بين الانجاز التاريخي والطعنة الغادرة لم تختلف ردود الفعل حول اتفاق تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي قبل شهر.. حيث قامت المملكة البحرينية بتوقيع معاهدة سلام مع دولة إسرائيل مؤكدة في الوقت نفسه على حرصها على حقوق الشعب الفلسطيني، وأكد وزير الإعلام البحريني أن خطوة التطبيع مع إسرائيل خطوة واقعية تضمن حقوق الفلسطينيين.
كاتب بحريني: معاهدة السلام بين البحرين وإسرائيل ضمن جهود إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط
من جانبه قال سعد راشد، كاتب ومحلل سياسي من البحرين، أن موافقة مملكة البحرين على توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل تأتي ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن المملكة مواقفها ثابتة تجاه القضية الفلسطينية وأهمية حل الدولتين وأن تكون هناك دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
خطوة واقعية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
مضيفًا أن التعاون البحريني مع الولايات المتحدة الأمريكية والوساطة الأمريكية لهذه المعاهدة تأكيد بأن مملكة البحرين تطمح من خلال هذه المعاهدة لأن تكون هناك خطوات جادة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
معاهدات السلام مع إسرائيل تحرك ملف القضية الفلسطينية نحو الأفضل
وتابع في لقاءه الإعلامي بقناة روسيا اليوم، أن القضية الفلسطينية شهدت جمود ظل لسنوات في تحريك هذا الملف، واليوم مع تلك المعاهدات تتحرك القضية نحو مستقبل أفضل خاصة مع عدم ضم إسرائيل لأراضي جديدة، مؤكدًا: سياستنا واضحة جدًا لاستثمار هذه المعاهدة لتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
سيذكر التاريخ اسم ترامب بشأن ما حققه في القضية الفلسطينية
وأكد عماد عبد الهادي، محلل سياسي من واشنطن، بأن خطوة تطبيع البحرين للعلاقات مع إسرائيل تحمل السلام للشرق الأوسط وتفيد أيضًا الرئيس الأمريكي ترامب، حيث سيستخدم هذه الورقة في حملته الانتخابية، وهذا ليس عيب أو خطيئة.
وتابع، ترامب لم يحقق شيء يذكر له بالسياسة الخارجية، لكنه تمكن من فعل عدة أمور هامة بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية وهو اختراق ليس بسيطًا، لأنها قضية تاريخية معقدة، وخاضت الشعوب العربية عدة حروب بسببها، ومن ثم يكون بوسعه أن يكتب اسمه في التاريخ بأنه حقق هذا الاتفاق بعد كامب ديفيد، وقام أحد أعضاء البرلمان السويدي بترشيح الرئيس الأمريكي ترامب لجائزة نوبل للسلام بسبب دوره في القضية الفلسطينية.
الدول العربية اتجهوا لهذه المعاهدات من منطلق مصالحهم الوطنية
ونفى عبد الهادي أن يكون الرئيس الأمريكي قد استغل الدول العربية من أجل تنفيذ هذا الأمر، قائلاً: هذه الأقاويل غير صحيحة تمامًا، فالدول العربية انطلقت لهذه المعاهدات من مصالح وطنية خاصة بها في المقام الأول.
لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في العالم العربي
مشددًا، وهي نقطة هامة جدًا في استراتيجية الصراع العربي الإسرائيلي الآن، إذ لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في العالم العربي، فهناك عدة دول عربية يعاني مواطنيها جراء الحروب والفساد والإرهاب، ولا يمكن أن يهملوا قضايا حياتهم اليومية والشأن الليبي واليمني والسوري والعراقي ويلتفت للقضية الفلسطينية في حين أن بلده مهلهلة، وشبه دولة فاشلة.
التصدي للخطر والتمدد الإيراني
وأردف، هناك سبب جوهري لهذا الاصطفاف العربي الجديد وتسعى إليه أمريكا منذ عدة سنوات وهو التصدي للخطر والتمدد الإيراني.
وعلى الجانب الآخر قال د. حسين حمايل، الناطق باسم حركة فتح، أن هذه المعاهدة تعتبر طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني، وهو ضربة للشعوب العربية، وأن الشعب الفلسطيني يوقف العداء الإسرائيلي بصموده وليس بجهود آخرين.
وتابع هذه المعاهدات هي اتفاقيات عار من أجل مصالح شخصية، وهذا الاتفاق يخلو من الشرعية.