مبنى مكون من عدة طوابق أسفله تقع البوابة الحديدية المغلقة بأحد الأقفال ، نشير يجاروها فرن كبير أغلقت أبوابة وأظلمت أنواره، تشير الملابس التي مازالت معلقة في إحدى شرفاته ، تبكي إنها لعائلة كانت منذ لحظات قليلة تعيش هانئة مستقرة قبل أن يفكر أحد أفرادها في ارتكاب ذلك العمل الجنوني .
هنا في ذلك المبني كانت تقطن عائلة الإرهابي إبراهيم إسماعيل الذي يصارع الموت، على اثر تعديه بالرصاص على كنيسة مارجرس في حلوان.
التي ذهب إليها مسرعًا لينال جائزته التي صورها له خياله المريض وهو يمرح في جنبات الجنة مع حور العين والتي سيكون ثمنها قتل عدد من المسالمين الذين لا ذنب سوى إنهم أرادوا الاحتفال بالعيد في سلام داخل كنيستهم.
ربما لم يدرك ذلك الإرهابي أن عائلة بالكامل سوف تدفع ثمن جريمته وتعيش حالة من الترقب والحيرة في انتظار مصيرها .
"إحنا نتبرأ منه واللي عمله ده مايرضيش ربنا ابدا".. هكذا بدأ إسلام إسماعيل 24 عاما الشقيق الأصغر للإرهابي حديثه لـ " صوت الأمة" الذي أحتفل بخطوبته منذ شهور فقط وهم على الترتيب"محمد" يعمل في شركة الكهرباء، والذي يليه "عبد التواب" وعمره 42 ويملك مخبزين كلاهما تم إغلاقه بسبب شقيقه إبراهيم، وأشقاءه الأصغر منه هم "أحمد" ويعمل مدرسا في وزارة التربية والتعليم، و"مصطفى" وهو لا يعمل كونه مريض بمرض صدري خطير.
بصعوبة بالغة يستكمل إسلام حديثه وكأنه في حلم ثقيل يتمنى الاستيقاظ منه سريعا ، وتلئم معه أسرته مجددا لتستكمل حياتها المعتادة كما كانت في السابق .
وأضاف إسلام :"أنا متعجب مما وصل إليه شقيقي، لا أستطيع أن أصدق، فإبراهيم كان دائما إنسان مسالم وفي حاله وفجأة تحول إلى إرهابي يقتل ويخرب، فقد كان في بداية حياته صنايعي ألومينتال فوق الممتاز لدرجة وصلت إلى أن أصبح رقم واحد في حلوان كلها بسبب شغله الممتاز وأسعاره البسيطة".
بدأت نقطة التحول في حياة الإرهابي السابق من "صنايعي" محترف يكد في عمله من سعيا وراء الرزق بعد انتظامه في حلقات الدرس الخاصة بالداعية السلفى المتشدد حازم صلاح أبو إسماعيل وهو ما يقول عنه شقيقه: " فجأة لقينا تصرفاته أتغيرت خاصة وفجأة وجدناه أحد تابعي القطب السلفي البارز حازم صلاح أبو إسماعيل، وينزل التظاهرات الخاصة به، وبعد فترة أخبرنا انه ذاهب سوريا للجهاد" وهو ما تسبب في وفاة حزنا على ابنه الذي تحول إلى شخصية عدائية، مؤكدًا " بعد ما سافر احنا اعتبرناه ميت وانقطعت كل صلتنا بيه".
على الرغم من انقطاع الصلة بين ذلك الإرهابي وأهله إلا أن الملاحقات الأمنية لهم لم تنقطع منذ سفر شقيقة إلى سوريا وهو ما يوضحه بقوله:" أحنا اتبهدلنا بعد ما سافر سوريا كل يوم تفتيش وتحقيقات معانا لأنه كما علمنا من جهات الأمن إنه مطلوب في قضايا تخص الأمن القومي ، ولم نكن نعلم مصيره حتى فوجئنا بمقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي يده رشاش يعتدي به على الكنيسة والمارة من المسيحيين حتى قبض عليه الأهالي، وبالطبع أصابني الرعب مما قد يحدث بسبب هذا الفيديو وخاصة أننا كنا قد ارتحنا من مشاكل شقيقي مع الأمن قليلا في الفترة الأخيرة"
وعن سبب إقدامة لارتكاب ذلك العمل الإرهابي، قال إسلام إسماعيل: أن عداء شقيقي مع الأقباط بدأ منذ فترة طويلة عمرها 7 سنوات، بعد مشادة بينه وبين احد الجيران الأقباط اعتدى خلالها شقيقي على جارة بعصا " المقشة" أدت إلى وفاته بسبب تقدمه فى السن ومعاناته مع العديد من الأمراض ، ادت إلى صدور حكم بـ3 سنوات على والدي الذي اعترف بأنه مرتكب الجريمة حرصًا على مستقبل شقيقي.
وتابع إسلام كلامه قائلا: "أنا وأسرتي نتبرأ من أخي ومن إرهابه، ونكن كل احترام لإخواننا المسيحيين، ونعشق تراب مصر، لذلك أتمنى من الدولة ألا تأخذنا بذنبه".
وقالت أم محمود، إحدى جيران الإرهابي ،: كان مثل ابني تماما، ولا أتخيل إلى ما وصل من تطرف، فقد كان صنايعي محترم، "يتكسف من خياله"، فجأة تحول إلى إرهابي تاركا أسرته وابنه وبنته وزوجته؟؟!!، أنا لا أتخيل ما حدث ولكني لن أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل فيمن عبث بعقل إبراهيم وأمثاله.