معاريف: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
07.12.2025 08:27
اهم اخبار العالم World News
الدستور
معاريف: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
حجم الخط
الدستور

رغم عدم إطلاق سراح آخر جثة أسير بغزة، تضغط واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة التسوية، لكن إسرائيل تخشى المضي قدمًا دون عودته، ما يضع رئيس وزرائها نتنياهو في مفترق طرق معقد.

ذكرت ذلك صحيفة "معاريف"، وقالت إنه "في الوقت الذي لا يزال فيه الأسير الإسرائيلي الأخير في غزة، ران غويلي، لدى حماس - وعائلته تدعو إلى عدم المضي قدمًا في الصفقة قبل أن يعود إلى الوطن - يتزايد الضغط الأمريكي في الأيام الأخيرة على تل أبيب للإعلان قريبًا عن الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من خطة التسوية في غزة. ووفقًا للتقديرات، تسعى الإدارة الأمريكية لإحداث تقدم ملموس قبل اجتماع نتنياهو وترامب المتوقع نهاية الشهر".

وجاء في بيان صادر عن عائلة غويلي ونشر مساء السبت: "المرحلة الأولى من صفقة الرهائن لم تكتمل بعد طالما لم يعد راني إلى المنزل... لا يمكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة دون وجود راني هنا".

إلا أن مسئولين إسرائيليين يشيرون، وفق "معاريف"، إلى أن الديناميكيات الإقليمية والدولية تدفع في الاتجاه المعاكس تمامًا. تسعى الولايات المتحدة لضمان ألا يبقى وقف إطلاق النار في غزة وضعًا مؤقتًا وهشًا، بل يجب ترسيخه الآن في إطار منظم وواضح. ووفقًا لخطة العمل الأمريكية، تشمل المرحلة الثانية تأسيس "مجلس السلام" - وهي هيئة دولية لإدارة القطاع، ولجنة فلسطينية مدنية لإدارة الحياة اليومية - أي حكومة تكنوقراط، ونشر قوة استقرار دولية تعمل إلى جانب شرطة محلية غير حزبية.

وذكرت "معاريف" أن التركيز الرئيسي من وجهة نظر واشنطن هو خلق أساس مستقر لإعادة إعمار القطاع ومنع عودة حماس إلى السلطة، مع تقديم خطة لا يُطلب فيها من إسرائيل البقاء عسكريًا مستمرًا داخل غزة. تدرك الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة حساسة سياسيًا في إسرائيل، لكنها تعتقد أنه إذا لم يتم تسجيل تقدم كبير قريبًا، فإن وقف إطلاق النار سيظل محدود النطاق ويتلاشى تحت ضغوط الواقع الميداني.

وأشار التقرير إلى أن الجدول الزمني الأمريكي ليس عشوائيًا. من المخطط الإعلان عن الإطار السياسي الجديد لغزة بحلول نهاية الشهر، بالتزامن مع اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بهدف أن يؤدي الوصول إلى القمة بخطوة سياسية واضحة إلى تقليل احتمالية الاحتكاك والسماح للزعيمين بتقديم إنجاز دبلوماسي. من وجهة نظر الأمريكيين، يُطلب من إسرائيل إعطاء موافقة مبدئية على الأقل للانتقال إلى المرحلة الثانية، حتى لو كان التنفيذ على الأرض تدريجيًا.

لكن في إسرائيل، كما ورد في "معاريف"، يجدون صعوبة في استيعاب هذه الوتيرة. يظل الجدل الداخلي في الائتلاف حول خطة التسوية في غزة محتدمًا: فالجناح اليميني المتشدد في الائتلاف يتحفظ على نقل الصلاحيات إلى مجلس السلام، ويُعارض أيضًا إنشاء آلية فلسطينية لإدارة القطاع بعد الحرب.

وحسب "معاريف"، تقف إسرائيل عند مفترق طرق حيث تجذبها قوتان في اتجاهين متعاكسين: فمن ناحية، هناك ضغط دولي قوي لتثبيت الواقع في غزة والمضي قدمًا في خطوة إقليمية واسعة؛ ومن ناحية أخرى، هناك التزام عميق بإعادة الرهينة الأخير وإغلاق الدائرة الإنسانية قبل أي تقدم سياسي. بين هذين المحورين، سيُطلب من نتنياهو المناورة في الأسابيع المقبلة، بينما توازن الكفتان علاقاته مع ترامب واستقرار حكومته، حيث رأت الصحيفة أنه في هذا الوضع: "نتنياهو بين المطرقة والسندان". 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.