تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط
22.06.2025 16:44
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط
حجم الخط
وطني

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم 15 بوؤنة من الشهر القبطي الموافق 22 يونيه من الشهر الميلادي، بتذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط، وصرح الباحث ماجد كامل، ل”وكني”، قائلًا: عرفت الكنيسة

في كتب التاريخ ب”منطقة بو مينا ” ولقد اعتبرتها اليونسكو ضمن مناطق التراث الحضاري العالمي.

فبعد اكتشاف القبر وظهور العديد من قصص المعجزات منه، طلب أهالي مدينة الإسكندرية من البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة على اسم الشهيد، وبالفعل استجاب البابا لطلبهم، وتم بناء الكنيسة في عهد الملك جوفيان ( 363- 364 ).

وكانت كنيسة في غاية الجمال والفخامة، وفي عهد الملكيين أركاديوس وأوناريوس، توجه البابا ثاؤفيلس البطريرك ال 23 (385- 412 )لزيارة المنطقة فلاحظ معاناة الشعب بسبب ضيق المكان على قدر فخامته، فقرر توسيع المنطقة، وبناء كاتدرائية كبرى على اسم الشهيد.

وقام الملك أناسطاسيوس (491- 518م)، بإنشاء منازل لإضافة الزوار وإستراحات لاستقبال الجموع، ومستشفيات وأسواق…ـالخ ، حتى ذاع خبر هذه المنطقة المقدسة في جميع أنحاء العالم، فقام الدير بعمل قوارير فخارية لتوزيع المياه المقدسة من البئر المحيطة بالقبر والتي كان يعتقد أن لها قوة عظيمة على الشفاء من الأمراض، ولقد عثر عليىالكثير من هذه القوارير في متاحف ألمانيا وفرنسا وأورشليم والسودان .. إلخ.. ولكن مع بالغ الأسف بدأ الخراب يتسرب إلى هذه المنطقة تدريجيا، ففي عهد الخليفة المعتصم.

جاء مهندس بنقل رخام الكنيسة الكبرى إلى بغداد ، وتوسل إليه البابا يوساب الأول البابا ال 52 ( 831- 849 م ) أن يوقف هذا العمل ، وكان ذلك خلال عام 833م، ولكنه للأسف الشديد لم يستجب لتوسله ؛ وذهب بالرخام إلى هناك، حيث قتل هناك بعد أن سقطت إحدى أعمدة الرخام عليه. ولكن الخراب الشامل حل بالمنطقة في القرن الثالث عشر بسبب غارات البربر والبدو، وهكذا راح المزارShrine في طي النسيان ؛ولم يبق منه سوى أكوام من الرمال.

ولكن مع بداية القرن العشرين، قام العالم الألماني الشهير كارل ماريا كاوفمان ( 1872- 1951 ) ( انظر مقالتي عن حياته وأهمية اكتشافاته علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ الخميس 6 فبراير 2020 ).

 

وتحديدًا خلال الفترة من ( 1905- 1907 ) بعمل حفائر في المنطقة وقام باكتشاف قبر القديس والكنيسة التي فوقه والكنيسة الكبرى وبعض المعالم الهامة الأخرى، وتوالت زيارات العلماء الاجانب والمصريين للمنطقة بعدها، نذكر منها حفائر المتحف اليوناني الروماني خلال الفترة من ( 1925- 1929) ؛ والعالم الإنجليزي بيركنز خلال عام 1942 . كما قام الراهب المصري القمص يوحنا السبكي الأنطوني بزيارة المنطقة يوم 18 أغسطس 1945، حيث كان يتطلع لسكني المنطقة غير أن ظروف الحرب العالمية الثانية قد حالت دون ذلك ( ولقد سبقه في هذه الرغبة الراهب مينا المتوحد كما سنري ذلك بعد قليل ).

وقامت جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية بزيارة المنطقة في 15 مارس 1946 ؛ وكان يرافقها في الرحلة علماء الآثار الكبار :- الدكتور عزيز سوريال عطية ( 1898- 1988 ) والدكتور لبيب حبشي ( 1906- 1994 ) والدكتور بانوب حبشي ( 1913- 1956 ).

كما اهتم بها العالم المصري الدكتور باهور لبيب ( 1905- 1994 ) حيث ترأس يعثة من المتحف القبطي لزيارة المنطقة وعمل حفائر بها ( أحمس باهور لبيب :- الدكتور باهور لبيب عالم الآثار ؛قصة كفاح ونجاح ؛ الناشر المؤلف ؛ الطبعة الأولي 2009 ؛ صفحة 171 ؛172 ).

كما قام المتنيح الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان ( 1926- 1989 ) بتنظيم رحلة لصلاة القداس الإلهي في هذه المنطقة يوم 24 نوفمبر 1957 ؛يرافقه تسعة من رهبان الدير نذكر منهم الراهب انطونيوس السرياني ( المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد ) ، والراهب متياس السرياني ( المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا دوماديوس مطران الجيزة فيما بعد ).

غير أن كل هذه الجهود السابقة ؛ كانت مقدمة للنقلة الكبرة والعظمى في تاريخ الدير على يد البابا البطريرك القديس البابا كيرلس السادس، فلقد أرتبط قداسته بالشهيد العظيم مارمينا منذ طفولته المبكرة وتعميده في دير مارمينا الأثري بأبيار ؛ وحضوره الاحتفال السنوي بعيده في الدير .

ولقد حاول سكني المنطقة خلال عام 1943 حيث نزل إلى الإسكندرية وتقابل مع الأستاذ بانوب حبشي عالم الآثار المعروف ومؤسس جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية، غير أن مصلحة الآثار رفضت الطلب وردت عليه قائلة “نحن لا نتحمل مسئولية حمايتك في هذا المكان ” .

بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وقتها، ولكنه وبعد أن صار القمص مينا المتوحد هو البابا كيرلس السادس، قام بإعادة المحاولة ووافقت مصلحة الآثار، فقام البابا كيرلس بوضع حجر الأساس في يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959، ثم قام بوضع حجر أساس كاتدرائية دير القديس مارمينا في 24 نوفمبر 1961، وتمت رهبنة أول دفعة من سبعة رهبان بالدير خلال عام 1964 . ليتم إحياء منطقة بو مينا مرة ثانية ويتحول الدير والمنطقة كلها إلى منطقة إشعاع روحي وحضاري يطل بنوره علي العالم كله . ولقد قام المتنيح البابا شنودة الثالث ( 1923- 2012 ) بتدشين كاتدرائية الشهيد مارمينا في يوم الأحد الموافق 9 يناير 2005 .

جدير بالذكر أن منظمة اليونسكو قامت بإدراج منطقة بومينا ضمن قائمة التراث العالمي ؛ وبذلك أصبح الدير واحدا من أهم المواقع الأثرية في مصر ؛ ولقد صدر عنها كتاب بعنوان ( تراث لكل البشرية A Legacy of all ) .

ولقد ذكر السيد الدكتور خالد العناني وزير الآثار السابق في حوار خاص لجريدة الفجر نشر بتاريخ 3 مارس 2019 أن اللجنة التي شكلها السيد رئيس الجمهورية للحفاظ علي التراث يأتي علي رأس أولوياتها مشروع تطوير أبو مينا الأثري بتكلفة 35 مليون جنيه. وأضاف أن منطقة أبو مينا الاثرية مهددة بالخروج من التراث العالمي منذ عام 2001 .

ولقد أكد السيد الوزير، أن منطقة أبو مينا هي المنطقة الأثرية القبطية الوحيدة المسجلة في التراث العالمي منذ عام 1979 وهي تحمل في قائمة اليونسكو رقم 90 على مستوى العالم، والخامسة على مستوى مصر ؛ والتي تواصل جهود الوزراء لإنقاذها من المياه الجوفية، لكي يتم انقاذها والاحتفاظ بها كميراث إنساني عالمي.

وتضم المنطقة العديد من المواقع الأثرية التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، ولقد قام وفد أثري بزيارة منطقة الآثار يوم 18 مارس 2019، في إطار الاحتفال باليوم العالمي.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.