
بلومبرج:
نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين السعودية وأمريكا
نيويورك تايمز:
ترامب حريص على قطع نهج أوباما مع العرب
بن سلمان يستحسن قرار الحظر والعزل الحدودي.. ويبدي أسفه على شيء واحد في المملكة
أكد أحد كبار مستشاري ولي لي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نجاح لقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، واصفا قمتهما بـنقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين بعد أن مرت بفترة من تباعد النظر في العديد من الملفات، إلا أن اللقاء أعاد الأمور لمسارها الصحيح.
ووفقا لتقرير وكالة بلومبرج الاقتصادية ويشكِّل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وذلك بفضل الفهم الكبير للرئيس "ترامب" لأهمية العلاقات بين البلدين واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة.
وأوضح أن بن سلمان بحث مع الرئيس الامريكي قضية منع دخول بعض مواطني الدول الست للولايات المتحدة الامريكية. وأعلمه مدى متابعته للموضوع من البداية، وأن بلاده لا ترى في هذا الإجراء أي استهداف للدول الإسلامية أو الدين الإسلامي، بل هو قرار سيادي لمنع دخول الإرهابيين إلى الولايات المتحدة.
وفي نفس السياق، أكد الرئيس الأمريكي احترامه الكبير للدين الإسلامي، باعتباره أحد الديانات السماوية التي جاءت بمبادئ إنسانية عظيمة تم اختطافها من قبل الجماعات المتطرفة، فيما أكد الأمير بن سلمان أن المعلومات السعودية تفيد بالفعل أن هناك مخططًا ضد الولايات المتحدة تم الإعداد له في تلك الدول بشكل سري من هذه الجماعات، مستغلين بذلك ما يظنونه ضعفًا أمنيًا فيها؛ لتنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة، معبرا عن تأييده وتفهمه لهذا الإجراء الاحترازي المهم والعاجل لحماية الولايات المتحدة من العمليات الإرهابية المتوقعة.
واضاف مستشار ولي ولي العهد السعودي أنه تمت مناقشة العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومن ذلك استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة من قبل الجانب السعودي، وفتح فرص للشركات الأمريكية التجارية بشكل كبير واستثنائي للدخول في السوق السعودي، مؤكدا أن هذا لم يكن ليتم إطلاقًا لولا جهود الرئيس ترامب في تحسين بيئة الاستثمار في أمريكا.
وتابع المستشار السعودي أن الرجل الثالث في المملكة، أكد أن الاتفاق النووي سيئ وخطير للغاية على المنطقة، وشكّل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة، وأنه لن يؤدي إلا لتأخير النظام الإيراني الراديكالي لفترة من الزمن في إنتاج سلاحه النووي، وأن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى استمرار تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أي قدرة عسكرية نووية لدولة إيران.
واستطرد أن ترامب و بن سلمان تبنيا وجهة نظر موحدة بشكل تام حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، لافتا إلى أن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية؛ بهدف وصولهم لقبلة المسلمين في مكة، مما يعطيهم الشرعية التي يفتقدونها في العالم الإسلامي، ومع أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم أجمع، وأن دعم إيران للمنظمات الإرهابية، مثل: حزب الله والقاعدة وداعش وغيرها ووقوفها في وجه أي اتفاق لحل المشكلة الفلسطينية من باب تصدير مشاكلها للخارج ومحاولة أخرى لكسب الشرعية التي تفتقدها بين المسلمين.
وقال المستشار السعودي، إن الجانبين أبديا اتفاقًا على أهمية التغيير الكبير الذي يقوده ترامب في أمريكا، وتزامن ذلك التغيير في السعودية عبر رؤية المملكة 2030
وعن الإرهاب في المنطقة العربية و الذي يهدد العالم بأسره، قال مستشار ولي ولي، إن الجانبين اتفقا على أن حملات التجنيد التي تنفذها بعض الجماعات الإرهابية في المملكة للمواطنين السعوديين؛ تهدف لكسب الشرعية لهذه التنظيمات، على اعتبار مكانة السعودية الرائدة في العالم الإسلامي؛ لكونها مهبط الوحي وأرض الحرمين وقبلة المسلمين، وما يمثله ذلك من شرعية لا منافس لها.
وكشف عن ان إيران تسعى إلى ضرب العلاقات الاستراتيجية السعودية مع الولايات المتحدة بصفة خاصة، وباقي دول العالم عموما، مستشهدا على ذلك بحادث 11 سبتمبر والذي خطط له قائد تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، والذي قال عنه نائبه أيمن الظواهري في خطاب تأبينه بأنه كان من جماعة الإخوان، منذ أن كان طالبًا في الجامعة، وأن الظواهري نفسه كان عضوًا بارزا في التنظيم، وأن تأجيل بن لادن العمليات الإرهابية ضد امريكا لأكثر من مرة؛ كان هدفه جمع أكبر عدد ممكن من السعوديين لأداء العمليات؛ بهدف ضرب العلاقات بين البلدين.
كما أوضح المستشار السعودي أن الجانبين تناقشا حول تجربة المملكة إقامة سياج عازل بين السعودية والعراق، وأن ذلك أدى لعدم تسلل أي شخص أو أي عملية تهريب منذ أن تم تشييده.
وأبدى ولي ولي العهد السعودي أسفه لتاخر تطبيق هذه التجربة في الحدود السعودية مع اليمن، موضحًا أن نجاح التجربة على الحدود الشمالية سيعجل بشكل كبير تطبيقها على الجنوب شيء فعال، مشيدا بنفس السياسة التي تنتهجها واشنطن منذ بدء عهد ترامب ببدء بناء الجدار العازل في الجنوب على الحدود المشتركة مع المكسيك.
واختتم المستشار السعودي، قائلا: إن بن سلمان أبدى ارتياحه بعد اللقاء بالموقف الإيجابي والتوضيحات التي سمعها من الرئيس الامريكي بشأن موقفه من الإسلام، مؤكدًا أن ترامب لديه نية جادة وغير مسبوقة للعمل مع العالم الإسلامي وتحقيق مصالحة بشكل كبير، وأنه يرى أنه صديق حقيقي للمسلمين، يخدم العالم الإسلامي بشكل غير متصور، وذلك على عكس الصورة النمطية السلبية التي حاول البعض ترويجها عنه، سواء كان ذلك عبر نشر تصريحات غير منصفة ومقتطعة من سياقها له، أو عبر التفسيرات والتحليلات الإعلامية غير الواقعية عنه.
وختم المصدر بتعليق أن التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي اليوم سيكون في أعلى مستوى له، وأن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة المقبلة.
وعلى الجانب الآخر تعرض صحيفة نيويورك تايمز لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اللقاء، حيث قالت إن الرئيس الأمريكي حريص على قطع نهج سلفه مع العرب والشرق الأوسط، إذ يرى في الامير السعودي محمد بن سلمان أنه شاب طموح ومناور جيد يسعى من أجل تحقيق تأثير ونفوذ في مملكته.
وتضيف أن كلا الجانبين يريا في الآخر حليفا حاسما على مستوى مجموعة متنوعة من القضايا الملحة.
ولم يتحدث الرئيس الامريكي ولا ضيفه مع الصحفيين وهما يتصافحان في المكتب البيضاوي، أو في وقت لاحق، عندما أخذوا مقاعدهم على مأدبة الغداء التي كانت في غرفة الطعام مع كبار مساعديهما.