
قال الباحث السياسي الفلسطيني فراس ياغي: إن ما يجري في قطاع غزة من حصار وتجويع ممنهج "لا مثيل له"، ويعكس بشكل واضح وفاضح انهيار القيم التي يدّعيها النظام الدولي بقيادة ما يُعرف بـ"العالم الحر"، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف ياغي، في تصريحات خاصة لـ الدستور: أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة لم تعد مجرد حملة عسكرية، بل تحولت إلى حرب إبادة شاملة بأشكال متعددة، تتجاوز الاستهداف المباشر إلى استخدام سلاح الجوع والعطش والمرض وسوء التغذية، في انتهاك سافر لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
حكومة نتنياهو تتجاهل القانون الدولي
وأكد أن حكومة بنيامين نتنياهو تتجاهل القانون الدولي تمامًا، وتركز فقط على بقائها السياسي واستمرارية حكمها، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة ملايين الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وتابع ياغي بالقول: "ما يجري اليوم في غزة لا يُدين فقط الحكومة الإسرائيلية، بل يُدين أيضًا المجتمع الإسرائيلي بأكمله، الذي رغم مطالبته بالإفراج عن أسراه، لا يحرّك ساكنًا إزاء استخدام سياسة التجويع والإبادة الجماعية كسلاح من قبل حكومته المتطرفة والإرهابية".
وأشار إلى أن غزة باتت "تعضّ على لحمها الذي يلتصق بعظمها"، في إشارة إلى حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع جراء نقص الغذاء والماء والدواء.
وأضاف: "رغم صراخ غزة ووجعها، إلا أن القريب قبل البعيد قد خذلها، ومهما كانت حجج المتخاذلين، فإن الطفل الذي يصرخ جوعًا لا تعنيه السياسة ولا التحليلات ولا التوازنات، بل يريد أن يأكل ويشرب ليبقى على قيد الحياة، واليوم، إن لم يقتل القصف أطفال غزة، فإن الجوع والمرض سيقضي عليهم".
وفي انتقاد حاد للمجتمع الدولي والإقليمي والعربي، قال ياغي: "بئس نظام دولي وإقليمي وعربي وإسلامي لا يستطيع أن يوفر لقمة خبز أو شربة ماء لطفل جائع، ولا يُملك إلا بيانات الاستنكار التي بلا أي أدوات ضغط، حيث إن الغزي الآن يحتاج إلى الغذاء والدواء والماء، لا إلى الشعارات".
وختم الباحث الفلسطيني تصريحه بتأكيد أن "كل مسئول سياسي، وكل من يصنع القرار، يتحمل مسئولية هذه الكارثة الإنسانية والجوع في غزة"، بسبب عجزهم عن اتخاذ خطوات فعلية للضغط على إسرائيل من أجل وقف استخدامها للمساعدات الإنسانية كسلاح حرب.
ورغم ذلك، شدد ياغي على أن غزة، التي هزمت كل محتل دخلها، ستصمد أمام الجوع كما صمدت أمام الموت، ولن تسمح لأحد بأن يدفنها، بل ستكون هي من تدفن القهر والموت والخذلان في رمالها.