تتواصل المباحثات بين بريطانيا وألمانيا وفرنسا مع إيران، في مسعى لإيجاد حلول بشأن البرنامج النووي الإيراني والعقوبات المفروضة عليها.
تهدف المفاوضات التي تُجرى في أجواء من التوتر الدولي، إلى كبح طموحات إيران النووية مع إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. بينما تركز المباحثات على تقليص الأنشطة النووية الإيرانية، تتطلع طهران إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية الخانقة التي أضرت باقتصادها وأثرت على شعبها.
ورغم أن المحادثات لم تُثمر حتى الآن عن اتفاق نهائي، إلا أن مصادر دبلوماسية تشير إلى تحقيق تقدم محدود في بناء تفاهمات أولية، مع استمرار وجود عقبات رئيسية تتعلق بمستوى التخصيب النووي وآلية رفع العقوبات، بحسب صحيفة الجارديان.
هدنة لبنان بين الاستقرار الهش والتوترات المحتملة
الهدنة في لبنان، التي جاءت بعد تصعيد بين حزب الله وإسرائيل، قد تتأثر بنتائج المباحثات مع إيران. إذا تم التوصل إلى اتفاق يخفف الضغوط على إيران، قد تستثمر طهران ذلك في تعزيز نفوذها الإقليمي، بما في ذلك دعم حلفائها في لبنان.
على الجانب الآخر، تعثر المفاوضات قد يدفع إيران إلى مزيد من التصعيد عبر دعم الجماعات المسلحة، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجددًا في لبنان.
سوريا بين تصعيد الحرب وإمكانية التهدئة
في سوريا، يمكن أن تكون نتائج المحادثات مؤثرة بشكل مباشر على موازين القوى، إذ أن الدعم الإيراني المستمر للنظام السوري يُعتبر أحد أركان استمراره في مواجهة الجماعات المسلحة. أي تخفيف للعقوبات قد يعني قدرة إيران على تقديم دعم أكبر، مما يعزز موقف النظام ويطيل أمد الصراع. في المقابل، قد يؤدي تصعيد التوتر مع إيران إلى ردود فعل غربية أكثر صرامة في سوريا، مما يعقد الوضع الإنساني والأمني على الأرض.
انعكاسات على الحرب الروسية الأوكرانية
من جهة أخرى، تلعب الحرب الروسية الأوكرانية دورًا غير مباشر في هذه المباحثات. روسيا، الحليف الوثيق لإيران، قد تجد في تصعيد التوترات الغربية مع طهران فرصة لتعزيز تحالفها مع إيران، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها موسكو.
وفي حال تخفيف العقوبات على إيران، قد تتجه الأخيرة لتقديم دعم أكبر لروسيا، سواء من خلال التعاون الاقتصادي أو حتى دعمها عسكريًا عبر تزويدها بالمسيرات، مما يثير مخاوف الغرب.
ارتباط وثيق بين الأزمات
المفاوضات الأوروبية مع إيران تأتي في سياق دولي معقد ومتشابك. الاتفاق أو الفشل في هذه المحادثات لن يقتصر تأثيره على الملف النووي، بل سيمتد ليطال الأوضاع في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا.
كما تجد الدول الأوروبية تجد في موقف حساس بين محاولة التوصل إلى اتفاق يحجم الأنشطة النووية الإيرانية، وبين التعامل مع تعقيدات النزاعات الإقليمية والدولية التي تؤججها طهران بشكل مباشر أو غير مباشر.
في ظل هذه التشابكات، يصبح من الواضح أن أي قرار أو اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيؤثر على المشهد العالمي، وسيعيد رسم التحالفات والتوازنات في أكثر المناطق سخونة في العالم.