قال العميد دكتور يحيى الزنط، مدرس أمن المعلومات بأكاديمية الشرطة، اليوم، إن مصر سباقة في مفهوم الأمن الشامل، وأن وزارة الداخلية كان لها السبق في التصدي للتهديدات الأمنية التي يفرضها الواقع التكنولوجي، بما تملكه من استراتيجيات واضحة وسياسات أمنية متكاملة، انتقلت من خلالها من مفهوم أمن الوسائل التقليدي إلى أمن الأهداف الأمنية الاستراتيجية الذي يضمن تحقيق الأمن القومي للدولة، ويحمي سيادتها، بما يضمن أمن واستقرار المجتمع ويدعم جهده وآماله نحو تحقيق التنمية المستدامة، التي بلورتها رؤية القيادة السياسية «مصر 2030»، وبما يضمن حماية حقوق المواطن المصري الدستورية والقانونية، ويصون كرامته الإنسانية.
الإجراءات القانونية والجهود التشريعية لمواجهة الشائعات
وجاء ذلك خلال استعراض وزارة الشباب والرياضة، الإجراءات القانونية والجهود التشريعية لمواجهة الشائعات على هامش انعقاد الجلسة الثالثة للملتقى الشبابي الأول لمواجهة الشائعات وتأثيرها على الأمن القومي، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي يحمل شعار «نحو إعادة بناء الوعي وتشكيل الشخصية تصدوا معنا»، بحضور العميد دكتور يحيي الزنط، مدرس أمن المعلومات ومكافحة الجريمة المعلوماتية بأكاديمية الشرطة، والمستشار محمد سمير المتحدث الرسمي باسم النيابة الإدارية.
مصر تواجه حرب وجود
واستلهم «الزنط» في حديثه، مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية في عام 2015، إن ما تواجهه الأمة والعربية ومصر في عصرنا الحالي هو حرب وجود وليست حرب حدود.
أشار إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي والمؤسسي بالأمن السيبراني على النحو الذي يدعم جهود الدولة في بناء مصر الرقمية والجمهورية الجديدة، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري، والاستثمار في الارتقاء بوعي وثقافة الكوادر البشرية، الذي يعد من أهم الأهداف الاستراتيجية الراسخة.
استخدام الإعلام الرقمي في هدم القيم المجتمعية
وأشار مدرس أمن المعلومات إلى أن الإعلام الرقمي أصبح يستخدم كسلاح للتأثير على الوعي الجمعي للمجتمعات الإنسانية المعاصرة، وأصبح أداة من أدوات حروب الجيل الخامس التي تستخدم في هدم القيم الثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع؛ ليصبح مجتمع «لا معياري»، وتنهار في المعيارية الأخلاقية والقانونية الضابطة لحركة المجتمع وسلوك أفراده.
وأضاف أنه يجب على الشباب توخي الحذر والوعي بمخاطر استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على أن هناك جرائم إلكترونية تتم عبر تلك الوسائل؛ من خلال بعض الروابط من أفراد معدومي الهوية يتواصلون مع بعض الشباب عبر الرسائل الخاصة لجلب معلومات شخصية حتى يتمكنوا من السيطرة الفكرية والإلكترونية عليهم، وابتزاز البعض في نشر الصور الخاصة بحثًا عن الأموال.
تأثير المنصات الهدامة على الشباب يهدد الهوية الثقافية المصرية
ومن جانبه، تناول المستشار محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم النيابة الإدارية، تطورات الثورة التكنولوجية الرقمية السريعة بطريقة لحظية للأخبار، وانتشارها بشكل كبير وسريع وخاصة في الأونة الأخيرة، مؤكدا انتشار ظواهر عديدة في المجتمع نتجت عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو المنصات الرقمية بشكل عام، ومنها ما يسمي بالإدمان الإلكتروني وظاهرة الإشاعات و انحصار المجتمع في دائرة إخبارية ضيقة والقرصنة الإلكترونية، بالإضافة إلى تأثير المنصات الهدامة على الشباب والمجتمع، ما يهدد الهوية الثقافية المصرية.