الأنبا موسى يكتب .. «الحوت الأزرق»
22.04.2018 02:19
Articles مقالات
المصري اليوم
الأنبا موسى يكتب .. «الحوت الأزرق»
حجم الخط
المصري اليوم

بقلم الأنبا موسى

هذه لعبة إلكترونية، ولكنها لعبة خطيرة من الشيطان، وهو فعلاً كالحوت الذى يبتلع الإنسان، وأزرق بلون البحر الحوت الأزرق، الذى يهدد حياة الإنسان!.

 

لمــاذا؟

 

لأنها لعبة إلكترونية تستهوى بعض شباب وفتيان هذا العصر الإلكترونى، الذى يقضى أوقاتاً طويلة على الإنترنت من خلال الموبايل. ولأنها تستغرق الشباب والفتيان فى قضاء وقت طويل معها، يضيع سدى، دون أن يحس مستخدمها!.

 

ولأنها تسلب إرادة من يستخدمها، إذ تصدر إليه تعليمات ليطيعها وينفذها، وهذه التعليمات تبدأ بأمور مقبولة، فى شكل تحد للخوف، فيشعر بالقوة المزيفة.. ثم بعد أن تسلب إرادة مستخدمها والحصول على معلومات وأسرار أسرهم.. تصدر إليه أوامر أن يجرح نفسه وإيذاء أهله، وأن ينتحر فى آخر يوم حسب خطوات اللعبة!.

 

بهذا يهلك شبابنا دنيا وآخرة! إذ ينتحر وينهى حياته بيده!، وبالطبع لا يرضى إلهنا العظيم بهذا السلوك، ولا بهذه النهاية الانتحارية!، المشكلة أن مستخدمها لا يسأل رجال الدين، ولا الوالدين، ليستشيرهم فى هذه اللعبة المهلكة، بل إن أوامرها تسلب إرادة من يستخدمها وتجعله قطعة شطرنج أو ماريونيت فى يد الشيطان، وإذ يصل الشيطان إلى غايته فى إهلاك شبابنا، يقف مقهقهًا، فهو- كما قال عنه الكتاب المقدس: كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ (1بط 8:5)، ونصيحة الرب لنا: قَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِى الإِيمَانِ (1بط 9:5)، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُوالْكَذَّابِ (يو 44:8).

كيف نقاوم الشيطان؟

بأن نلتزم بإرشاد دينى مناسب، ممن يستطيعون قيادتنا فى الطريق الصالح، ونندمج فى الأنشطة الدينية والثقافية والعلمية والاجتماعية والرياضية، والمسابقات لننشغل الانشغال البنّاء، وبأن نخدم الآخرين (المحتاجين- بيوت الأيتام- المرضى- المسنين- القدرات الخاصة- فصول محو الأمية.. إلخ)، لأن الخدمة تبنى الإنسان، وتعطيه أن يكون شخصية متكاملة لأنه مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ (أع 35:20).

 

كما أن الشخصية المتكاملة تتصف بأنها: سليمة دينيًا، مرتبطة بالله.. فهو الخالق، ومنفتحة على الأسرة والتدين السليم والأنشطة الاجتماعية، ومثمرة فى الحياة: الخاصة والأسرية والمجتمعية.. فهو ناجح فى دراسته، وتخصصاته، ومحيطه العملى، لذلك فالشخصية المتكاملة هى بمثابة: نُورُ للْعَالَمِ ومِلْحُ للأَرْضِ وسفيرة عن السماء.

ونصيحتنا للوالدين:

الدفء والتماسك الأسرى هما الوقاية والوقاية خير من العلاج، لذا تحدثوا مع أولادكم وبناتكم، وعلموهم الانتقاء (select and reject)، وتعرفوا على نوعية المواقع التى يدخلون إليها، وأنواع الألعاب وغير ذلك، وكونوا أصدقاء لهم، وعلموهم كيف يختارون الصديق، والتواصل الدائم بالحوار معهم- للاقتناع- وليس بالإقناع الذى يرفضه الشباب.

 

حفظ الرب أجيالنا من حيل الشيطان المكار، الوحش المفترس، والحوت الأزرق وأمثاله.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.