أكد مجلسي النواب والدولة الاستشاري الليبيين، اليوم الإثنين، خلال اجتماعهما في القاهرة أمس على ضرورة الدفع بالعملية السياسية الليبية نحو حل شامل من شأنه أن ينهي حالة الإنقسام في مؤسسات الدولة ويوصل إلى إنجاز الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في كافة ربوع ليبيا.
وقال مجلس النواب الليبي في بيان مساء أمس إن هذا اللقاء جاء بدعوة كريمة من مجلس النواب المصري وقد عقدت اجتماعات تشاورية ضمت 96 من أعضاء مجلس النواب و 75 عضو من أعضاء مجلس الدولة للتشاور حول مختلف القضايا وسُبل الدفع بالعملية السياسية الليبية نحو حل شامل من شأنه أن ينهي حالة الإنقسام في مؤسسات الدولة ويوصل إلى إنجاز الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتعليقا على هذا اللقاء أكد الدكتور يوسف الفارسي، المحلل السياسي الليبي والأستاذ بجامعة درنة، أن الأزمة الليبية لا تزال تراوح مكانها بسبب استمرار الخلافات بين الأطراف المتصارعة، مشيرًا إلى أن الحلول الداخلية أصبحت غير مبشرة نظرًا لتعنت القوى الفاعلة ورفضها تقديم تنازلات حقيقي.
وأوضح الفارسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة دون توافق دولي ستؤدي إلى مزيد من الانقسام، وهو ما يهدد استقرار البلاد. وأضاف أن المجتمع الدولي يرفض بشكل قاطع أي حكومة لا تحظى بإجماع داخلي ودولي، مما يجعل من الصعب تجاوز الأزمة في ظل استمرار الانقسامات السياسية.
وحول اجتماعات القاهرة بين مجلسي النواب والدولة، قال الفارسي إن مصر تلعب دورًا محوريًا في دعم العملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، مشيدًا بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الإطار لكنه أشار إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في الأطراف الليبية ذاتها، التي تظل السبب الرئيسي في استمرار الأزمة وتعثر الوصول إلى حل.
وأضاف الفارسي أن البيان الصادر عن الاجتماعات الأخيرة تحدث عن تشكيل لجان منبثقة عن المجلسين لمناقشة القضايا العالقة، إلا أن هذه الخطوات لا تقدم حلولًا حقيقية، بل تعيد الأزمة إلى نقطة البداية دون نتائج ملموسة.
وحول احتمالية توصل الفرقاء إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة، أكد الفارسي أن أي حكومة يتم الاتفاق عليها داخليًا ستواجه رفضًا من المجتمع الدولي، مما يعيد الأزمة إلى المربع الأول. وشدد على أن الحل لا يمكن أن يكون محليًا فقط، بل يحتاج إلى دعم وإشراف دولي لضمان نجاحه.
لفارسي: الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية
وتعيلقا على موقف حكومة الوحدة الوطنية الليبية من مقترحات مجلس النواب والدولة، فقد أوضح الفارسي أن موقفها من أي حكومة جديدة سيكون رافضًا تمامًا، إذ تؤكد دائمًا أن أي حكومة يجب أن تأتي عبر الانتخابات، وليس من خلال التوافقات السياسية. وأشار إلى أن حكومة الوحدة الوطنية لن تفسح المجال لأي حكومة جديدة إلا إذا جاءت عبر توافق دولي واضح، وإلا فإنها ستواجه مصير السقوط كما حدث مع الحكومات السابقة.
ورأى الفارسي أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هو الحل الوحيد لحلحلة الأزمة الليبية، لكنه أكد أن نجاح الانتخابات مرتبط بوجود حوار حقيقي يشمل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية. كما شدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يكون شريكًا أساسيًا في العملية لضمان عدم عرقلة الانتخابات من قبل الأطراف المتشبثة بالسلطة، والتي لا تبدو مستعدة لتسليمها بسهولة.
وأكد الفارسي أن مصر تؤدي دورًا استراتيجيًا ومحوريًا في دعم العملية السياسية في ليبيا، وتسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين. لكنه شدد على أن الأزمة لن تنتهي طالما استمرت الأطراف الليبية نفسها في عرقلة الحلول، رغم الجهود المصرية الحثيثة لجمعهم على طاولة الحوار.