أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مفاوضات الهدنة الأخيرة ومحاولات وقف إطلاق النار في غزة، كشفت خطط رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السرية بشأن جديته في هذه المفاوضات، وموقف حركة حماس وزعيمها الجديد يحيى السنوار النهائي منها.
ضغوط الوسطاء تكشف أكاذيب نتنياهو في المفاوضات
وتابعت الصحيفة أن الضغط الجديد الذي تمارسه مصر وقطر والولايات المتحدة واقتراحها للخروج من المأزق من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع الحالي والدعوة للقمة، وضع إسرائيل في موقف حرج، حيث طالبت الدول الثلاثة كلًا من إسرائيل وحماس بضرورة الرد بشكل حاسم على الاتفاق الموجود على الطاولة.
وأضافت أن الوسطاء العرب يدركون جيدًا أن يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، يريد وقف هذه الحرب، ولكن بالنسبة لإسرائيل فالجميع يعلم، وخصوصًا المسئولين الأمنيين في دولة الاحتلال، أن نتنياهو سيعمل على عرقلة الصفقة مرة أخرى، ويقولون إن نتنياهو أصبح مدمنًا على الحرب ولن يوافق على إنهائها قبل موت السنوار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يُنظر إلى القمة على أنها فرصة أخيرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ليس فقط في غزة، وإنما هي بمثابة مسار لمنع حرب إقليمية، ومن المقرر أن يصل كبار المسئولين الأمريكيين إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع الحالي، في محاولة لحل القضايا العالقة قبل القمة المقرر عقدها يوم الخميس.
وأضافت أنه قبل انطلاق القمة، لا يخفى على أحد أن الوسطاء سئموا من نتنياهو، حتى وإن لم يعبروا عن هذا علنًا، فهم يدركون جيدًا ورطته السياسية، ولكنهم يعلمون أيضًا أنه يخدعهم ولا يريد حقًا التوصل إلى اتفاق.
ويقول الوسطاء إن نتنياهو يتعمد تأخير رد إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بالسيطرة على الحدود بين غزة ومصر وممر فيلادلفيا، ويعتبرون عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل لكبار أعضاء حماس وحزب الله خطرًا على الاستقرار الإقليمي.
لوسطاء يصابون بالإحباط بسبب موقف إسرائيل من مفاوضات غزة
وأضافت الصحيفة أن الوسطاء أصيبوا بالإحباط الشديد إزاء رد إسرائيل الذي قدمه رئيس الموساد ديفيد برنياع في وقت سابق من هذا الشهر، لدرجة أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء تقديمه إلى حماس، كما كشفت المعلومات الاستخباراتية أن السنوار يرغب الآن في وقف الحرب كما ظهرت عليه علامات الضيق من اللامبالاة العالمية تجاه الوضع في غزة والذي كان في البداية يثير الغضب في الغرب.
وتابعت الصحيفة أنه تمت إدانة قصف المدرسة في غزة يوم السبت، حيث استشهد نحو 100 شخص، في جميع أنحاء العالم، حيث انتشرت صور مروعة لأشلاء المدنيين والأطفال.
وفي السياق نفسه، زعم حلفاء نتنياهو أنه مستعد لإبرام صفقة، ويقولون إنه يعلم أن الاتفاق على شروط وقف إطلاق النار من شأنه أن ينهي ائتلافه، ولكنه تقبل ذلك، وهم يعتقدون أن الإفراج عن بعض المحتجزين واستئناف حربه على غزة من شأنه أن يخدم مصالحه السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تم التوصل إلى صفقة، فقد لا يتمكن شركاؤه اليمينيون المتطرفون في الائتلاف، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، من إسقاط الحكومة، وهذه هي لحظة الحقيقة بالنسبة لنتنياهو، ولكن قبل كل شيء بالنسبة للمحتجزين في غزة.