في إطار زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للولايات المتحدة الأمريكية؛ توجه قداسته لزيارة كنيسة أبي سيفين بمدينة بيلفيل، ولاية نيوچيرسي.
وخلال الزيارة إلتقى قداسته بشباب الكنيسة.كما أستمع قداسته للعديد من أسئلتهم وأجاب عليها؛ منها:
السؤال الأول:
هل قداستك تعتقد أن الحياة الأمريكية تغير فكر الكنيسية القبطية؟
قداسة البابا:
الكنيسة القبطية نشأت على أرض مصر، ومصر في أفريقيا وأفريقيا من العالم القديم، أمريكا من العالم الجديد ،العالم القديم (القارات القديمة زمنيًّا اللي هي آسيا وأفريقيا وأوروبا) هي القارات التي ظهرت فيها الأديان والثقافات وظهرت فيها الفنون بصفة عامة، والعالم القديم نسميه معبد والعالم الجديد زي اللي انتوا فيه نسميه معمل علم كبير وبالتالي الدنيا متقسمة معبد ومعمل والكنيسة نشأت في حضن المعبد واليوم أصبحت في حضن المعمل، والفرق أن الشرق كله عباره عن قلب العالم أما الغرب عقل العالم والكنيسة القبطية في الشرق وأتت إلى الغرب لكن كنيستنا القبطية لها تقاليد وتاريخ طويل ودائمًا نشبهها تشبيه حلو ” فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ ” ويقصد الرجل أي الإنسان يكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياه شجرة يعني كائن حي، مغروسة يعنى لها جذور، مجاري المياه يعني أعمال الروح القدس، الأسرار اللي بنمارسها في الكنيسة، فكنيستنا القبطية مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياه. علشان كده أنتم كشباب نشأتم في هذه البيئة الجميلة، ثقافة مختلفة، لكن عندكم بعد تاريخي وقوي من خلال الكنيسة القبطية، أنتم بقيتوا شخص غني لإنه يجمع التقاليلد والإيمان القوي وإيمان تاريخي ويجمع كل ماهو جديد ولكن لا تنسى أن تكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه كفكر الكنيسة لا يتغير، ومثال لذلك أن النساء في الكنيسة تقعد على اليمين والرجال على الشمال وهي وصية جلست الملكة عن يمين الملك حتى قعدتنا في الكنيسة تقليد ووصية، وأنتم قاعدين مع بعض وهي مش خطية لكنه تقليد الثقافة، مثلًا لغتنا اللغة القبطية مثل الكوب ولكن بداخلها الثقافة والحضارة والتاريخ، زى ماعملنا التسبحة فى الملتقى عملناها بلغات عديدة، وهتفضل شخصيتك غنية خد الحلو من كل مكان وهتبقى شخصيتك غنية.
السؤال الثاني:
كيف نضع فى قلوبنا فرح وبهجة الله؟
قداسة البابا:
كل ماتقترب للمسيح كل ماتاخد منه الفرح وكل ماتبعد عن المسيح كل ما يبعد عنك الفرح، زي الشمس كل ما تقرب تشعر بالدفء وحياتك تمشي صح وكل ماتبعد تشعر بالبرودة، كلما تقترب تزداد فرحًا وكلما تبتعد يقل الفرح، الحاجات الحلوة الدينيوية لا تستمر لكن تمسك في الصخرة وستجد الفرح الحقيقي، مش هتشبع أبدًا إلا مع المسيح كل ماتقترب تكون شبعان وفرحان وفي بهجه ورضا وفرح مجيد وثابت جواك، والفرح يأتي من الإنجيل من الكنيسة والمذبح والخدمة، مصادر الفرح لا تنتهى إنجيلك صلواتك أسرارك التي تمارسها والخدمة، كل هذا يملؤك فرحًا.
السؤال الثالث:
هل الانتقال قبل فعل التوبة مع وجود النية الكاملة للتوبة بدون وجود الفرصة يعتبر مرتبة ضعيفة في السماء؟
قداسة البابا:
الله يقبل النية يعني الإرادة، صحيح لسة ماخدتش شكلها القانوني ولكن إرادة التوبة طالما ربنا أعطاك العمر استخدمها وقدم التوبة لتكون توبتك مقبولة، قصة القديسة بائيسة اللي راح لها القديس يوحنا القصير وتابت ورجعت معه للآباء ليقول لهم أنها تابت، وكانت حافية والشوك أدمى قدميها فصلوا ليعرفوا مصيرها فعرفوا أنها انتقلت في الرب، المسافة من الشر للكنيسة قدمت توبة ونقط الدم دليل للتوبة، ونية التوبة حلوة وضمير الإنسان بيستقيظ وياخد الصورة القانونية.
السؤال الرابع:
طمئنَّا على أحوال مصر!
قداسة البابا:
الكنيسة بخير ولكن مصر تعاني من الزيادة السكانية حيث بلغ تعداد سكانها ١٠٠ مليون، منهم ١٥ مليون قبطي، المجتمع المصري تعب في الفترة اللي فاتت من ثورات وصراعات وتعرض لمتاعب لكن من خمس سنوات أخذت على عاتقها بناء مصر جديدة، وبقيت مصر تتقدم ويوجد تغير كبير فى شبكة الطرق والشرايين المفتوحة، ومصر حاولت تتعافى، والكنيسة بخير بدءًا من المجمع المقدس والأساقفه حاجات كتير حلوة وفعلًا مصر فيها بركة، التغير مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لكن لا تنسوا مصر عندها بعض المشكلات أهمها زيادة السكان بنزيد كل سنة ٢,٥% وإمكانيات مصر التنموية والمالية محدوده لكن مصر بعلاقتها الطيبة مع كل العالم وبيساعدها ويساندها والكنيسة القبطية في ١٠٠ دولة في العالم وعندنا ٦٠ دولة فيها كنائس مثل أمريكا وأستراليا والكويت هذه البلاد بنزورها ونفتقدها والكنيسة نفسها كل الأمور كويسة حتى لو سمعتم خبر عن دير أو قرية لكن الجسد كله سليم وفيه حاجات حلوة كتير.
السؤال الخامس:
هل يحل لي التبرع بأعضائي بعد وفاتي إذا كتبت وصية بذلك؟
قداسة البابا:
نعم، ممكن تعمل كده لو عايز
السؤال السادس:
هل هناك سبيل لعودة مجلة الكرازة؟
قداسة البابا:
مجلة الكرازة قد تواجه صعوبة في الشحن، لذلك أصبحت على المستوى العالمي مجلة إلكترونية ويمكن أن تجدوا كل الأعداد من ٢٠١٥ على الإنترنت وهنعطيكم اشتراك مؤقت لمدة ٦ شهور مجانًا كهدية للزيارة وسيكون هناك جزء لكل إيبارشية بلغتها، الكرازة الآن بالألوان وتوازن بين الناحيتين الخبرية والروحية المكونة من ١٢ مقالًا روحيًّا، ويشرف عليها نيافة الأنبا مكاريوس وفريق عمل كبير ينتج لنا عددًا كل أسبوعين.
السؤال السابع:
كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟
قداسة البابا
توبة الإنسان المقبولة هي نقاوة القلب، لازم قلبك يكون نقي، زي اللي هيقدم هدية عندما تقف أمام الله هتقدم قلبك، وقلب الإنسان لا يعرفه الإنسان ممكن نعرف بعض من عينينا لكن القلب أمام الله “يا ابني أعطني قلبك” ممكن يكون هناك واحد قلبه مليان مشاعر ومحبة وواحد قلبه مليان مشاعر كارهة فما هي طبيعة قلبك؟
أمانة الإنسان هي أمانة السلوك “كن أمينًا الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” و”كن” تعني الاستمرارية بمعنى أن أكون أمينًا في دراستي وعملي وخدمتي وفي حياتي
المحبة في الخدمة إذًا -يا صاحب السؤال- توبتك، أمانتك، محبتك.
السؤال الثامن:
متى تحتفل بعيد ميلاد قداستك ؟
قداسة البابا:
عيد ميلادي في ٤ نوفمبر سنة ١٩٥٢ م في المنصورة وعشت في الصعيد ٣ سنين والجامعة في الإسكندرية ولم أدخل القاهرة في أي مرحلة، ولما سمح الله بالمسؤولية (البطريركية) قعدت في القاهرة، ودمنهور قعدت فيها ابتدائي وإعدادي وثانوي وكنت في مدرسة الأقباط اللي هي نفس المدرسة اللي اتعلم فيها البابا كيرلس والبابا شنودة، نفس المدرسة على مدار قرن اتعلم فيها ٣ آباء بطاركة، وقبل القرعة الهيكلية بشهرين كنت في فيينا وقالولي تعالى نزور دير الصليب، وأنا بزوره اسمي كان مترشح فقالولي البابا شنودة زار المكان هنا قبل تجليسه بشهرين في سبتمبر ٧١، وأنا كنت في سبتمبر 2012 وكتبت كلمة، فسموا فيينا صانعة البطاركة.
السؤال التاسع:
كيف نواجه الشيطان؟
قداسة البابا:
طول ما أنت ماسك في ربنا الشيطان هيخوفك لكن مش هيوقعك، كنيستنا فيها صلوات وشمامسة لكن لو بعدت هتقع، واحنا بنبني الكنائس علشان الكنيسة هي صمام الامان لشخصك وهي اللي تحفظك، تخيل لو مفيش كنيسة قبطية كنتوا هتبقوا فين؟ الكنيسة هي التي تحفظ وتأمن شخصيتك، ويابخت الشاب والشابه اللي ماسكين في الكنيسة، تربيتنا جوة الكنيسة هي اللي جعلتنا سعداء.
السؤال العاشر:
هل السفر للقدس حرام؟
قداسة البابا:
مفيش “حرام” و”حلال” عندنا أصلًا. وفي عام ١٩٦٧م حصلت الحرب وحدثت النكسة وإسرائيل احتلت القدس ومن يومها مابقاش فيه زيارات وتجدد هذا الموقف في حبرية البابا شنودة، ولكن الكنيسة لها مدارس وكنائس ولنا مطران هناك ومن القرن الـ ١٢ الميلادي كان الفلسطينيون عايشين على الزيارات التي مثلت مصدر دخل، ولما توقفت الزيارت حدثت مشكلة والرئيس أبومازن دعا المصريين لزيارة القدس لأن هذا يساعد الفلسطينيين، ولهذا السبب سألني البعض عن إمكانية زيارة القدس كهدية قدمها أبناؤهم لهم، فقلت لهم الكبار من ٩٠ سنة فما فوق يروحوا. وأنتم تقدروا تروحوا وتزوروا المطرانية القبطية هناك، وإحنا بنبعت رهبان وراهبات للزيارة هناك أيضًا.
السؤال الحادي عشر:
إلى أي مدى وصل اتحاد الكنائس وهل ممكن حدوث اتحاد في ظل الإختلافات الحالية؟
قداسة البابا:
المسيحية بقيت واحدة إلى ٤٥١م حتى مجمع خلقيدونية ثم حدث انقسام الكنيسة لثلاثة أسباب، السياسة، والتعريفات اللغوية والمصطللحات التي يعبر بها، وبسبب الذات.
ثم حدثت افتراقات للكنيسة ولكن توجد جهود منذ ٧٠ سنة لنقترب من بعض”Ecumenical movement” تسمى الحركة المسكونية وفعلًا توجد وسائل لتقريبنا، منذ أسبوع تقابلنا مع كاردينال دولان في منهاتن للكاثوليك وقبل مجيئنا قال البابا فرنسيس للكاردينال “عندما يأتي قداسة البابا تواضروس اعتبر أنى أنا الموجود”، فطبعًا استقبلنا استقبالًا رائعًا، وكنا بنحاول نشتري كنيسة في منهاتن وتدخل قداسة البابا أيضًا وأعطونا تخفيضًا كبيرًا في شرائها.
السؤال الثاني عشر:
أعمل إيه في جسدي اللي مليان أمراض؟
قداسة البابا:
إحنا بنصليلك لأجل مرضك كل قداس، وعندنا أيضًا سر مسحة المرضى. ومن فضلك تذكر اللي سبقوك في الألم، تذكر بولس الرسول مرض في عينه أو جسده أو ظهره، وعندما سأل نفسه “ليه عندي شوكة في الجسد؟” فكان لأن الله خاف عليه من الكبرياء، وقال أن قوة الله تكمل كل ضعف.
السؤال الثالث عشر:
إذا كان الله يعلم نهاية الأشرار فلماذا خلقهم؟
قداسة البابا:
الله يعلمها ولكنك تعملها يوم بعد يوم، الإنسان يكون مسيرًا ساعة الولادة وساعة الوفاة، أما الخط الواصل بين الاثنين فأنت مخير فيه. الله يعطي فرصة الحياة ممكن واحد يستخدمها للخير وممكن يستخدمها للشر. الله يصبر كما في مثل الحنطة والزوان “دعهما ينميان معا” الله يعطي الفرصة لكل إنسان وهو يقرر.
السؤال الرابع عشر:
قداستك ذكرت أن الميديا ممكن يكون فيها أخبار خاطئة؟
قداسة البابا:
بالفعل توجد أخبار كثيرة كاذبة، اقرأ لكن افرز جيدًا، الكنيسة طول عمرها عليها حروب وربما لم نسمع بها، ولكن الآن بسبب الميديا بنسمع بها، زي لو كان ضرسك واجعك بتروح لدكتور الأسنان علشان يعالجه، جسدك كله يؤرقك ولكن علاجها مع طبيب الأسنان، فيه مشكلة بنعالجها في المنيا ونيافة الأنبا مكاريوس بيعالجها مع الآباء والسلطات، وياما كنيستنا مليئة بالمتاعب ولكن بتتقدم.