أولياء أمور يخشون استمرار الأبحاث.. وأستاذ مناهج: ده أسلوب دول متقدمة
01.10.2020 05:41
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
أولياء أمور يخشون استمرار الأبحاث.. وأستاذ مناهج: ده أسلوب دول متقدمة
حجم الخط
الوطن

عادت حالة التخوف إلى أولياء الأمور، بعد تصريح تلفزيوني للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بشأن إعادة استخدام الأبحاث مرة أخرى في العام الدراسي الجديد، كإحدى وسائل تقييم الطالب في السنة الدراسية، نظرًا لعدم تدريب أبنائهم عليها بصورة كاملة العام الماضي، فضلا عن ظهور "بيزنس بيع الأبحاث"، في الوقت الذي يرى فيه متخصصون أنّ الطريقة ضمن طرق تقييم الطلاب في المدارس تتسق مع ما تفعله الدول المتقدمة.

فاطمة فتحي، ولي أمر، تقول إنّ طريقة اعتماد الأبحاث في تقييم الطلاب التي جرى تطبيقها للمرة الأولى العام الماضي لم تكن سيئة من وجهة نظرها من حيث الفكرة، نظرًا لاعتمادها في العديد من الدول، إلا أنّها ترى بعض المشكلات التي كانت موجودة، ما جعل الاستفادة من تطبيقها محدود.

وأضافت فتحي، لـ"الوطن": "الأبحاث السنة اللي فاتت محدش عرف يعملها، والطلاب عملوها يا إما بمساعدة أولياء أمورهم أو اشتروها ودي النسبة الأكبر، ورغم كده الكل اتساوى".

فاطمة: ابني مستفادش منها حاجة السنة اللي فاتت لأن أنا اللي ساعدته فيها

ترى فاطمة أنّ طريقة اعتماد الأبحاث كوسيلة لتقييم الطالب لا زالت مبهمة بالنسبة لكثير من أولياء الأمور، ما يثير تخوفها من تطبيقها العام الجديد في ظل قلة حضور الطلاب في المدارس بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

"ابني مستفادش منها حاجة السنة اللي فاتت لأني ساعدته فيها، وأنا أسلوبي مش تربوي، بعكس لما يكون دي حاجة متعودين عليها وبيحاول يعملها مع المدرس". قالت فاطمة، مطالبة بتدريب الطلاب على الأبحاث جيدا، للاستفادة منها، وهو الأمر الذي تشكك في أن يتم تنفيذه هذا العام.

مؤسس "ائتلاف أولياء أمور مصر": يجب تدريب الطلاب على إعداد الأبحاث في المدرسة أمام المعلمين 

داليا الحزاوي، مؤسس جروب ائتلاف أولياء أمور مصر، تقول إنّ قرار وزارة التربية والتعليم العام الماضي في ظل أزمة كورونا بالاكتفاء بالأبحاث كبديل للامتحانات، كان صائبًا من وجهة نظرها لتخطي الأزمة، رغم ظهور ما أطلقت عليه "بيزنس الأبحاث" الذي كان يباع لولي الأمر من خلال المكتبات أو المعلمين أنفسهم، إلا أنّ الأمر في النهاية كان ضروريًا ومناسبًا للأزمة.

وتضيف الحزاوي: "إذا كانت وزارة التربية والتعليم ترى أنّ طريقة اعتماد الأبحاث كوسيلة من وسائل التقييم على قدر من الأهمية بالنسبة للطالب، فمن المهم تدريب الطلاب على إعداد الأبحاث داخل المدرسة أمام المعلمين وتحت إشرافهم، لتحقيق الأهداف المرجوة من البحث، وكي تضمن الوزارة أنّ الطالب هو من أعد البحث بنفسه.

وأوضح أنّ "الأبحاث" من وجهة نظرها يمكن اعتمادها كطريقة تقييم حتى انتهاء أزمة كورونا، على أن يعاد النظر في أمرها بعد انتهاء الأزمة.

أستاذ مناهج: الأبحاث أسلوب الدول المتقدمة.. وفوائده التعليمية للطالب كثيرة

من جانبه، يقول الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إنّ الامتحانات قبل عصر كورونا، كانت تتم من خلال ورقة أسئلة تُقدم للطلاب، ثم يتم تصحيحها بعد ذلك، وفي النظام الجديد أيضًا هناك أسئلة وتدريبات وأنشطة ينفذها الطلاب ويُكلفون بعملها في المنزل ويتم تقييمهم عليها.

وأوضح أستاذ المناهج في جامعة عين شمس، أنّه يوجد شكل آخر من أشكال تقييم الطالب، موجودة في الدول المتقدمة مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا، ويتمثل في أنّ الطالب ينفذ بحثا مصغرا وبسيطا، يكون له مجموعة من العناصر، ممثلة في العنوان والمقدمة وعدد من النقاط والخاتمة، على أن يظهر الطالب رأيه في كل نقطة.

وتابع أنّ البحث لا يكون في مادة واحدة، لكنه يدمج أكثر من مادة، ما يظهر قدرة الطالب على الكتابة السليمة واستخدام القواعد اللغوية وتنظيم المعلومات وربطها وتفسيرها وإبداء الرأي فيها، وكل هذه مهارات عقلية تنعكس على الطالب في هذا البحث الصغير.

وأضاف شحاتة: "لا شك أنّ اعتماد الأبحاث كشكل من أشكال التقويم إلى جانب الامتحانات والأنشطة والتطبيقات والأسئلة، أمر في غاية الأهمية، نظرًا لما تعود به من فوائد تعليمية كثيرة على الطالب"، موضحا أنّها مهارات عقلية عليا يجب أن يتدرب عليها الطالب، لأن معظم أنشطة الجامعة فيما بعد تقوم على عمل الأبحاث.

ولفت إلى أنّ البحث أشبه بتقرير بحثي وليس علميا، وبالتالي لا يجب أن يلجأ الطلاب لشرائه من المكتبات كما انتشر في العام الماضي، لأن هذا الأمر يضر الطالب نفسه في المراحل المتقدمة، خاصة وأنّ أسئلة امتحان الثانوية العامة تقوم على القدرات العقلية العليا، وهو الدور الذي يقع على عاتق أولياء الأمور أولا، ثم المحافظين بأن يتعاملوا مع هذا الأمر كتعاملهم مع سناتر الدروس الخصوصية، بإغلاق الأماكن التي تبيعها.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.