
قال عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السودانية، إنه منذ بداية هذه الحرب تحدث الجميع عن عدة سيناريوهات يمكن أن تفضي إليها هذه الحرب لو استمرت أكثر مما عليها، وقد تحدث عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة وقال إن السودان مهدد بحرب أهلية قد تؤدي إلى تفتته، وهذا واحد من السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تنتج من هذه الحرب إذا استمرت ما عليه الآن.
وأضاف ميرغني، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: صحيح أن الدعوات تحشيد المواطنين وتسليحهم التي تجري هذه الأيام هي رد فعل لاجتياح قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة ومدينة ود مدني والخوف من الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون بصورة مباشرة نتيجة أنهم يواجهون بأيدٍ بيضاء قوات تحمل السلاح والتي قد تهدد إنسانيتهم.
محاولات لاستخدام نفس أسلوب العنف
وتابع ميرغني: “الآن هناك محاولة لاستخدام نفس الأسلوب التي تتبعه قوات الدعم السريع، وهو التحشيد، لأن قوات الدعم السريع تقوم أيضا بتحشيد من بعض المناطق داخل وخارج السودان، ولكن من المؤكد أن هذا الأسلوب خطر للغاية وليس مضمون العواقب، لأن توزيع السلاح على المدنيين وتجييشهم فيه احتمالات كبيرة لاندلاع حرب أهلية على مستوى السودان، ولأن هذا التجهيز والتحشيد أحيانا فيه الكثير من الدعوات القبلية التي تستنهض الحمية القبيلة، ويمكن أن تصبح وقودا لنار تشتعل كما حدث في بعض الدول مثل رواندا”.
فيما أكد ميرغني أن هذه الدعوة الآن وبالطريقة التي تتم وبالسرعة والاتساع لنطاقها لا تشكل عملا محمودا تقوم به الدولة بل فيه كثير جدا من رد الفعل والمخاطر التي تؤدي إلى أحداث كثيرة في الدولة السودانية وسيكون فيه صعوبة حتى لو انتهت هذه الحرب في جمع هذا السلاح من أيدٍ لأيدٍ، بما يوفر مزيد من الحيثيات والفرص لانتشار بعض العنف حتى بعد نهاية الحرب، الأفضل أن تسند مهمة القتال للجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى التي تظل تسانده وأن يظل المواطن بعيد عن هذه الحرب حتى لا يتعرض المشاق التي يمكن أن تؤدي إلى تمددها بصورة شعبيها وتصبح حرب أهلية قد تفتت البلاد بصورة كبيرة.