
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصة “فيسبوك”، خلال الساعات الأخيرة، صورًا لمجسّم استثنائي يجسّد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، صمّمه الشاب المصري كيرلس إسحق مستخدمًا أعواد الكبريت والصمغ فقط، في عمل يدوي شديد الدقة، جذب الأنظار وأثار إعجاب المتابعين.
وفي تصريح خاص لموقع “وطني”، قال كيرلس: “أنا كيرلس إسحق، أبلغ من العمر 22 عامًا، طالب في الفرقة الرابعة بقسم العمارة، كلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا”.
وأضاف: “بدأت هواية صناعة المجسمات بأعواد الكبريت قبل ثلاث سنوات تقريبًا. أول عمل نفذته كان مجسمًا لبرج إيفل، ثم انتقلت إلى تصميم مركب القراصنة، وبعده نفذت مجسمًا لطائر الطاووس. أما أحدث أعمالي فهو مجسم الكاتدرائية المرقسية”.
ويتابع الشاب الطموح حديثه قائلًا: “الكاتدرائية المرقسية ليست مجرد مبنى ديني؛ بل هي رمز تاريخي وروحي، وافتُتحت في عهد القديس البابا كيرلس السادس.
وبالأمس فقط، مرّت ستّون عامًا على وضع حجر الأساس لها، وهذا ما ألهمني أن أُجسّدها في عمل فني يليق بقيمتها”.
وعن تفاصيل التنفيذ، أوضح “كيرلس” أنه استخدم نحو ثمانية آلاف عود كبريت لصنع المجسم، وأنه استغرق شهرًا كاملًا من العمل اليومي المتواصل، لتحقيق هذه النتيجة الدقيقة.
ويصف التحديات التي واجهها قائلًا: “الأجزاء المنحنية، مثل القبة، كانت من بين الأصعب، إلى جانب توزيع الإضاءة الداخلية بالشكل المناسب. لكنها تحديات ممتعة بالنسبة لي، لأنها تدفعني نحو إتقان التفاصيل”.
وأشار إلى أن جميع الأجزاء تم تنفيذها يدويًا دون أي تدخل خارجي: “كل تفصيلة في المجسم قمت بتنفيذها بيدي، من البداية إلى النهاية”.
وعند سؤاله عن مشاريعه المقبلة، قال ببساطة وصدق: “لا يوجد مشروع محدد في ذهني حاليًا، لكنني واثق أن الخطوة القادمة ستكون أكثر تميزًا”.
وتزامناً مع وضع حجر الأساس للكاتدرائية ،فما فعله كيرلس إسحق يتجاوز مجرد شغف فني؛ إنه يعكس روحًا مصرية شابة تؤمن بالإبداع والإتقان والارتباط العميق بالتراث،وفي زمن تسوده السرعة والاختزال، جاء مجسّمه ليعيد الاعتبار لفن الصبر، وجمال التفاصيل، وقيمة ما يُصنع باليد والعين والقلب معًا.
ukbt9s
wk6td1