أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن إدانته الشديدة للغارة الجوية الأخيرة في رفح بغزة، والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصًا على الأقل. ووصف بلينكن الحادث بأنه "مروع وصادم"، وأكد أن الولايات المتحدة تواصلت بشكل واضح مع إسرائيل حول ضرورة إجراء تحقيق ومحاسبة فيما يتعلق بالضربة.
في تصريحاته، أقر بلينكن بتعقيد العمليات العسكرية التي تستهدف حماس في غزة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأعمال غالبًا ما تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين. وشدد على أهمية التقليل من هذه الخسائر البشرية مع تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
اعترف بلينكن بالنجاحات التي حققتها إسرائيل ضد حماس، لكنه حذر من أن هذه الإنجازات ستصبح غير فعالة دون خطة شاملة لمرحلة ما بعد الصراع. قال بلينكن إن "الأمر الملح هو وضع خطة واضحة وناجحة يمكنها هزيمة حماس"، مشددا على ضرورة التخطيط للاستقرار والحكم في مرحلة ما بعد الحرب.
تأتي تعليقات وزير الخارجية وسط التدقيق الدولي المستمر في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وجدد التأكيد على أن إدارة بايدن، ومعها أطراف دولية أخرى، تؤكد على ضرورة هزيمة حماس. ودعا بلينكن إلى التطوير السريع لخطة ما بعد الصراع لضمان ترجمة الانتصارات العسكرية إلى سلام واستقرار على المدى الطويل.
وفي جهد دبلوماسي ذي صلة، وصل بلينكن إلى تشيسيناو، عاصمة مولدوفا، يوم الأربعاء. وتمثل هذه الزيارة بداية جولة أوروبية قصيرة تهدف إلى تعزيز الدعم الغربي لأوكرانيا بين حلفاء الناتو والدول المجاورة. وتأتي الجولة في وقت حرج حيث تواجه أوكرانيا هجمات روسية متصاعدة في الشرق، ويحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الدعم الغربي لكييف قد يؤدي إلى صراع أوسع.
وأثناء وجوده في مولدوفا، أعلن بلينكن أن إدارة بايدن ستسعى للحصول على مساعدات إضافية بقيمة 50 مليون دولار للبلاد، مما يسلط الضوء على أهميتها الاستراتيجية في مواجهة التوترات المتزايدة مع روسيا. تعد حزمة المساعدات هذه جزءًا من جهود أوسع لدعم أوكرانيا وجيرانها وسط الصراع المستمر.
إن التركيز المزدوج لوزير الخارجية على الصراع في غزة ودعم أوكرانيا يؤكد التزام إدارة بايدن بمعالجة الأزمات الدولية المتعددة في وقت واحد، وتحقيق التوازن بين المخاوف العسكرية المباشرة والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى.