قال الخبير في الشئون الدولية «رامي زهدي»، إن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لمصر بمثابة عودة حتمية ورجوع لحق الإخوة ووحدة المصير والتاريخ المتداخل المشترك، حيث جاء إعلان زيارة أمير قطر إلى القاهرة، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن زيارة له هي الأولى له منذ توليه الحكم رسميا، كما تعد الأولى إلى مصر منذ 7 سنوات عقب زيارته الأخيرة عام 2015 لمدينة شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية التي عقدت بمدينة السلام.
وأوضح «زهدي» أنه يتوقع عودة التكامل المصري القطري لأن مصر دولة مؤثرة في محيطها العربي والدولي وقطر دولة ذات أهمية في منطقة الخليج وفي ظل تغيرات سياسية واستراتيجية عالمية تواجه المنطقة تأثيرها بترقب واستعداد لمواجهة المستقبل القادم للعالم والمنطقة، خاصة مع تنامي أوضاع اقتصادية غير جيدة على الإطلاق.
وأكد الخبير في الشأن الدولي أن قطر ومصر تحتاجان في هذا التوقيت إلى عودة قوية فاعلة على مستوى توفيق الرؤي السياسية والاقتصادية، موضحا أن قطر تتطلع إلى المشاركة في تنامي الاقتصاد المصري وفرص الاستثمار الواعدة، والمضي قدما للقارة الإفريقية عبر بوابة مصر، بينما ترحب مصر بالاستثمار الخليجي بصفة عامة ومنها القطري طالما يعود ذلك بالنفع على الشعبين، وكذلك تحتاج الدوحة من القاهرة لدعم سياسي لدى أطراف وقوى العالم الخارجي، حيث تمتلك مصر صوتا مسموعا ورؤية مقدرة من كل العالم في معظم القضايا، وعلى مستوى العمالة المصرية في قطر، يحظى هذا الملف دائما باهتمام البلدين.
وأضاف: «التعاون الاقتصادي بين البلدين يأتي في إطار من التكامل وتبادل الخبرات والإمكانيات وهو أمر هام للدولتين، تحتاجه قطر الآن بشدة وتحتاجه مصر بنفس الدرجة، ويحظى بتركيز الدولتين كإحدى أهم نقاط الالتقاء بين الدولتين، الآن ومستقبلا».
وحول احتمالية فتح مجال للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة في ظل سعي مصر للتوسع في تصدير الغاز، قال: «تمتلك مصر خبرات كبيرة في مجالات التعدين وكذلك قطر، ودمج الخبرات بين مصر وقطر في هذ المجال، يفتح لهما طريقا نحو بيئة أعمال مشتركة كبيرة».
وتعليقا على «اتفاق العلا» ودوره في عودة العلاقات بين مصر وقطر، قال الخبير في العلاقات الدولية إنه باتفاق العلا أو بغيره، كان يجب ويتوقع دائما عودة الأمور إلى نصابها بين الدولتين، فالمصالح المشتركة والقضايا المتداخلة بينهما دائما لا تسمح لهما إلا بالتوافق البناء نحو مصالحهما المشتركة.
وأشار «زهدي» إلى أن القضايا الإقليمية التي يمكن للبلدين التعاون بشأنها متعددة من بينها الموقف من العربي من الحرب الأوروبية، والعلاقات العربية التركية والعربية الإيرانية، والملف الفلسطيني وهو دائم التواجد على كل موائد الحوار بين الدولتين، وقضايا إفريقيا خاصة الأمن في البحر الأحمر، وملف الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي والحق المصري المؤكد في مياه النيل وأزمة أمن الغذاء وأمن الطاقة في إفريقيا.
وتوقع أن تشهد لقاءات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس السيسي تنسيقا بشأن القمة العربية المرتقبة مع الرئيس الأمريكي في السعودية، مشيرا إلى أن تنسيق الموقف العربي مع الدوحة الحليفة الاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية هو أمر هام، خاصة مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية بعد جولة له متوقعة في فلسطين وإسرائيل منتصف الشهر المقبل.