجده يرفض بشدة خيانة الأمانة ، و يظل متمسكا بمبادئه عاملا بما جاء بالكتاب المقدس ” ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه ؟ ”
ظل العرض بهذا النهج طوال كل المشاهد بالاسقاط على حال الشخصيتين و عرض المقارنة فى ارادة الانسان و حريته فى اختيار الخير و الشر و لأى مدى العلاقة الخاصة بالله تحميه من الوقوع فى الخطية من خلال تسليط الضوء على مواقف حياتية يتعرض لها كل من الشاب ” مجدى يسى ” و ابينا القمص ميخائيل إبراهيم ، و كيف كان لحياة أبونا الحبيب انعكاس واضح على حياة ابنه ” مجدى ” بكونه صورة للمسيح الحية و استطاع ان يربح نفسه ابنه و انفتاحه على الأبدية .
تمر الأحداث فى سياق العرض الدرامى ليتناول كيف سلك ” ميخائيل افندى ” بالأمانة فى حياته ، و من ثم كم تكون حياة ابينا قديس العصر طيب الذكر فى كهنوته بكونه كان رجلا قديسا عاش ببساطته و اتضاعته ، فيقدم العرض قصة رؤيته لملاك الذبيحة وقت صلاة القداس .
و ما كشف ذلك انه ذات يوم وقف يصلى القداس مع قدس ابونا المتنيح يوحنا جرجس و اذ داخل الهيكل شماس صغير كانت حركته كثيرة داخل الهيكل ، فتضايق ابونا ميخائيل إبراهيم و قال له ” يا ابنى قلل الحركة شوية ” بعدها نجد ابونا يترك مكانه و يذهب للشماس الصغير و يضرب له ميطانية و يطلب منه ان يسامحه .. بعد انتهاء القداس سأله ابونا يوحنا جرجس عن سبب تصرفه و بعد إلحاح اضطر ان يكشف السر مطالبا إياه ان لا يعرف احدا الا بعد السفر للسماء ، فقال ” و انا باصلى كان ملاك الذبيحة واقف امامى ، و اول ما بصيت للولد الصغير و كلمته و زغلته ، ملقتش ملاك الذبيحة ، ففهمت انه زعل من تصرفى .. و بعد ما ضربت للولد ميطانية و طيبت خاطره و رجعت اصلى تانى لاقيته رجع تانى ”
كما قدم العرض مواقف حياتية لابونا المتنيح و كيف كان يتعمل مع المشكلات فى خدمته بالحكمة و الاتضاع و البذل و المحبة ليتم المصالحة بين ازواج و مقبلين على الزواج و البحث عن الخروف الضال لاعادته لله و للكنيسة .
_ربنا يسامحك يا “ميخائيل”:
تطرق العرض ايضا لتوضيح مدى اهتمام ابونا بالخدمة حيث حضوره للكنيسة مبكرا فى تمام الساعة الرابعة و النصف فجرا قبل حضور المصلين للصلاة و رفع طلبات شعبه .. و ذات يوم كان حارس الكنيسة نائم و لم يتنبه لطرق ابونا باب الكنيسة كى يفتح له ، فعاتبه بمحبة قائلا ” بقى فى حارس بينام ، مش تأخذ بالك من بيت ربنا ” رد الحارس و قال ” يا ابونا ان لم يحرس الرب المدينة ، فباطلا سهر الحراس .. حاللنى يا أبونا و حالا هاجهز لقدسك الشورية و تبدأ القداس فى ميعاده” .. و من اتضاع ابونا يقول له ” استنى يا ابنى ، قول لى ربنا يسامحك يا ميخائيل ” فرفض و بعد إلحاح اضطر للقول ، فاستراح قلبه و شكره .
_طريق مفروش بالآلام:
تناول العرض الدرامى جانبا من حياة أبونا القمص ميخائيل إبراهيم و ما تعرض له من ضيقات و تجارب فى حياته منها أسر ابنه ” إبراهيم ” فى الحرب ايام النكسة عام 1967 و صلاته من اجله كى يرفع الله عنه و يرجع سالما ليستجيب الله لصلاته و يعود الأبن لحضن أبيه و لاسرته .
ايضا رحيل زوجة ابونا ميخائيل إبراهيم و تأثره لرحيلها و هو يقبل يديها ، و يتخذ الايشارب الخاص بها و يضعه على رأسه تحت القلنسوة التى يرتديها .
_ أما أنا فصلاة:
قال نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس مطران بنها و قويسنا و توابعها : ” كان محبوبا عند الله و الناس ، مبارك الذكر ، فأتاه مجدا كمجد القديسين ” هذه الآية تنطبق على ابونا ميخائيل إبراهيم ، كان رجل صلاة ” فمه قريب من اذن الله ” مجرد ما كان يأتى إليه احد بمشكلة دائما ما تجد الحل بصلاته ، كل اعماله تتم من خلال الصلاة سواء فى خدمته فى افتقاده فى مقابلاته بصورة تمكنه ان يقول مع داود النبى ” أما أنا فصلاة ” .. كان يؤمن جدا بعلامة الصليب فى كل أمر و قبل اى شىء فى حياته و هو علمانى وسط العالم ، و بهدوئه و سلامه حينما كان يأتى إليه احدا منفعل كان يرشم جبهته بعلامة الصليب ثلاث مرات فيستعيد سلامه .
ابونا ميخائيل كان محبا للقديسين ، يؤمن بحضورهم ، الأيقونة بالنسبة له لم تكن مجرد صورة و خشب لنجده يقف يتكلم معهم و يتشفع بهم و يطلب معونتهم ، و كان يحب اعيادهم .
يضيف الأنبا مكسيموس كان ابونا ميخائيل إبراهيم أب حكيم و كثيرا ما تابت و خلصت نفوس كثيرة على يديه ، كان محبا لزيارة المرضى و لديه تقليد ان يخلع حذائه قائلا ” انا جاى ازور المسيح ” .. ينطبق على ابونا الحبيب ما قيل عن القديس الأنبا انطونيوس ” يكفى النظر الى وجهك يا أبى ” كم من نفوس حزينة و مرة النفس و لديها شعور بصغر نفس و التقت بابونا ميخائيل إبراهيم لتشعر بالسلام .
يذكر الأنبا مكسيموس ، بدأ ابونا ميخائيل خدمات كثيرة بالكنيسة منها إقامة القداسات اليومية و قداسات للطلبة و إلغاء نظام الأطباق و استبداله بصندوق العطاء ايضا تأسيس مجانية الخدمة و غيرها من الاسهامات التى قدمها فى حياته لنحيا بها حتى الآن .
ابونا ميخائيل إبراهيم لم يمت ، فالمسيحية لا تعترف بالموت ” ليس موت لعبيدك بل هو انتقال ” .. فقط انتقل للسماء لكن روحه و صلواته و قوته معنا ، و نطلب منه ان يذكرنا امام عرش النعمة .
_ نصلى بروح واحدة:
أختتم نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية , الاحتفال بكلمة قال خلالها : لاشك ان القمص ميخائيل إبراهيم قديس قبل ان نعترف بقداسته ، و اسم حيثما يذكر تنصت السماء لتستجيب لمن ينادى متوسلا ، و يتشوق من على الأرض لأبوة مثل أبوته ، و يشعر كل خادم بضألته بجانب هذا العملاق .. عاش عابدا .. خادما .. أبا .. كاهنا .. لاهوتيا .. معلما .. قائدا .. شفيعا .
و من هذا المنطلق تقدمت للمجمع المقدس بطلب للاعتراف به قديسا معاصرا ، و نصه ” بمناسبة مرور خمسون عاما على نياحة ابونا القمص ميخائيل إبراهيم الذى تنيح فى يوم 26 مارس عام 1975 اتشرف بأن اتقدم بطلب لاقرار الاعتراف بقداسته و هو الموجود جسده بالمدفن الخاص اسفل الكاتدرائية الكبرى حسب توجيهات مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث ، و لا اجد ما ادعم به طلبى إلا ما قد كتبه و قاله قداسة البابا فى مقدمة كتابه ” مثل فى الرعاية ” من الصعب على صفحات من الورق ان تحتوى إنسانا كبيرا كالقمص ميخائيل ، فخدماته و فضائله اوسع بكثير من احتمال هذا الكتاب ” اننا نغبط أنفسنا كثيرا لأننا عشنا في هذا الجيل الذى عاش فيه القمص ميخائيل إبراهيم .. أجيال كثيرة تحسدنا لأننا رأينا هذا الرجل و سمعناه و عاصرناه و عاشرناه و تمتعنا به زمنا و تباركنا بصلاته .
عينات كثيرة من الناس أمامنا ، و لكن هذه العينة قليلة الوجود .. انه شخص من أهل السماء إنتدبته السماء زمنا ليعيش بيننا ليقدم للبشرية عينة صالحة و صورة مضيئة من الحياة الروحية السليمة وقد أدى واجبه على خير وجه و عمل على قدر ما يستطيع في صحته و في مرضه ، في شبابه وفي شيخوخته ، في قوته وفي ضعفه ، ومازال يعمل كشفيع لنا .. كان نفساً هادئة مملؤءة من الإيمان والطمأنينة ، مملوءة من السلام الداخلي ” .. كان إنساناً مدققاً في حياته ، بسيطاً وديعاً ومتواضعاً ومحبوباً من الكل .. اعطانا المعنى الحقيقي للأبوة الحقة عن الرعاية السليمة عن الحنان عن الحكمة التى من فوق التى هى مواهب الروح القدس ” .. لذا اعتمادا على شهادة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث ، ارجو من قداستكم ان يحوز طلبى هذا قبولكم و صلوات أبونا ميخائيل إبراهيم تكون سندا لجهادنا و خدمتنا ” .
يضيف الأنبا انجيلوس ” اشكر الله كثيرا على بركته لضعفى اذ انه سمح لى بأن اخدم حيث خدم أبونا ميخائيل إبراهيم لذلك فهو يعضدنى بضعفين من روحه ، و اطمئن بوجوده معى فى منطقة خدمته بكنيسة مارمرقس بشبرا ” .
أهنئكم جميعاً بهذا اليوبيل المبارك لنياحة ابونا الحبيب ، و اطلب منكم الصلاة كى ما يحوز الطلب المقدم قبول المجمع المقدس ، و يصبح عام اليوبيل هو عام الاعتراف بقداسة القمص ميخائيل إبراهيم .
_ الشاهد للملكوت:
تخلل الاحتفال فقرات لعرض صور لمواقف كثيرة من حياة أبونا ميخائيل إبراهيم و لقطات حية من من جنازة قديس العصر و العظة التى قالها قداسة البابا شنوده الثالث أثناء إقامته الصلاة على جثمانه الطاهر بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية . الى جانب فيديوهات صوتية من عظاته و صلواته للقداس الذى كان عاشقا له يوميا و للمذبح للصلاة من اجل كل ابنائه و احبائه .
كما قدم كورالى ” أنغام مارمرقس ” و ” ليكن نور ” بكنيسة مارمرقس بشبرا عرضا مميزا تضمن باقة ترانيم تم تأليفها خصيصا للمناسبة , و منها ما اختتم بها العرض ” يا اسم نقشه التاريخ و قال عليه لا تستحق الأرض وطأة قدميه .. داس على عسل الأرضيات حامل بشائر و تعزيات .. صورتك هتفضل فى القلوب و جوه البيوت يا ابونا ميخائيل إبراهيم الشاهد للملكوت “.
هذا و شاركت كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده فى الاحتفالية بترنيمة ” متشبه بمسيحك ” كاهداء لروح ابونا الحبيب و جاءت كلماتها تحمل لمسة وفاء لما قدمه ابونا فى حياته من خدمة لكنيسته بكفرعبده .. الكنيسة التى تربى فى احضانها فى صغره و شهدت باكورة خدمته .
_ معرض خاص:
أقيم على هامش الاحتفالية معرض يضم بعض المتعلقات الشخصية لأبونا المتنيح منها كرسى المذبح و الصينية، ايضا صلبان خاصة ، و كتاب مقدس و البشارة و قلنسوة ، و غيرها .