يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التنصل من أي اتفاق أو التزام يعكس للعالم خسارته في الحرب الهوجاء التي يشنها على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر؛ إذ في الوقت الذي أكدت فيه تقارير عبرية ودولية أن المفاوضين الإسرائيليين يناقشون مسألة الانسحاب العسكري الإسرائيلي من محور صلاح الدين (ممر فيلادلفيا) بين قطاع غزة ومصر كجزء من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، خرج مكتب نتنياهو لينفي الأمر.
نتنياهو يتنصل من الاتفاق مع مصر
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو مساء الخميس، أن "رئيس الوزراء يصر على بقاء إسرائيل على ممر فيلادلفيا"، واصفًا تقرير وكالة رويترز الذي أفاد بأن الانسحاب الإسرائيلي من جانب غزة من الحدود كان محور المفاوضات طوال اليوم في القاهرة، بأنه "كاذب تمامًا".
وفي وقت سابق نقلت "رويترز" عن مصدرين مصريين ومصدر ثالث مطلع على الأمر قولهم: "إن المفاوضين الإسرائيليين والمصريين يناقشون تنفيذ نظام مراقبة إلكتروني على طول الحدود بين غزة ومصر"، مما قد يسمح لـ"إسرائيل" بسحب قواتها من ممر فيلالفيا إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.
حقيقة الانسحاب الإسرائيلي من ممر فيلادلفيا
في الأثناء أكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، نقلًا عن اثنين من المسئولين المشاركين في المفاوضات، قولهم إن المحادثات الجارية بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، ناقشت سحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا.
وأوضح المسئولين أن الانسحاب الإسرائيلي سيكون جزءًا من خطة تقوم فيها مصر، بمساعدة من الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين، بتعزيز الحدود، بالإضافة إلى ذلك، أشار المسئولون إلى أن الترتيبات ستشمل بناء جدار تحت الأرض على طول ممر فيلادلفيا للقضاء على تهديد الأنفاق.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مسئولين معنيين بالمفاوضات ذكروا أن انسحابًا جزئيًا من ممر فيلادلفيا كان مقترحًا خلال المفاوضات، وتحديدًا في المحادثات التي أجراها مدير الشاباك رونين بار في مصر.
كما ذكرت الصحيفة، نقلًا عن مسئول آخر، يشارك أيضًا في المفاوضات، قوله: إن "إسرائيل" لم تناقش مسألة ممر فيلادلفيا ولم تتناول مسألة احتفاظ "إسرائيل" بالسيطرة على معبر رفح.
وممر فيلادلفيا هو منطقة عازلة عبارة عن شريط ضيق أنشأه جيش الاحتلال خلال احتلاله الثاني لقطاع غزة (1967-2005). وهذه المنطقة العازلة يبلغ اليوم عرضها مئة متر على الأقل، وأكثر من ذلك في بعض الأماكن، وتمتدّ بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر والبالغة 14 كيلومترًا.
أما معبر رفح فهو نقطة الدخول البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة وصلة الوصل البرية الوحيدة بين القطاع ودولة أخرى غير إسرائيل.
والمعبر مغلق منذ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية في السابع من مايو هجومًا بريًا كبيرًا على مدينة رفح الجنوبية، التي لجأ إليها معظم سكان غزة في بداية الحرب.
مخططات الاحتلال بشأن معبر رفح
وتتمسك مصر بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من "معبر رفح" وممر فيلادلفيا، كشرط لـ"استئناف تدفق المساعدات" عبر معبر رفح إلى القطاع، الذي يشهد حربًا طاحنة منذ السابع من أكتوبر.
وزعم نتنياهو في خطاب تليفزيوني مقتضب، الخميس، أن السيطرة على ممر فيلادلفيا هي جزء من الجهود المبذولة لمنع "تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو قرر تشديد موقفه، على الرغم من موافقته في السابق على سحب جميع القوات العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة في المرحلة الثانية من الصفقة.
ورجحت وسائل الإعلام أن يكون وقف إطلاق النار في غزة واتفاق إعادة المحتجزين الإسرائيليين في متناول اليد ويمكن التوصل إليه خلال أسبوعين، لكن نتنياهو يعرقل التوصل إلى اتفاق.