تجري مصر ودولة الاحتلال، اليوم الأحد، محادثات لاستئناف تسليم المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الجنوبي، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجومها على المنطقة على الرغم من أمر محكمة العدل الدولية بوقف ذلك.
وفقا لفاينانشال تايمز، وصفت المحكمة يوم الجمعة، الظروف التي يعيشها الفلسطينيون الذين ما زالوا يحتمون في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، بـ"الكارثية"، حيث شنت إسرائيل هجوما بريا وضربات جوية على الرغم من عدم وجود ملاذات آمنة يمكن للناس الفرار إليها.
وأصبحت الظروف الإنسانية لسكان غزة نقطة خلاف بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، فضلاً عن أنها لعبت دوراً رئيسياً في قرار محكمة الأمم المتحدة بإصدار أمر لإسرائيل باتخاذ إجراءات مؤقتة جديدة.
وفي يوم الأحد، استؤنفت إمدادات المساعدات من مصر إلى غزة، ولكن فقط عبر معبر كرم أبو سالم المنفصل من إسرائيل. وكانت المساعدات المصرية توقفت لعدة أسابيع بعد استيلاء إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح بين مصر والقطاع المحاصر في وقت سابق من هذا الشهر، ورد فعل القاهرة الغاضب على هجومها هناك.
قال مسئولون عسكريون إسرائيليون ووسائل إعلام رسمية مصرية إن نحو 200 شاحنة مساعدات مصرية عبرت معبر كرم أبو سالم إلى غزة يوم الأحد، بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاولة لتهدئة التوترات.
قال البيت الأبيض إن المحادثات مستمرة من أجل "إعادة فتح معبر رفح بترتيبات مقبولة لكل من مصر وإسرائيل"، وهي خطوة ستتطلب إعادة انتشار تكتيكي لأفراد قوات الدفاع الإسرائيلية في المنطقة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي.
رفضت إسرائيل دعوة المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة لوقف العمليات العسكرية في رفح. كما أمرت المحكمة إسرائيل بإعادة فتح معبر رفح إلى مصر أمام المساعدات الإنسانية التي يحتاجها بشدة، في الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من نقص حاد في الغذاء وغيره من الضروريات.
وصف جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، الوضع في غزة بأنه “يفوق الكلمات” أثناء حديثه في بروكسل إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وزعم الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أن المساعدات التي تدخل غزة تضاعفت عن الأسبوع السابق، وأن الإمدادات شملت 300 ألف لتر من الوقود لتشغيل الخدمات الأساسية في الملاجئ والمستشفيات.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف الهجوم الإسرائيلي، إلى جانب اتهامات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، الذي طلب الأسبوع الماضي إصدار أوامر اعتقال ضده وضد وزير دفاعه.
ويصر نتنياهو على أن قواته ستسعى لتحقيق "النصر الكامل" ضد حماس.
أطلقت الحركة الفلسطينية المسلحة صواريخ طويلة المدى على وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، يوم الأحد للمرة الأولى منذ أشهر، في استعراض للقدرات التي تحتفظ بها على الرغم من الحملة الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن ثمانية صواريخ أطلقت من رفح.
وقال بيني جانتس، عضو حكومة نتنياهو الحربية: “إن إطلاق النار من رفح اليوم يثبت أن على الجيش الإسرائيلي أن يعمل في كل مكان تتواجد فيه حماس”. ويصر المسئولون الإسرائيليون على أن العمل العسكري في رفح ضروري للقضاء على آخر أربع كتائب تابعة لحماس وقطع وصول الجماعة إلى طرق التهريب من مصر.
استؤنفت المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مبدئيا في نهاية الأسبوع في باريس، حيث التقى رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا مع رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
قال المسئول الإسرائيلي إن المناقشات في باريس ركزت على “بناء أساس” يسمح بـ”تجديد المفاوضات” بناء على مقترحات جديدة بقيادة وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين.