وفد الرهبنة القبطية في زيارة الحج إلى روسيا (تفاصيل)
07.09.2025 05:38
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
وفد الرهبنة القبطية في زيارة الحج إلى روسيا (تفاصيل)
Font Size
الدستور

يواصل وفد من ممثلي الرهبنة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية زيارة روحية إلى أبرشية نيجني نوفغورود في روسيا، بدعوة من البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

تأتي هذه الزيارة ضمن رحلة حج إلى الأديرة الأرثوذكسية الروسية، وتهدف إلى تعزيز الحوار الروحي والثقافي بين الرهبنة القبطية والرهبنة الروسية، ضمن مشروع الزيارات المتبادلة السنوية بين الرهبان والراهبات في كلا الكنيستين.

واستُقبل الوفد بحفاوة بالغة في دير الحماية الإلهية (بروكروفسكي) باسم الرئيسة الأم فيوفانيا ميسكينا، حيث قُدمت كلمات الترحيب الرسمية، مؤكدين الفرحة بمجيء الضيوف الكرام من مصر، ومتمنين لهم إقامة مباركة ومثمرة، مع إبراز أهمية هذه الزيارة في تعزيز الروابط الروحية بين الرهبنة القبطية والرهبنة الروسية.

زيارة أبرشية نيجني نوفغورود

بعد ذلك، انتقل الوفد إلى أبرشية نيجني نوفغورود، حيث بدأت فعاليات الزيارة بالصلاة في كاتدرائية القديس ألكسندر نيفسكي لتقديم صلوات الافتتاح الرسمية.

وتوجّه الحجاج بعد ذلك إلى دير البشارة ودير الصعود، حيث كان في استقبالهم الأرشمندريت تيخون زاتيوكين، رئيس الدير ونائب رئيس فرع الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في نيجني نوفغورود، الذي قدّم للوفد شرحًا مفصلًا عن تاريخ الأبرشية العريقة ومكانتها الروحية في روسيا.

وأدى أعضاء الوفد الصلاة في كاتدرائية الصعود وكنيسة رقاد والدة الإله، ثم تجولوا أمام الأيقونات المقدسة، واستضافهم الدير في قاعة الطعام الأخوية لتقديم الشاي مع الفطائر التقليدية، في أجواء من المحبة والاحتفاء الحار.

وفي ختام هذه الزيارة، التُقطت صور تذكارية للوفد في متحف الآثار الكنسي التابع لأبرشية نيجني نوفغورود، الذي يحمل اسم المطران مكاريوس ميروليوف.

في فترة ما بعد الظهر من نفس اليوم، انتقل الوفد إلى دير الثالوث القدوس – ديفييفو للراهبات، حيث استقبلتهم إدارة الدير بحفاوة كبيرة، وبدأت الجولة التعريفية داخل أروقة الدير، شملت زيارة القانافكا المقدسة، وهي المنطقة المحيطة بمسار الصلاة التقليدي داخل الدير.

كما شارك أعضاء الوفد في صلاة السهرانة الاحتفالية داخل كنيسة ميلاد والدة الإله، وأبدوا احترامهم وتقديرهم للقديسة مارثا الديفييفية، معبرين عن تقديرهم العميق للروحانية الأرثوذكسية الروسية، وتفاعلهم مع الطقوس الروحية والأجواء التأملية في الدير.

وزار الضيوف دير ميلاد والدة الإله في ساناكسر، وكذلك دير المخلّص بتجليه في مدينة كراسنوسلوبودسك. وكانت برامج إقامة الضيوف الأقباط حافلة ومتنوعة. وبعد توقف قصير في قرية ستارايا تيريزمورغا، وصل الوفد برفقة المطران أرسيني، مطران زفينيغورود، والأسقف كليمنت، أسقف كراسنوسلوبودسك وتمنيكوف، إلى الدير بعد انتهاء صلوات المساء.

استقبلت الأجراس العالية الوفد الزائر، حيث زاروا الكاتدرائية القائمة على اسم القيامة في الدير وتعرّفوا على تاريخ نشأتها. وقد لفت أنظار الجميع الأيقونسطاس الخزفي متعدد الطبقات وزخرفة الكنيسة التي تزيّن أعمدتها صور العديد من القديسين المصريين. وقد رفع الضيوف الأقباط تراتيل يونانية بتمجيد المسيح القائم من بين الأموات.

وفي كلمته الترحيبية، قال الأسقف كليمنت:«لقد زرتم خلال إقامتكم في موردوفيا عدة كنائس تحمل اسم القيامة. لقد جلبتم إلينا فرح القيامة بزيارتكم، وقضيتم بضعة أيام على أرض موردوفيا المباركة في نطاق أبرشيتنا. أشكر الله وقداسة البطريرك كيريل الذي ببركته تمت هذه الزيارة. ويزيدني سرورًا أن أستقبلكم اليوم هنا، فقد أنعم الرب عليّ العام الماضي أن أزور مع كهنة ورهبان أبرشيتنا أرض مصر، ولا نزال نذكر المحبة والضيافة التي غمرتمونا بها أنتم ممثلو الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.

وتابع، أنه عندما زرت متحف القاهرة ورأيت النقوش والزخارف هناك، دهشت لمدى الشبه بينها وبين تطريزات موردوفيا التقليدية. واليوم لاحظ ذلك أيضًا الأب داود وتعجّب. في هذه العلامات والرموز أرى وحدتنا. نسأل الله، ربنا يسوع المسيح، الذي قال: "ليكونوا جميعهم واحدًا"، أن يوحّد جميع المسيحيين ليس بجهود بشرية بل بعنايته الإلهية».

وفي ختام كلمته، قدّم الأسقف كليمنت هدايا تذكارية لجميع الضيوف.

أما نيافة الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن ورئيس الوفد فقال في كلمته:«لقد أوصانا الله "ادخلوا من الباب الضيق، لأن الباب الواسع والطريق الرحب يؤديان إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منهما". والكنيسة الحقيقية هي التي تدخل من الباب الضيق. لقد اجتازت كلٌّ من الكنيسة الروسية والكنيسة القبطية أزمنة عصيبة واضطهادات ومعاناة وسفك دماء، ودخلتا معًا من الباب الضيق.

وتابع: أن الرهبنة هي الطريق الضيق الذي يختاره الإنسان بنفسه. فالقديس أنطونيوس، باختياره الرهبنة، اختار طريقًا مليئًا بالجهاد حتى سفك الدم. واليوم أيضًا يختار الرهبان والراهبات الطريق الضيق الذي يقودنا إلى المسيح على الأرض وفي السماء. فالاستيقاظ في الرابعة صباحًا من أجل الصلاة بحسب النظام الرهباني، كما تفعل راهبات ديركم، هو عبور من الباب الضيق. الصوم، الصلاة، السهر الروحي – كلها طريق ضيق. ونحن نُقدّر الجهد الكبير الذي تبذلونه في ضيافتنا، وفي إعداد الموائد العامرة، وفي تعريفنا بروسيا بطريقة تجعلنا نحبها. نشكركم على حفاوة الاستقبال

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.