
في إطار زيارته إلى جمهورية مصر العربية للمشاركة في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، ألقى الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، محاضرة في معهد الدراسات القبطية في القاهرة، بعنوان "الكنيسة والبحث العلمي".
وشارك في المحاضرة، كل من الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور جرجس صالح، الأمين العام المشارك القس الدكتور رفعت فكري، القمص بولا عطية وكيل الاكليريكية اللاهوتيّة في الفيوم، وعميد معهد الدراسات القبطية الدكتور إسحاق عجبان، وكيل معهد الدراسات القبطية الدكتور عادل فخري، مسؤولة الإعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والاعلامية في مجلس كنائس الشرق الأوسط ليا عادل معماري، وطلاب قسمي العلاقات الكنسية والمسكونية واللاهوتية في المعهد وآباء كهنة.
بداية، رحب الدكتور إسحق عجبان بالدكتور ميشال عبس، واصفًا إياه بالقامة الفكرية المثقفة المنفتحة التي تغني المعهد وتصقل طلابه بالقيم والمعرفة.
وقدم الدكتور جرجس صالح، الأمين العام الفخري، الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، مستعرضًا أبرز محطات سيرته الذاتية التي تخط طريق من القيم والمنارة العلمية التي لا حدود لها.
وبعد ذلك، تحدث البروفسور ميشال عبس بإسهاب عن موضوع الكنيسة والبحث العلمي وأبرز ما جاء في محاضرته: “كل كيان إنساني أو اجتماعي يفتقر الى الأبحاث يقع في الفوضى والبلبلة لأن التحولات الاجتماعية والتكنولوجية الضاغطة تطرح تحديات على كل كيان على وجه الأرض، بالمعنى السوسيولوجي، الكنيسة مجتمع له ديناميات المجتمعات وسائر خصائصها من ناحية التغير او حتى التحول وعلينا ان نتعامل معها على هذه الأساس لذلك لا بد من التعامل مع الكنيسة ومؤسساتها حسب منطق الإدارة الحديثة من حيث التنظيم الى البحث عن الفاعلية، إلى ما هناك من متطلبات العمل الإداري والقيادي".
وأضاف عبس: “كل قرار أو تدبير أو سياسة عمل كنسية لا تستند الى بحث علمي ومعطيات علمية، أو استقصاء بسيط في الحد الأدنى، قد يكون مرتجلا ولا يؤتي ثمارا، لذلك، من اجل حسن إدارة شؤونها لا بد من الإحاطة بجميع دينامياتها، توخيا للأمور التالية: 1- تجويد الأداء الإداري لمؤسساتها على أنواعها، 2- منع أو استباق نشوء الظواهر الخطرة في كنفها، 3- استشراف مستقبل أجيالها ومؤسساتها”.
وتابع: “هذه الأمور لا يمكن أن تحصل لا بالتخمين، ولا بالتمني، ولا بالارتجال، من هنا ضرورة البحث العلمي في كنف الكنيسة، لمن يظن أن بين الدين والإيمان من جهة والبحث العلمي من جهة أخرى تناقض نقول: أن أول الذين بحثوا عن أسس الوجود كانوا من المؤمنين الذين يبحثون عن الخالق في خليقته، لقد كان هؤلاء أيضًا متحفّزين بالإيمان، وكانوا على يقين أن العلم لا يتعارض مع الدين، وكانوا يعملون لتمجيد الله، مؤمنين بأن دراسة العالم والطبيعة علميًا هي وسيلة للتعمق في فهم عظمة الخالق".
وتفاعل الطلاب مع المحاضرة وأصغوا بإمعان الى الشرح المستفيض وطرحوا عدة تساؤلات على البروفسور ميشال عبس، وفي ختام المحاضرة، قدم الدكتور إسحاق عجبان، شهادة تقدير إلى البروفسور، موقعة من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني، وعملة وطنية بمناسبة مرور ٧٠ عاما على تأسيس معهد الدراسات القبطية، وكتاب مقدس للمناسبة نفسها وصور تخط الحضارة القبطية، كما قدم الدكتور إسحاق عجبان هدايا تقديرية لوفد المجلس وللقمص بولا عطية.
تجدر الإشارة، إلى أن معهد الدراسات القبطية هو معهد اكاديمي علمي وتعليمي متخصص في دراسة جوانب الحضارة والتراث والثقافة القبطية، بكل ما تشمله من فكر ولاهوت، ولغة وأدب، وتاريخ ومجتمع، وفن وموسيقى وعمارة.
ويشمل على ثلاثة عشر قسمًا تندرج في ثلاث مجموعات هي: مجموعة أقسام العلوم الكنسية وتشمل: قسم العلوم اللاهوتية، وقسم اللغة القبطية، وقسم الألحان والموسيقى القبطية، قسم القانون الكنسي، وقسم العلاقات الكنسية والمسكونية، أما مجموعة أقسام التراث القبطي فتتضمن: قسم الفن القبطي، وقسم الآثار القبطية، وقسم العمارة القبطية، وقسم التراث الشرقي المسيحي.
في حين تتكون مجموعة أقسام العلوم الإنسانية من: قسم التاريخ القبطي، وقسم الاجتماع والتربية، وقسم الدراسات الإفريقي، وقسم الدراسات الإعلامية.