شاب ثلاثيني انضم لكتيبة الشهداء، حفر اسمه بذهب.. تخرج من كلية التجارة وتفرغ لخدمة كنيسة المنطقة، كان ينتظر فرحة عمره بلهفة شديدة، ويحضر حفل زفافه في عيد شم النسيم، إلا أن يد الإرهاب الغاشم حالت دون ذلك.
الشهيد "الشماس" عادل سليمان عبدالسيد، كان يتمنى الشهاده في سبيل الوطن كأبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل، حيث تحول منزله الكائن بشارع عامر مبروك لحالة من الحزن والآسى لفراقه، والده العجوز لم يتحمل الخبر المشؤوم بوفاة نجله الحنون فأصابته حالة انهيار شديدة، رقد على إثرها على فراش المرضن جيرانه أكدوا أنه كان مبتسمًا دمث الخلوق يعطف على الكبير ويحنو على الصغير.
التقينا بخالته وزوجها أمام منزله المتواضع وفتحت قلبها لـ"بوابة أخبار اليوم"، وقالت إن الشهيد عادل انتقلت والدته للأمجاد السماوية منذ صغره، مضيفة: "كان بمثابة ابني الذي لم أنجبه، وكان يتردد عليّ باستمرار للاطمئنان على صحتي ويقضي طلباتي".
وصرخت قائلة: "لم أصدق أن فلذة كبدي توفي ولن أراه مجددًا، فكان يضع اللمسات النهائية لعش الزوجية تمهيدًا لحفل زفافه الإثنين المقبل"، فاستطردت: "بأي ذنب قتل هذا الشباب الطيب وغيره من الأبرياء؟، لماذا اليد المرتعشة والتراخي الأمني بالمنشآت الدينية، فكان الراحل يشعر بالحزن لأنه كان دائمًا ما يتمنى ان ينال الشهادة كغيره من أبطال الجيش والشرطة".
وأضافت أن والده منذ أن سمع خبر وفاته أصابته حالة إعياء شديدة اقعدته عن الحركة ولم يردد إلا جملة واحدة: "أنت فين يا عادل عاوز أشوفك عريس يوم فرحك".
أما عن جيرانه المسلمين، فاتشحوا بالسواد حزنا على فراق ابنهم وصديقهم المخلص - على حد وصفهم، حيث قال عمرو عبد النبي جار الشهيد: "عادل صديق عمري منذ 25 عامًا طول تلك الفترة لم أشاهد منه إلا كل الخير يشاركني الأفراح والأحزان، قبل الحادث طلب مني الشهيد أن نحضر معا لشراء بعض مستلزمات الشقة لزفافه ونقلها بسيارتي وكان يوم الحادث هو المتفق عليه"، أما الحاجة سعاد والتي تسكن بالشقة المجاورة، قالت: "توليت تربية عادل مع أولادي منذ وفاة والدته، وكان يعامل الجميع معاملة طيبة لم نشاهده يتلفظ بالعيب طوال فترة إقامتنا معًا".