
صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، اليوم الأحد الموافق 9 مارس الجاري، الأحد الثاني للصوم الكبير، أحد التجربة، القداس الإلهي في كنيسة مار مينا كينجستون St. Mina Church, Kingston, Ontario في إقليم أونتاريو، في إطار زيارات نيافته الرعوية لافتقاد شعب الإيبارشية، خلال فترة الصوم الكبير المبارك، ويعقبه زيارة نيافته لأقاليم شرق كندا الأطلسية علي المحيط الأطلنطي. وشارك في خدمة القداس الإلهي أبونا القس إبراهيم عازر كاهن الكنيسة، وأبونا تادرس المصري من كنيسة السيدة العذراء في بروسار مونتريال.
وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” خلال عظته عقب قراءة الإنجيل المقدي: هذا هو الأحد الثاني من رحلة الصوم الكبير، والكنيسة علمتنا أن هناك ترتيب معين لأسابيع الصوم الكبير. وتركز قراءات كل أسبوع علي احتياجات وطبيعة مراحل رحلة الصوم الكبير. وكان الأحد الأول، هو أحد الكنوز، والكنيسة تعلمنا هل كنزك أرضي معرض للفساد؟ أم أن كنزك في السماء، يمهد لك للحياة الأبدية، حيث لا يصدأ ولا يفسد.
أضاف نيافته: اليوم هو الأحد الثاني، أحد التجربة، والسيد المسيح نفسه جرب 3 مرات علي الجبل. وفي اللغة العربية تجربة يقابلها كلمتين Trial and Temptation، Trial هي كلمة إيجابية حيث يساعدنا الله أن نقوم بأمر ما يقويك. وهذا مختلف تماما التجربة Temptation التي تعني السيطرة والهيمنة والسلطة عليك. وقد تم تجربة الرب عن طريق 3 صور، أول مرة عن طريق تجربة الحاجة، حيث حاول الشيطان أن يجربه قائلا: إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا. فأجاب الرب يسوع وقال: مكتب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، حيث صام أربعين يوما وكان جائعا، وهي حاجة طبيعية الجوع، وحاول الشيطان أن يجربه بأن يحول الحجر إلي خبز.
لكن السؤال، الله القوي، لماذا يتركني في التجربة، الخبر علي هذه الأرض مهم، ولكنه ليس الحياة الحقيقية الابدية بالنسبة للمسيحية. خبر الحياة هو كلمة الله المقدسة في الكتاب المقدسة، مهم أن يكون غذاءك المادي المهم لجسدك، مرتبطا بغذائك الروحي المرتبط بحياتك الأبدية.
هل أنت عبد للشيطان وملذات الحياة؟ أم أن قلبك مرتبك بكلمة الله الحية والروحانيات؟
أشار نيافته: أما التجربة الثانية، عندما أوقفه علي جناح الهيكل، وقال له إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلي أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلي أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. هنا قال له يسوع: مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك. هنا نذكر أن السيد المسيح له المجد صنع الكثير من المعجزات، حيث مشي علي المياه، وبارك السمكتين وخمس خبزات التي أكل منهم الألاف وفاض منهم الكثير، وغيرها من المعجزات، التي لم يؤمنوا بها. جاء يسوع من عائلة فقيرة، وولد في مزود للبقر، ورغم كل هذا كان يتمتع بحكمة إلهية، ولذا قال للشيطان: لا تجرب الرب إلهك.
وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: أما التجربة الثالثة عندما أراه الشيطان جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أعطيك هذه جميعها، إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان لأنه مكتوب، للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. هنا مهم أن تسأل نفسك سؤالا، هل تعبد الشيطان؟ ستكون اجابتك بالطبع “لا”. لكن إذا كان قلبك مرتبك بالأرضيات من شهوة ومال ونفوذ ..فإن هنا تعبد الشيطان؟ مهم أن يكون قلبك مرتبط بكلمة الله الحية. الله خلق لنا كل الملذات حولنا مثل المال وغيرها لنستمتع بها، ولكن ليس لنرتبط بها وندور في فلكها. إن الله يعرف احتياجاتنا، والله هو احتياجنا الحقيقي الذي يجب أن نجاهد لاشباعه الارتباط به والحياه معه، حتي لا يدور وجهه عنا، عن طريق الصلاة والصوم والميطانيا، التي تعني التوبة وتغيير الفكر والذهن من الفكر الشرير إلي الفكر المرتبط بالحياة الأبدية مع الله عن طريق الصوم والصلاة وتغيير الحياة بالكامل نحو الأفضل.
والكنيسة خلال رحلة الصوم الكبير، في هذا الأحد، ترتب هذه القراءات لتشجعنا علي الاستعداد لحياة القيامة مع السيد المسيح له المجد.
y7an8l