قال الدكتور سعيد محمد، الباحث السياسي الفلسطيني، إن عملية "عربات جدعون 2" هي امتداد لنهج عسكري إسرائيلي يهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتفكيك حركة حماس.
سر إصرار نتنياهو على تنفيذ العملية
وأضاف "محمد"، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إصرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تنفيذ هذه العملية يظهر رغبته في الحفاظ على تماسك حكومته، خاصة بعد فشل خطة المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، التي كانت تهدف لإطلاق سراح بعض المحتجزين دون الالتزام بوقف الحرب.
ولفت إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى إسرائيل، تأتي في هذا السياق، حيث من المتوقع أن يبحث مع القادة الإسرائيليين سبل مواجهة الأعمال المعادية لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، وهذا يشير إلى تنسيق مستمر بين الجانبين، رغم بعض التباينات في المواقف، مثل استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الضربة الإسرائيلية على قطر.
ونوه بأن الاجتماع الأخير للكابينيت الإسرائيلي ناقش خطة للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، تشمل تنفيذ عملية عسكرية تستغرق خمسة أشهر بمشاركة خمس فرق عسكرية، لافتًا إلى أن الخطة تتضمن أيضًا تهجير السكان بشكل طوعي إلى مناطق جنوبية تُوصف بالإنسانية، ما يثير مخاوف من تغيير ديموغرافي طويل الأمد.
وأشار إلى أن الاجتماع يعتبر تمهيدًا لقرار اجتياح بري واسع، خاصة في ظل تصريحات نتنياهو التي أكد فيها ضرورة السيطرة العسكرية الكاملة على غزة وتفكيك حماس.
ولفت إلى أن الخطة الإسرائيلية لإعادة هيكلة توزيع المساعدات في غزة أثارت قلقًا واسعًا بين منظمات الإغاثة الدولية، التي حذرت من أن الخطة قد تؤدي إلى تهجير قسري للفلسطينيين وتقويض حيادية العمل الإنساني، وتعتبر كبديل لدور وكالة أونروا، حيث حذر فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، من أن الخطة قد تمهد الطريق لما وصفه بنكبة ثانية، في إشارة إلى احتمال تهجير قسري للسكان الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تظهر استخدام المساعدات كأداة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية، ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح أن التطورات الأخيرة تظهر أن إسرائيل تسعى إلى تنفيذ خطة عسكرية شاملة في غزة، تحت غطاء إنساني يتمثل في توزيع المساعدات، ما يُثير مخاوف من تهجير قسري وتغيير ديموغرافي، مشيرًا إلى أن التنسيق مع الولايات المتحدة مستمر، رغم بعض التباينات في المواقف والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.