قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن المبادرة التي طرحها جو بايدن الرئيس الأمريكي، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمر بحالة مخاض بين التجاذبات السياسية في إسرائيل من حيث معسكر اليمين المتطرف الذي يرفضها ويهدد بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها وما بين تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يصر على تحقيق أهداف الحرب التي أعلن عنها وما بين معسكر جانتس ومعسكر المعارضة اللذان يطالبان بالموافقة على تلك المبادرة؛ للإفراج عن الرهائن وإعادتهم إلى عائلاتهم التي ما زالت تحتشد يوميا بمظاهرات في شوارع تل أبيب.
وأكد عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ضغوطًا كبيرة تمارسها الولايات المتحدة ومن خلال حلفائها الإقليميين على حماس من جهة وعلى إسرائيل من جهة أخرى؛ للحصول على موافقة معلنة للبدء بالمفاوضات على تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة، والتي آخرها مشروع القرار في مجلس الأمن الذي يدعو حماس للالتزام بالمبادرة.
سرائيل تعيش أزمة سياسية داخلية لم تشهدها من قبل
وأوضح أن إسرائيل تعيش أزمة سياسية داخلية لم تشهدها من قبل نتيجة سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في إدارة الحرب التي انعكست على علاقة إسرائيل بمحيطها الإقليمي والدولي، وصولا إلى حالة العزلة التي أصبحت تعيشها مع الأنظمة والشعوب والمؤسسات الدولية وخاصة الجامعات منها.
وتوقع عمر، أن تجد هذه المبادرة طريقها في إنهاء الحرب على غزة لأسباب عدة منها قرب موعد إجراء الانتخابات الأمريكية، وأن بايدن مطالب بتقديم إنجاز للجمهور الأمريكي، أيضا الشروط التي تضعها المملكة السعودية للبدء في مفاوضات التطبيع معها المشروطة بوقف الحرب على غزة، إلى جانب الصراعات في إسرائيل، والتطور على الجبهة اللبنانية، إلى جانب ما ذكرناه سابقا من ضغوط دولية وإقليمية.
وقال إن دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونجرس الأمريكي تأتي في إطار تشجيعه عن وقف الحرب، وتلبية دعوة الرئيس الأمريكي في البدء بتنفيذ المبادرة التي أعلن عن تفاصيلها خلال خطابه الأخير رغم الانتقادات الواضحة في المؤسسات الأمريكية لسياسية نتنياهو في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ورفض عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكي لمقاطعة خطاب نتنياهو والاصطفاف إلى جانب الجماهير الأمريكية التي ترفض دعوة نتنياهو، والتي تشكل ورقة ضغط على نتنياهو.
وأشار إلى أن النقطة الأساسية التي ربما يتم التوقف عندها هي اليوم التالي للحرب في ظل رفض إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية وتمسكها بإنهاء حكم حماس في غزة، الأمر الذي يفتح المجال أمام وجود قوات عربية تدير شئون القطاع لفترة زمنية محددة أو الذهاب تجاه تشكيل جبهة إنقاذ ممثلة من فصائل فلسطينية أو مستقلين تكنوقراط تكون بإشراف دول عربية تكون مهمتها إدارة المرحلة الأولى من العمل الإغاثي، وإعادة الإعمار لحين استقرار الوضع لإعادة وضع أسس للنظام السياسي والانتخابات.