نظم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس، بالتعاون مع وحدة التضامن الاجتماعي بالجامعة، ندوة بعنوان "كيفية التعامل مع أصحاب الهمم"، تحت رعاية الدكتور نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتور محمود المتيني، رئيس الجامعة.

وافتتحت الدكتور سلوى رشاد فعاليات الندوة مؤكدة أن كلية الألسن بجامعة عين شمس فازت بالمركز الأول بمسابقة أكثر الهيئات تعاونًا لخدمة المكفوفين على مستوى الجامعات المصرية منذ عدة سنوات، ولديها مكتبة متخصصة لخدمة الطلاب المكفوفين وضعاف البصر، كذلك تقدم مكتبة رفيق الدرب خدماتها المجانية إلى طلاب مرحلتي الليسانس والدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقة، وتهدف إلى  تمكين الطلاب المكفوفين وضعاف البصر من الاعتماد على أنفسهم ولو جزئيًا في حياتهم الجامعية.

وتهتم المكتبة بإتاحة النسخة الإلكترونية النصية أو تحويلها إلى نسق إلكتروني صوتي أو طباعتها بطريقة برايل أو طباعتها بخط كبير وفقا لاحتياجات كل شخص والفروق الفردية بين الطلاب، وتحتوي المكتبة على مجموعة من أجهزة الحاسب الآلي والماسح الضوئي وطابعات البرايل.

بينما أكدت الأستاذ دكتور يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أنه الكلية بها نحو ١٤٠ طالبا من أصحاب الهمم، وتمتلك الكلية بنية تحتية متميزة على مستوى المعامل بأجهزة حاسب آلي مزودة ببرمجيات خاصة لتسهيل تعامل الطلاب معها و أداء امتحاناتهم بأنفسم باستخدامها، لافتة إلى أن الكلية بكامل وحداتها و آداراتها تساهم في تسهيل مهمة أصحاب الهمم في مختلف متطلباتهم وتوفير بيئة مناسبة لاستخداماتهم. مشيرة إلى مشاركة الطلاب من أصحاب الهمم في الأنشطة المختلفة التى توفرها الكلية للطلاب من أصحاب الهمم،  الثقافية، الرياضية، الفنية، وتحقيق مركز متقدمة خلال المسابقات المتنوعة على مستوى الجامعة.

وأكدت الدكتورة  يمنى صفوت أن الندوة تأتي بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وتهدف إلى نشر الوعي في المجتمع الجامعي عن أهم النقاط التى يجب مراعاتها عند التعامل مع أصحاب الهمم داخل قاعات المحاضرات أو خارجها لكي يشعروا بمسواتهم بزملائهم.

و أوضح الدكتور مصطفى الشاهد، مدرس الطب بجامعة عين شمس ونائب مدير مركز خدمة ذوى الإعاقة  بالجامعة، أن الجامعة أنشأت مركزًا  لخدمة الطلاب من أصحاب الهمم مقره خلف قصر الزعفران بالحرم الرئيسي للجامعة، ويعمل على تنسيق جهود كافة قطاعات الجامعة والجهات الخارجية لدعم الطلاب وتحويل البيئة الجامعية لتتناسب مع استخدامات الطلاب بمختلف احتياجاتهم، لممارسة حياتهم بشكل أكثر فاعلية.

وأكد أن مفهوم التعامل مع أصحاب الهمم ثقافة يجب أن نساهم في نشرها في المجتمع المصري، مؤكدًا أن هناك العديد من المفاهيم المغلوطة منتشرة بين أفراد المجتمع، موضحًا أن الإعاقة في المكان وليست في الفرد، فاستخدام الوسيلة المساعدة تغنى عن الإعاقة، وشدد على أهمية احترام قدرات اصحاب الهمم وعدم الافراط في تقديم عروض للمساعدة في أعمالهم اليومية التى يستطيعوا ممارستها.

وأكد أن الاحتفال بأصحاب الهمم ليس له اى قيمة لو لم نعلم كيف نتعامل معهم وماذا نقدم لهم، واشار إلى أن القانون المصري أقر إحدى عشرة نوع من الإعاقات من ضمنهم الاعاقات المؤقتة؛ وهي أى أسباب عرضية تحدث لأى شخص تتسبب له في عدم القدرة على ممارسة مهامه الحياتية بشكل طبيعي لفترة من الزمن.

وأشارت ريهام عبد الرحمن منسق وحدة التضامن الاجتماعي بجامعة عين شمس، إلى أن وحدة التضامن الاجتماعي بالجامعة جديدة وتتبع وزارة التضامن الاجتماعي مباشرة، ومقرها بالمدينة الجامعية، تستهدف الوحدة خدمة الطلاب للتغلب على كافة العقبات وضغوط الحياة التى تواجههم، واوضحت محاور عمل الوحدة ( التمكين الاقتصادي والحماية الإجتماعية _ الأنشطة التوعوية_ التطوع والزيارات التفقدية) وأعلنت عن منحة الطلاب الفائقين في خمس كليات علمية على مستوى الجامعة تقدر بقيمة ١٠٠٠ جنيهًا شهريًا لمدة سنة، وتستمر المنحة في حالة حفاظ الطالب على ترتيبه الدراسي بالكلية، كما تشمل المنحة طلاب الدراسات العليا بمكافئة قدرها ٢٥ ألف جنيهًا سنوية مقسمين على دفعتين و ألف جنية شهرى للطلاب الفائقين على مستوى الدراسات العليا.

كما أن الوحدة تهتم بإعانة كافة الطلاب والعاملين خاصة الطلاب من أصحاب الهمم، وتوفر لهم متطلباتهم المختلفة من أجهزة تعويضية مساعدة، كذلك توفير دعم جزئي أو كلي لمشروعات الطلاب، كذلك تسهيلات لقروض الشباب من البنوك لتنفيذ مشروعاتهم وتطوير ومساعدتهم علي تنفيذ مشروعات تمويلية صغيرة.

وأكدت الدكتورة جهاد إبراهيم، المدرس بكلية البنات جامعة عين شمس والنائبة البرلمانية السابقة عن ذوي الهمم لعام 2020، أننا كأشخاص ذوي إعاقة نعاني بالفعل من عراقيل كثيرة، لذلك تبذل مجهوداً كبيراً بصفتها نائبة بمجلس النواب المصري لكي يتم وضع التشريعات والقوانين التي تزيل هذه العراقيل وتعمل على تحسين حياة كل شخص ذي إعاقة، لتكون عن حق باعثة أمل من تحت قبة البرلمان لكل شخص ذي إعاقة، وقالت: "أملي أن تتغير نظرتنا لأنفسنا ونظرة المجتمع لنا، وأن يكف الإعلام عن إظهار الأشخاص ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات وهم يبيعون المناديل الورق، في إشارات المرور، فلا يصح التقليل من شأننا وإمكاناتنا، فالمعاق ليس معاق الجسد وإنما معاق الفكر".

واستعرضت حياتها بداية من شلل الأطفال الذي ولدت به و الذي غير مجري حياتها إلى الأفضل، وكان أقوى دافع لها للتفوق في كل المراحل الدراسية، وتفوقها الدراسي والرياضي وحصولها على بطولات متعددة وميداليات كثيرة وعلى كأس مصر أيضاً.

وشهدت الندوة في الختام تكريم وحدة التضامن الإجتماعي لبعض أبطال التحدي بالكلية الطالب عبد الرحمن محمود بالفرقة الثانية بقسم اللغة العربية والطالب محمد أحمد عبد الملك بالفرقة الثانية بقسم اللغة الإيطالية لتفوقهم الدراسي وتكريم الطالبة روان خليل بالفرقة الثالثة بقسم اللغة العربية لحصولها على المركز الثالث في الكاراتيه في بطولة العالم لذوي الهمم بدبي 2021.