حياة الأطباء العملية لاتخلو من المواقف الإنسانية، التي لايعرفها إلا زملاء المهنة الواحدة، غير أن الدكتور محمد ممدوح طبيب المنيا الذي توفى الاثنين الماضي إثر توقف عضلة القلب، له الكثير من المواقف الإنسانية التي ذكرها عدد من أصدقائه والمقربين منه على صفحات التواصل الاجتماعي، في إشادة واسعة بحسن أخلاقه ونبله وتواضعه.
ترك سحور رمضان وطلب تجهيز غرفة العمليات
وقال محمود رضا، أحد أصدقاء الطبيب المتوفى، إنه خلال أحد ليالي شهر رمضان عام 2020، وخلال الإعداد لتناول وجبة السحور، داخل مستشفى جامعة المنيا للنساء والتوليد، حضرت سيدة في حالة وضع بحالة سيئة، وكانت حياة الجنين معرضة للموت، بسبب لف الحبل السري حول رقبته داخل بطن الأم، وعلى الفور تعالت أصوات الدكتور محمد ممدوح، يطلب من الجميع ترك السحور وإعداد غرفة العمليات.
ابتسم فرحا بإنقاذ حياة طفل
وتابع صديق الطبيب، "محمد كان بيجري وخايف على الجنين كأنه ابنه، ولما أنقذ الطفل ووالدته، خرج علينا بابتسامته المعتادة، وسط حالة من السعادة، وعندما طلب شرب المياه، فوجئ بآذان الفجر، وكان رده حرفيًا، الحمد الله ربنا يصبرني المهم إني لحقت الطفل ده».
ونعت جامعة المنيا، وكلية الطب، وفاة الطبيب الشاب محمد ممدوح المدرس المساعد بكلية الطب الذي توفيّ فجاءة داخل منزله بسبب توقف عضلة القلب، كما نعت نقابة الأطباء الطبيب في بيان لها مساء اليوم الإثنين.
وسادت حالة من الحزن بوسائل التواصل الاجتماعي إثر تداول صورة من بوست قديم للدكتور محمد ممدوح الطبيب المقيم بقسم النساء بمستشفى النساء الجامعي عن متابعة والدته بعد نومه 22 ساعة من تعب العمل، وملاحظته لوالدته وهي تضع يدها على قلبه للتأكد من وجود نبض وخوفها من طول فترة نومه حتى استيقظ، وقال لها «متخافيش لسه عايش»، فحضنته قائلا «مشفتش حد زي أمي في خوفها علينا».
وقال الدكتور حسام شوقي عميد كلية الطب بالمنيا، إن الدكتور محمد ممدوح، المدرس المساعد بقسم النساء والتوليد بمستشفى المنيا الجامعي والذي توفى فجأة بسبب توقف في عضلة القلب، وجرى تشيع جنازته بمسقط رأسه في مركز سمالوط، مساء اليوم الإثنين، عمره 28 عاما، عضو هيئة تدريس بالجامعة، وطبيب مقيم بقسم النساء والتوليد، ومن أنبل وأخلص وأمهر أطباء النساء والتوليد، ولم يتأخر قط عن أي عمل أو تكليف لخدمة المرضي وكان يتعامل مع الجميع بمنتهي الود والحب، وفي حالة استدعائه في حالات الطوارئ يلبي فورا ولا يتأخر عن الحضور ليلا أو نهارا، ولم أرى أحدا في أخلاقه.