3 أعوام كاملة قضتها الحكومة في تجهيز المواقع التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها من فلسطين إلى مصر مرورًا بـ25 موقع في عدة محافظات، بعد اعتماد الفاتيكان لمسار العائلة في مصر فى نهاية عام 2017.

وتُجري وزارة التنمية المحلية الآن التجهيز لاحتفالية دولية لإطلاق مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، بعد توفير 448 مليون جنيه من خطتها الاستثمارية لإقامة بعض المشروعات؛ ومنها البنية التحتية وبعض الطرق والكبار وأعمال التطوير للمناطق التى يمر بها المسار، وتوفير تلك المبالغ بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية.

وتستعرض الدستور، القصة الكاملة لتطوير مسار العائلة المقدسة قبل افتتاحه.

يعد مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات القومية التى تشرف نفذتها الحكومة تحت متابعة دقيقة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتنسيق بين وزارة السياحة والآثار، ولجنة عليا موسعة أعضاء مجلس النواب والكنيسة وممثلى المحافظات الثمانية، التى يقع فى نطاقها النقاط الـ25 للمسار، وهى القاهرة والبحيرة والشرقية وكفر الشيخ والمنيا وأسيوط والغربية وشمال سيناء.

وقامت اللجنة بإعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية الموجودة على مسار رحلة العائلة المقدسة، وبعدها تم وضع المسار على قائمة التراث اللامادى لمنظمة اليونسكو في عام 2018.

ـ مسار العائلة المقدسة

25 موقعا في عدة محافظات هم برنامج وتبدأ من الفرما إلى تل بسطة حتى مسطرد ثم إلى سخا وبعدها وادي النطرون الذي يحتوي على 4 أديرة (دير الأنبا بيشوي ودير السيدة العذراء ودير البراموس ودير القديس أبو مقار).

ويتابع المسار طريقه إلى المطرية في القاهرة حيث توجد شجرة مريم وكنيسة السيدة العذراء بالزيتون وكنيسة ابو سرجة (أقدم كنيسة في القاهرة) التي مكثت فيها العائلة المقدسة في رحلتي الذهاب والعودة والموجود فيه البئر الذي شربت منه العائلة المقدسة، وتتجه بعد ذلك المسيرة إلى مجمع الأديان في القاهرة الذي يشمل كنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص والمعبد اليهودي، وبعدها إلى كنيسة المعادي ثم إلى البهنسا وصولا إلى كنيسة جبل الطير الأثرية التي تحتوي على المغارة المقدسة.

ويكمل مسار العائلة المقدسة الرحلة إلى دير المحروق بأسيوط حيث أول كنيسة شيدت في مصر (تحقيقا للنبوءة المذكورة في سفر أشعيا)، حيث أقامت العائلة المقدسة لأكثر من 6 أشهر وبعدها إلى جبل درنكة أو مغارته التي تضم مجموعة من الأيقونات.

وتعد "رحلة العائلة المقدسة"، رحلة هامة قدمت فيها العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر العريش في سيناء، ووصلت إلى بابليون ثم اتجهت نحو الصعيد جنوبي البلاد واختبأت هناك فترة، ثم عادت العائلة المقدسة إلى فلسطين مرورا بوادي النطرون واجتازت دلتا النيل مواصلة طريقها عبر سيناء.

ـ أول رحلة حج رسمية

في يونيه 201، استقبلت مصر أول رحلة حج مسيحي لمسار العائلة المقدسة قادمة من إيطاليا بعد ما يقرب من ستة أشهر فقط من إقرار بابا الفاتيكان فرنسيس مصر ضمن رحلات حج المسيحيين الكاثوليك ومباركته لأيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة، وكانت هذه الزيارة للوفد الإيطالي برئاسة ممثلين عن الفاتيكان أول زيارة حج رسمية وثالث زيارة للحج الديني في مصر بعد زيارتي وفدي الفلبين والهند.

واتجهت أول رحلة حج رسمية إلى وادي النطرون والتي تعد واحدة من أهم محطات "رحلة العائلة المقدسة"، التي بقي فيها السيد المسيح والسيدة العذراء فترة طويلة أثناء رحلتهم داخل مصر.

ـ أعمال التطوير

شملت أعمال تطوير مسار العائلة المقدسة، أعمال رصف العديد من الطرق وتطوير المناطق المحيطة بنقاط مسار العائلة المقدسة في عدد من المحافظات، وتجهيز الاستراحات وطلاء وجهات العقارات والتشجير واللوحات الإرشادية على الطرق المؤدية للمسار.

وفي منطقتي المعادي ومصر القديمة تمثلت أعمال التطوير في وضع 164 نخلة أمام مدخل سوق الفسطاط وشارع الإمامين وإمام مسجد عمرو بن العاص، وإعادة رصف الشوارع المحيطة بالكنيسة بالمعادي وإعادة تجهيز أرصفة المشاة بالمسارات الداخلية للمنطقة بداية من طريق الخيالة حتى مسجد عمرو بن العاص، وتنفيذ بعض أعمال التطوير لمنطقة مصر القديمة، وإزالة أكبر مقلب قمامة لقطاع غرب القاهرة وتحويله إلى حديقة مفتوحة يتم تطويرها لتصبح ممرا سياحيا بين مجمع الأديان ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة، والانتهاء من تقديم المقايسات الخاصة بالمرسى ونقاط الخدمة التي تخدم السائحين.