يحيي دير أبومقار بوادي النطرون، يوم الأربعاء المقبل، الذكرى السنوية الثانية لمقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير في 29 يوليو 2018، على يد أثنين من رهبان الدير تم تجريد أحداهما وتقديمهم للمحاكمة التي حكمت على الراهب المجرد "اشعياء المقاري" بالإعدام، والمؤبد للراهب "فلتاؤس المقاري".
وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إنه لن يترأس قداس الذكرى نظرا للإجراءات المتخذة من قبل المجمع المقدس للكنيسة بإغلاق الكنائس والأديرة وأيقاف الصلوات بشكل مؤقت لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، قائلا: "مش عاوزين تجمعات ولسة الأديرة والكنائس مغلقة".
وأضاف البابا، أن عدد محدود من رهبان الدير سيقيم قداس صلاة بتلك الذكرى، مشيرا إلى أنه يزور دير أبومقار كل شهرين ويلتقي مع رهبان الدير، قائلا: "بتبقى فرصة التقى معاهم وأننا نتقابل مش في قداس ولكن في اجتماع تعليمي كبير".
وكان البابا تواضروس، وضع دير أبو مقار تحت رئاسته وإشرافه منذ مقتل الأنبا إبيفانيوس، في محاولة لإعادة الأنضباط الرهباني للدير التاريخي، وترأس البابا قداس تجنيز وأربعين والذكرى السنوية الأولى للأنبا إبيفانيوس، الذي وصفه من قبله بأنه كان "مستشاره".
وخلال العامين الماضيين زار البابا تواضروس دير أبومقار 7 مرات، كان أخرهم في مايو الماضي حيث التقى خلال الزيارة، بمجمع رهبان الدير كما تفقد كنائس الدير وتبارك من أجساد القديسين الموجودة به.
واتخذت الكنائس القبطية قرارات في 21 مارس الماضي، بإيقاف القداسات في الكنائس، فيما قررت الأديرة القبطية غلق أبوابها منع الزوار وقصر القداسات على رهبان الدير، في إطار إجراءات مواجهة جائحة كورونا، إلا أن اللجنة الدائمة للمجمع المقدس أعلى سلطة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قررت في 27 يونيو الماضي بناءا على قرارات الحكومة تفويض أساقفة الإيبارشيات في قرارات الإغلاق أو الفتح التدريجي للكنائس بشرط أن لا يزيد عدد الحضور في القداس الواحد عن 25 شخصا، وبينما تباينت قرارات الإيبارشيات التي ستعاود جميعها الفتح بشكل تدريجي ونهائي في أغسطس المقبل، قررت الأديرة استمرار غلق أبوابها على الرهبان فقط ومنع الزيارات.
والأنبا إبيفانيوس، من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بدير أبو مقار في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبا في 21 أبريل 1984، باسم الراهب ابيفانيوس المقاري، ورسم قساً في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013.