ترأس منذ قلبل، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية احتفالات اليوبيل الذهبي للكلية الإكليريكية لدير المحرق، بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وفي هذا السياق، قال مرقس ميلاد، الباحث بمعهد الدراسات القبطية، إنه حينما ارتقى قداسة البابا كيرلس السادس الكرسي المرقسي في (10/5/1959)، قام بسيامة نيافة الأنبا شنودة أسقفًا للتعليم والمعاهد الدينية في (30/9/1962م)، فوعظ وعلّم وكتب.. وأصدر مجلة الكرازة عام (1965م)، وعندما اعتلى الأنبا شنودة كرسي مارمرقس في (14/11/1971م)، قام بنقل القسم المتوسط للحاصلين على الشهادة الإعدادية من الكلية الإكليريكية بالقاهرة إلى الدير المحرق عام (1973م).
وتابع “ميلاد” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "في الدير المحرق أسس نيافة الأنبا باخوميوس الأول رئيس الدير (1896-1928)، مدرسة لاهوتية خاصة بالرهبان لدراسة العلوم اللاهوتية.. تم تحويلها لتكون مدرسة إكليريكية للرهبان والعَلْمَانيين كليهما معًا
واختار البابا شنودة الدير المحرق مقرًا للإكليريكية لثلاثة أسباب:
1 - ليكون في الدير المحرق إكليريكية تخدم الصعيد، وبعد التخرّج يقبل الطلبة السيامة في هذه المناطق فقد قال مرة الأنبا مرقس مطران أبوتيج (1934-1980م) لقداسة البابا شنودة: نريد أن نقوم بسيامة كهنة من الإكليريكيين ولكننا لا نجد!
2 - ليعيد للدير المحرق رسالته التعليمية، فمن القِدم والدير يهتم بالتعليم ورهبانه أصبحوا منارات عِلمية مثل: الأنبا لوكاس مطران منفلوط والأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي.. وكان للدير رسالة في التعليم العام فأنشأ عام ) 1947م(، مدرسة إبتدائية وأُخرى إعدادية يجمعهما سور واحد في رزقة الدير ودرّس فيهما وأشرف عليهما رهبان من الدير المحرق في عهد الأنبا باخوميوس الثاني رئيس الدير (1947-1962م).
3 - كما أنَّ الحياة الروحية داخل الأديرة أفضل للطالب، حيث يعيش في أجواء روحية ويجد من يرعاه روحيًا من الرهبان، وقد عبر عن هذا البابا شنودة الثالث بقوله: " أُريد أن تكون الإكليريكية ديرًا أو شبه دير يأخذ فيها الطالب الى جوار العِلم ما يفيده روحيًا من حياة الدير وروحياته ونسـكياته ".
الدفعة الأولى من إكليريكية المحرق
وتابع: وقد جاء وقت جني الثمار فتخرّجت الدفعه الاولى عام (1977م) وحصل الطلبه على دبلوم المدرسه الاكليريكية وكان عددهم عشرين خريجًا هم: أرنست لبيب عوض، تاوضروس فرنسيس جوني، حنا شفيق حنا، زغلول نجيب دوس، سيد بباوي عوض، صفوت فهمي وديع، غطاس ذكي القمص متى، قليني سيحة حبيب، فيليب القمص مرقس، فيليب مختار مرقس، فيليب مشرقي فلتاؤس، كامل القمص ميخائيل، ماهر نجيب حنين، كرمي سمــعان شانودي، متى جرجس تاوضروس، مجدي فوزي ويصا، مكاري القمص أنطون، ناجح فاهم عبد المسيح، ناجح فهمي شنودة، نظري وديع القس.
تحويل المدرسة إلى الكلية الإكليريكية
عندما قام نيافة الأنبا بيمن أسقف ملوي بتدريس التربية المسيحية وعِلم النفس بإكليريكية المحرق (1977-1980م(، لاحظ ضعف المستوى التعليمي والقدرة الاســتيعابية، للطلبة الحاصلين على الشهاده الإعدادية وافتقارهم الى مواهب البحث، فأعلم البابا شنودة بذلك، فقرر قداسته تحويل القسم المتوسط إلي العالي عام (1978م) يلتحق به الحاصلون على الثانوية العامة أو الدبلوم، وتكون مدة الدراسة بالإكليريكية أربع سنوات، بعدها يحصل الخريج على بكالوريوس العلوم اللاهوتية.
وتابع: وقد تخرجت أول دفعة سنة (1982م(، وكان عددهم أربعة عشــر طالبًا هم: ألفي شفيق ميخائيل، بطرس فتحي سعد الله، زكا القس عبد المسيح شنودة، سامح حبيب بطرس، شحاتة سند قلادة، صفوت شحاتة أندراوس، عزت وديع زخاري، محفوظ صلاح بولس، موريس عزيز حكيم، ميلاد نجيب إسكندر، ميلاد يوسف جرجس، ناجح جرجس ساويرس، تادرس يوسف القمص سلامة، هابيل رشيد منسى.
موضحا: وحتى عام 2018 وصل عدد خرّيجي إكليريكية الدير المحرق (589 (خرّيجًا، معظمهم تمت سيامتهم.
والحق إنَّ الشعوب المتقدمة تختار قادتها من المتعلمين، ولكي نُعد قادة أكفاء روحيًا وعِلميًا، علينا أن ننظر إلى الكلية الإكليريكية على أنَّها مصدر التعاليم الأرثوذكسية النقية، وأنَّ الدراسة المنهجية المنظمة مع الروحانية النقية تقود الكاهن إلى النجاح، والمؤمنين إلى النمو الروحي، والكنيسة إلى الازدهار.