دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، السلطات اللبنانية إلى ضبط الحدود مع إسرائيل ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ، منعا للزج بلبنان وتوريطه في صراعات لا يُمكن ضبطها وتعريضه لحروب جديدة.
وشدد على أن "الشعب اللبناني ليس مستعدا لأن يُدمر بلاده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة حاليا".
وكانت فصائل فلسطينية داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، قد أطلقت عددا من الصواريخ من المناطق اللبنانية الجنوبية الحدودية على إسرائيل، في إطار دعم الفلسطينيين الذين يتعرضوا لعدوان داخل الأراضي المحتلة، الأمر الذي أثار مخاوف من أن تقوم تل أبيب بعمل عسكري انتقامي على الأراضي اللبنانية.
وقال بطريرك الموارنة – في كلمة له خلال قداس عظة الأحد –: إن "هناك طرقا سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكريا" مشيرا إلى أن من واجب لبنان أن يوازن بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، والتزام تأييد حقوق الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى، أكد البطريرك الماروني أن المسئولين السياسيين اللبنانيين يتعين عليهم تحريك مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على أن الجمود السائد مرفوض ويشكل جريمة بحق لبنان وشعبه.
وتابع: "إن بعض المسئولين عن تأليف الحكومة الجديد يتركون شعورا بأنهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأنهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، في ما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات أخطر من هذه التي تحدث من حولنا الآن. إن المرحلة تتطلب الاضطلاع بالمسئولية ومواجهة التحديات وتذليلها لا الهروب منها وتركها تتفاقم، بل كلما ازدادت الصعوبات كلما استدعت تصميما إضافيا".
وأشار إلى أن لبنان يشهد يوميا المزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي والغلاء الفاحش في السلع والأدوية التي أصبحت مفقودة في الأسواق. مضيفا: "لا نقبل بتاتا أن تُمعن الجماعة السياسية في قهر اللبنانيين وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85% من قيمتها وعلى اللبنانيين يتسولون في الشوارع مع تواصل الغلاء الجنوني".
من جانبه، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، ضرورة وجود تنازلت متبادلة من قبل المسئولين اللبنانيين في سبيل تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في ظل المخاطر المالية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتفاقمة التي تشهدها البلاد.
وقال المطران عوده في كلمة له خلال قداس عظة الأحد: "ألم يحن الوقت ليدرك المسئولون أن إلغاء الآخر لا يُجدي، وأن المطلوب هو تعاون من أجل الإنقاذ وتحصين البلد من تداعيات الصراعات الخارجية بالتضامن الداخلي والتفاهم من أجل مصلحة البلد. إن منطقتنا تغلي وزعماءنا ما زالوا يُعلون أناهُم ومصالحهم على كل شيىء، وعوض التفكير بلبنان ومصيره في خضم ما يجري من اقتتال هنا ومفاوضات هناك ومحادثات هنالك، هم لا يفكرون إلا بمصالحهم ومستقبلهم ومكتسباتهم".
وأضاف: "نسمع بين وقت وآخر من يتكلم عن محاولة لجمع الأطراف (المعنية بتشكيل الحكومة) قد فشلت، أو عن سعي لجمعهم لم ينجح. هل هكذا تُدار الأوطان في ظل ظرف عصيب كالذي نعيشه؟.. الحكومة المستقيلة عاجزة ليس فقط عن إدارة البلد، بل حتى عن وقف الانهيار أو إدارته، ولم نشهد منذ أشهر إرادة حقيقية لتأليف حكومة تحاول اتخاذ إجراءات سريعة تضع البلد على طريق الإنقاذ".
وتابع: "هل مسموح أن يعادي مسئول مسئولا، أو أن يمتنع عن الاجتماع به لاتخاذ الخطوات الضرورية. هل يعي من يتولون تعطيل البلد وعرقلة الحلول أنهم يرتكبون خطأ مميتا بحق الوطن والمواطنين".